بعد انهيار سعر الخام الأمريكي.. نفط “برنت” دون 20 دولارا ومخاوف عربية

تراجع سعر برميل نفط برنت مرجعية بحر الشمال إلى ما دون العشرين دولاراً الثلاثاء، ليبلغ أدنى مستوياته منذ 18 عاماً في ظل انخفاض الطلب الناجم عن وباء كوفيد-19.

وانخفض سعر عقد هذا النفط المرجعي في أوروبا إلى 18,10 دولار للبرميل، قبل أن يرتفع إلى 21,51 دولار، خلال التداولات المتقلبة.

وتخشى أسواق النفط العالمية، تكرار أزمة انهيار تسعيرة عقود الخام الأمريكي تسليم مايو/ أيار، الإثنين، على عقود يونيو 2020، وسط غياب أي مؤشرات لارتفاع الطلب على الخام.

وأصبح الإثنين الأسود، الذي شهد انهيار تسعيرة عقود الخام الأمريكي إلى (-40 دولارا) للبرميل، هاجسا بالنسبة للمضاربين في أسواق الخام، بعد ارتفاع معروض بيع العقود قابله نضوب في الطلب.

و”برنت” هو السعر المرجعي للدول النفطية العربية مما سيكون لهذا التراجع تداعيات سياسية واقتصادية كبيرة.

”برنت” هو السعر المرجعي للدول النفطية العربية مما سيكون لهذا التراجع تداعيات سياسية واقتصادية كبيرة.

وبهذه الأسعارسيكون هامش الربح لبضعة دولارات بالنسبة للسعودية مثلا، حيث تبلغ تكلفة انتاج البرميل نحو 10 دولارات، ولكن التداعيات ستكون كبيرة على المملكة وبدت “محسوسة” من الآن، فهي تعني عجزا هائلا . وحتى أبوظبي، التي توجد في وضع مالي أفضل من حليقتها، فقد أفادت بيانات رسمية باقتراض إمارة أبوظبي 7 مليارات دولار من خلال سندات سيادية، على 3 شرائح، لتعويض السيولة التي فقدتها من تراجع أسعار النفط الخام.

وفي تحليل لها نقلت وكالة “فرانس برس” عن خبراء جزائرييين أنه “إذا كانت هناك دولة يجب أن تقلق كذلك من انخفاض أسعار النفط، فهي الجزائر التي يعتمد اقتصادها بشكل شبه كلي على مداخيل النفط وهي بذلك ضحية لحرب الأسعار بين المملكة السعودية وروسيا.

وقد حذر الخبير عبد الرحمن مبتول قبل أيام من أنه “مع سعر برميل من النفط عند حدود 25 دولارًا وسعر متدن للغاز الطبيعي عند 1,2 أو 2 دولار، تصير 80 في المائة من الحقول الجزائرية غير مربحة”.

وبسعر دون 20 دولارا وحتى 25 دولارا فإن الجزائر تنتج عمليا النفط بخسارة!

واعتمدت الجزائر في إنجاز موازنتها على سعر 60 دولاراً للبرميل، ومن ثم توقع قانون المالية لسنة 2020 نموًا بنحو 1,8%.

ولكن مع 20 دولاراً أو أقل للبرميل وأسعار متقلبة، صار التوازن المالي للجزائر في خطر إذ تمثل مداخيل صادرات المحروقات أكثر من 90% من الإيرادات الخارجية للدولة.

وتقول تقديرات إن الجزائر تحتاج إلى برميل بسعر يفوق 110 دولارات لتحقيق التوازن المالي.

بسعر دون 20 دولارا وحتى 25 دولارا فإن الجزائر مثلا تنتج عمليا النفط بخسارة

وبحلول الساعة (11:03 ت.غ)، تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم يونيو، بنسبة 20.1 في المئة أو 5.3 دولارات، إلى متوسط 20.6 دولارا للبرميل.

كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو، بنسبة 23 في المئة أو 4.2 دولارات، إلى 15.7 دولارا للبرميل.
ويبدأ اعتبارا من مايو المقبل، تنفيذ قرار لتحالف “أوبك +” يقضي بخفض الإنتاج بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا، وهو أكبر اتفاق على إنتاج الخام في تاريخ الصناعة النفطية.

وقدرت منظمة “أوبك” في تقريرها الشهري، الخميس الماضي، أن يشهد أبريل/ نيسان الجاري، أسوأ انكماش بمقدار 20 مليون برميل يوميا.

فيما قالت وكالة الطاقة الدولية، الأربعاء، إن الطلب على النفط الخام سيتراجع بمقدار 29 مليون برميل يوميا، خلال أبريل، ما يعني تراجعا بنسبة 29 في المئة من إجمالي الطلب قبل جائحة كورونا، البالغ 100 مليون برميل يوميا.

وبسبب هذه التطوارات قال مصدر بأوبك إن عددا من وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول سيعقدون مؤتمرا عبر الهاتف اليوم الثلاثاء لمناقشة تطورات سوق النفط وسبل تنفيذ اتفاق تخفيضات انتاج النفط على الفور وليس بدءا من أول مايو أيار.

وأبلغ المصدر رويترز “اقترحنا تنفيذا فوريا للاتفاق وعدم الانتظار حتى مايو، وأيضا التوقف عن الإفراط في الإنتاج في أبريل”.

(وكالات)

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.