تأملات قرآنية

اقترب أحد الكفار من عالم مسلم فهمس في أذنه قائلا ، هل كل ما في قرآنكم صحيح؟! فأجاب العالم نعم بالتأكيد، فسأله إذا فلماذا جعل الله للكافرين عليكم سبيلا وهو القائل ” ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا”؟! فاجاب العالم لأننا مسلمين ولسنا مؤمنين!!
فما الفرق بين المؤمنين والمسلمين؟!
المسلمون اليوم يؤدون جميع شعائر الإسلام من: صلاة وزكاة وحج وصوم رمضان..الخ من العبادات، ولكن هم في شقاء تام شقاء علمي واقتصادي واجتماعي وعسكري..الخ، فلماذا هذا الشقاء؟
جاء في القرآن الكريم: [قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم] الحجرات 14
لماذا هم في شقاء؟
الجواب أوضحه القرآن الكريم: لأن المسلمين لم يرتقوا إلى مرحلة المؤمنين.
فلنتدبر مايلي:
• لو كانوا مؤمنين حقاً لنصرهم الله، بدليل قوله تعالى: [وكان حقاً علينا نصر المؤمنين] الروم 47
• لو كانوا مؤمنين لأصبحوا أكثر شأناً بين الأمم والشعوب، بدليل قوله تعالى: [ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين] آل عمران 139
• لو كانوا مؤمنين لما جعل الله عليهم أي سيطرة من الآخرين، بدليل قوله تعالى: [ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا] النساء 141
• ولو كانوا مؤمنين لما تركهم الله على هذه الحالة المزرية ، بدليل قوله تعالى : ( وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه ) آل عمران 179.
• ولو كانوا مؤمنين لكان الله معهم في كل المواقف، بدليل قوله تعالى: [وإن الله مع المؤمنين] الأنفال 19
• ولكنهم بقوا في مرحلة المسلمين ولما يرتقوا إلى مرحلة المؤمنين، قال تعالى: [وما كان أكثرهم مؤمنين].
فمن هم المؤمنون؟
الجواب من القرآن الكريم هم: [التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين] التوبة 112
نلاحظ أن الله تعالى ربط موضوع النصر والغلبة والسيطرة ورقي الحال بالمؤمنين وليس بالمسلمين. فهل نحن مؤمنون حقًا كما يريدنا الله تعالى لنستحق النصر والغلبة؟
أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المؤمنين حقًا

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.