تركيا لايمكن إيقافها

تشهد تركيا في الآونة الأخيرة تقدما ملحوظا لاتخطأه العين لكل ذي بصيرة ومحبة بجميع المجالات وحتى الحساد والكارهين للرئيس اردوغان (أخزاهم الله) أصبحوا يشعرون بمرارة هزيمتهم أمام هذا القائد البارع والسياسي الذي يسيطر على لعبة الشطرنج الدولية وليس المحلية والذي تمرس فيها خلال عقدين من الزمان.

هذه النجاحات تجاوزت مسألة تركيا والإنجازات والتطوير في شتى المجالات التي لاتخطأها العين إلى أن صارت تركيا تسيطر على حصة معتبرة من طاولة الشطرنج الدولية بشكل متزايد و متسارع متجاوزة حدود تركيا الجغرافية وحدودها المتقزمة السابقة التي رسمتها القوى الدولية خاصة الغربية منها لتركيا منذ عقود،فالرئيس اردوغان اليوم أصبح يرتب طاولة الشطرنج بأيادي ماهرة متجاوزا حدود تركيا إلى سوريا وليبيا والبلقان والصومال وأذربيجان ليصل الأمر في ختام المطاف ليكون زمام الحل والوساطة للحرب الأوكرانية الروسية بيد الرئيس أردوغان واتفاقية الحبوب هو عرابها وضامنها وعندما يأذن للسفن أن تمر فإنها تمر وعندما يقول تتوقف تتوقف،وأصبحت سفن السلاطين الثلاثة الفاتح والقانوني وعبدالحميد تكتشف الغاز الطبيعي الذي اقترب إنتاجه و
زد على ذلك التحالف التركي الاستراتيجي التركي القطري الأخوي المتكامل ودور تركيا في دعم تأمين كأس العالم في قطر ودعم قطر لتركيا، ولا ينسى كل مراقب دور تركيا في انشاء منظمة الدول التركية وتقوية أركانها ودعم صمود أذربيجان وتحرير إقليم كاراباغ
بالإضافة لأكبر إنجاز كما نراه وهو تحويل تركيا إلى مركز دولي لمرور وتوزيع الغاز الروسي وقد سبقه الاذربيجاني والتركماني من قبل.

أمام هذه التطورات ولاسيما إن زدنا عليها كمحلليين استراتيجيين تموضع تركيا الجديد كمصدر متقدم للتكنولوجيا الحديثة في الطائرات بدون طيار والسفن والزوراق السريعة والصواريخ
بشكل متقدم وغير مألوف للقوى العالمية خاصة الغربية منها وحلفاءها الإقليميين،ولذا فإن تلك القوى اللعينة بدأت تشعر بأن التقدم التركي لابد أن يتوقف بأي ثمن، فتاريخ تركيا العثماني وخلافتها العثمانية مترامية الأطراف التي قسمها الأعداء أصبح يعود بريقه بقوة وصار يضج مضاجع الأعداء وتحول لكابوس مزعج عندما يرون هذا التقدم الذي يزداد الآن وهجه وبالتالي يريدون ويحاولون إيقاف ذلك التقدم وبأي وسيلة كانت قديمة أو جديدة.

سنشرح مامعنى عبارة وسائل قديمة أو جديدة،فكما وهو معلوم فإن تركيا كانت تخضع سابقاً في ظل حكومات حزب الشعب الجمهوري للوصاية والتبعية الغربية وكان يتم تقصيص أجنحتها في كل مرحلة تاريخية تحاول النهوض فيها (في فترات الحكام مندريس وتورغوت اوزال وأربكان) عبر قوى محلية مصنوعة وعميلة كمثل القوى العميقة في الجيش أو الإقتصاد أو الأحزاب التركية اسميا والغربية تبعية وولاءا وأفكارا أو عبر تنظيمات إرهابية وجماعات متغلغلة في الدولة والإعلام والإقتصاد ومنظمات المجتمع المدني والجامعات وكل هذا قام الرئيس أردوغان وحزبه بالتخلص منه وتجاوزه بمهارة،نضيف على ذلك نجاح الرئيس أردوغان وحزبه في الصمود على انقلابات
28 شباط
وأحداث حديقة جزي بارك وانقلاب
15 تموز 2016 الفاشل وتخريب استقرار الليرة التركية والتفجيرات المتعددة عبر عمليات حزب العمال الكردستاني وفروعه وداعش بالإضافة للإشاعات والتحريض عبر التلفزيون والصحف ووسائل التواصل الإجتماعي، وحالياً تعد الحكومة التركية مشروع قانون يجرم تلك الإشاعات وهو مايثير حفيظة المعارضة المقيتة.

فاليوم تركيا قامت بافتتاح منازل للاجئين السوريين بحضور وزير الداخلية في مشهد إنساني يغيض الأعداء ويظهر الإنسانية بازهى معانيها وقد تزامن هذا التفجير اللعين مع تواجده بمناطق الشمال السوري في رسالة سيئة التوقيت من الأعداء،ولكنها بإذن الله تعالى لن توقف تركيا.

وختاما فإن تفجير 13 نوفمبر 2022 يأتي في سياق أساليب الترهيب ومحاولات إثارة الفتنة من القوى الغربية وتحذير تركيا لكي تتوقف ومحاولة لكي يلجم أردوغان حصانه المتوثب،ولكن هيهات هيهات فستذهب محاولاتهم للفشل خاصة وإن الرئيس أردوغان قد استبدل حصانه بسيارة توجTOGG كهربائية تركية محلية الصنع أغاضت صناعتها الغرب وأتباعه داخليا وخارجيا
وهذا الشيء قاله الرئيس أردوغان وهو يترحم على أرواح الضحايا وهو بطريق مغادرته لقمة العشرين وهو بمطار اسطنبول قائلا: إن تركيا وشعبها لايمكن التحكم بهم عبر الإرهاب.

الرئيس أردوغان قال كلماته وهو يركب الطائرة لكي يرسم في قمة العشرين على طاولة الشطرنج قوانين صنعها بعدالة وقوة في عالم لايعرف إلا القوة وينسى العدالة.
دكتور/ ابن خلدون الزهراوي

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.