بين الحريةو العبودية

لا تكون حرا حتى تكون عبدا لله
ولا تكون عبدا حتى تكون حرا

كيف ذلك؟؟؟

نقف في هذا المقال عند الجزء الأول من هذه القاعدة:
لا تكون حرا حتى تكون عبدا لله

العبودية والحرية وجهان لعملة واحدة وذلك أن الإنسان مجبول على الاتباع

والمتبوع إما خالق أو مخلوق.
والمخلوق إما أنه مساو للإنسان أو أفضل منه أو أدنى منه وفي كل حالة فهو يتبع شيئا فقيرا عاجزا لا يملك حتى وجوده وحياته.

إذن فسيكون التابع في هذه الحالة ذليلا هينا لأنه قبِل أن يكون تابعا لفقير والتابع للفقير أفقر منه ولا شك أنه سيهينه ويتعبه ويزعجه.

أما إن كان المتبوع هو الخالق فلا شك ولا ريب أنه الغني القوي القادر الرحيم الرحمن الذي يملك كل شيء وبيده كل شيء ويتصرف في كل شيء.

إذن فسيكون التابع أميرا عزيزا حرا لأنه تحرر من التبعية إلى المخلوقية إلى الخالقية .

وهنا سيستنشق عبير الحرية وسيتمتع في نعيمها.

وما قلته يصدقه آيات وأحاديث كثيرة أدقها قوله تعالى على لسان امرأة عمران لما قالت (رب إني نذرت لك ما في بطني محررا )

فلم تقل عنه عبدا وإنما وصفته بالحرية أي محررا من أغلال التابعية للمخلوقية إلى فضاء التابعية للخالقية.

وفي المقابل قال صلى الله عليه وسلم (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم)

سماه عبدا ولم يسمه حرا رغم أنه حر عند نفسه له مال يعمل به ما شاء .
ولكنه في الحقيقة عبد للمادة المخلوقة العاجزة المهينة لتابعها.
ونعته بالتعاسة التي هي سر الشقاء الدنيوي والأخروي، وجاء الفعل للماضي للدلالة على تحقق ذلك حتى يحرر نفسه من عبودية المخلوقية وينضم إلى عبودية الخالقية، فتنقلب التعاسة سعادة، ويتمتع بالحرية الحقيقبة.

والحمد لله رب العالمين

سفيان أبوزيد

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.