“ثمن الشرعية حياتي” و هكذا كانت

¶ بالأمس دفن مرسي، الرئيس الشرعي لمصر، ورحيله هذا حلقة إضافية في مسلسل الحرب على ربيع العرب، شأنه شأن مجزرة رابعة، وقصف المدن السورية بالكيماوي وتهجير الملايين، ودعم الحوثي للانقلاب على الشرعية في اليمن، ودعم “الحفاترة” لتدمير ليبيا، والمحاولات المتكررة لتعكير صفو الهدوء التونسي، وفض اعتصام السودانيين ورميهم جثثا في النيل، وغير ذلك من الأحداث التي لم يعد اللعب فيها خفيا كما كان في السابق ، بل أضحت الأمور واضحة وجلية، وحرب الربيع والخريف لا زالت مستمرة ومتواصلة.

ومهما تساقطت الأوراق، ستخضر الشجرة من جديد، وتزهر الحياة، ويعود الربيع!

“ثمن الشرعية حياتي”، 3 كلمات رددها الرئيس الأسبق محمد مرسي في آخر خطاب له قبل إطاحة الجيش به في 3 يوليو /تموز 2013. قالها و قد صدق. حيث كانت حياته ثمنا للنضال و الشرعية المغتصبة من العسكر و الصهاينة العرب. فانطبق عليه قول الله تعالى: مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا

¶ يقول سيد قطب رحمه الله:
والله إن النصر فوق الرؤوس، ينتظر كلمة كن فيكون، فلا تشغلوا أنفسكم بموعد النصر، انشغلوا بموقعكم بين الحق والباطل.

“إن كلماتنا ستبقى ميتةً لا حراك فيها هامدةً أعراساً من الشموع ، فإذا متنا من أجلها انتفضت و عاشت بين الأحياء”.. والله متم نوره ولو كره الكافرون..

¶ فيمكن للظالمين أن يسعوا لقتل المظلومين أو حتى يمكن أن يكونوا وسيلة في استشهادهم بقتلهم، ولكن لا يستطيعون المساس بمجد نضالهم أبدًا. لفظ مرسي، المحكوم بالإعدام، أنفاسه الأخيرة في قاعة المحكمة هو رمز الاضطهاد الممارس عليه وعلى الشعب المصري

¶ ( وليمحص اللَّه الذين آمنوا ويمحق الكافرين )

قال سيد قطب رحمه اللّه تعالى :

والتمحيص درجة بعد الفرز والتمييز التمحيص عملية تتم في داخل النفس ، وفي مكنون الضمير ، إنها عملية كشف لمكنونات الشخصية ، وتسليط الضوء على هذه المكنونات ، تمهيدا لإخراج الدخل والدغل والأوشاب ، وتركها نقية واضحة مستقرة على الحق ، بلا غبش ولا ضباب.

و هكذا نحن في هذه الأيام، فاحذر مع من تكون.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.