بالسجن والشفافية.. هل تبدّد الحكومة قلق المصريين من كورونا؟

تصاعد قلق المصريين مع زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا التي تعلن عنها دول عدة لمصابين قادمين من مصر، وسط تأكيدات القاهرة أنها ملتزمة بالشفافية التامة في الإعلان عن الإصابات الجديدة، وتهديداتها بمحاسبة من وصفتهم بمروجي الشائعات حول انتشار الفيروس في البلاد.

وأعلنت وزارة الصحة الكويتية اليوم الخميس تسجيل 8 إصابات جديدة بفيروس كورونا بينهم 5 مصريين، كما أعلنت وزارة الصحة السعودية اكتشاف 21 مصابا مصريا بكورونا من المخالطين لزائر مصري مصاب، مؤكدة نقلهم للحجر الصحي.

بدورها أكدت مديرة المرصد التونسي للأمراض المستجدة أن مصابا تونسيا تبين أنه حضر مباراة كرة القدم بين الزمالك والترجي في القاهرة قبل نحو أسبوعين.

لكن الأنباء الأكثر إثارة لقلق المصريين جاءت من الولايات المتحدة الأميركية، حيث أعلن مسؤولو الصحة هناك عن عدد الإصابات بفيروس كورونا في أميركا بينها 40 مصابا عادوا من مصر، حسب ما نشرته نيويورك تايمز.

الصحيفة الأميركية قالت في تقرير موسع لها عن احتمال انتشار الفيروس في مصر، إن الحكومة المصرية تؤكد التزامها بالشفافية في إعلان الإصابات، لكن “بعض المصريين متشككون في كون حكومتهم تصدقهم القول، فتحت حكم الرئيس المستبد عبد الفتاح السيسي تم تقييد الإعلام إلى حد كبير، وتعتم الحكومة باستمرار على الحقيقة لتجنب الإحراج الدولي”.

ونقل التقرير عن سيروس شاهبار من منظمة “فايتال ستراتيجيز” للصحة العامة، قوله إن أحد أسباب أن يكون لبلدان ذات عدد سكان كبير، مثل إندونيسيا ومصر، إصابات قليلة هو عدم وجود الإمكانيات لدى نظام الرعاية الصحية فيها لإجراء فحوص على نطاق واسع مثل ما هي الحال في بلدان كإيطاليا أو كوريا الجنوبية.

الالتزام بالشفافية
من جهتها أعلنت وزارة الصحة المصرية مساء أمس الأربعاء تسجيل 7 حالات جديدة مصابة بكورونا، وهم من المخالطين للحالات التي اكتشفت سابقا وأُعلن عنها، وهم 6 مصريين وشخص أجنبي، ليصبح العدد الإجمالي في مصر 67 مصابا.
كما أعلنت الوزارة خروج 7 مصابين من مستشفى العزل من إجمالي 27 مصابا تحولت نتائج تحاليلهم من إيجابية إلى سلبية، بالإضافة إلى تعافي الحالة الأولى المكتشفة في مصر لشخص أجنبي، ليصبح إجمالي المتعافين 8 حالات حتى الآن.

في حين قالت وزيرة الصحة هالة زايد إن السلطات المختصة فحصت عينة عشوائية بنسبة 20% من نزلاء الفنادق العائمة و10% من الفنادق الثابتة بالأقصر وأسوان، وإن النتائج كلها سلبية، وذلك خلال استعراضها لجهود الوزارة في مكافحة انتشار الفيروس أمام اجتماع لمجلس الوزراء المصري.

ورغم تأكيدات السلطات المصرية توفير كافة الإمكانيات لمكافحة انتشار فيروس كورونا، فإن رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا فيديو يظهر طاقم تمريض مستشفى حميات إمبابة في محافظة الجيزة يشكون من ضعف الإمكانيات الطبية داخل المشفى وعدم قدرتهم على استقبال مرضى كورونا.
وبحسب شهود عيان، فقد سادت حالة غضب في المستشفى عقب إصابة إحدى الممرضات بكورونا جراء انتقال العدوى لها.

حبس وقوانين
وقالت مصادر أمنية مصرية إن أجهزة الأمن ألقت القبض على 3 أشخاص بتهمة “الترويج لشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي وأخبار مغلوطة عن حالات الإصابة بفيروس كورونا في مصر، على خلاف الحقيقة”.
يأتي ذلك بعد قرار الحكومة المصرية اتخاذ إجراءات قانونية ضد “مروجي الأخبار الكاذبة والشائعات عن الإصابات بكورونا”، حيث وجه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي باتخاذ كافة الإجراءات القانونية في حق كل من “أذاع أخبارا، أو بيانات كاذبة، أو شائعات تتعلق بفيروس كورونا، بهدف تكدير الأمن العام، أو إلقاء الرعب بين المواطنين، أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة”.

وخلال اجتماع الحكومة أمس الأربعاء، قال مدبولي إن “هناك بعض الفئات اعتمدت على نشر شائعات وأخبار مغلوطة، مما أعطى صورة سلبية في الخارج عن أسلوب تعامل الدولة مع ملف فيروس كورونا”.

وأضاف أن ذلك “أعطى في الوقت ذاته انطباعا خارجيا مغلوطا عن انتشار المرض في مصر بصورة كبيرة، ونتج عنه اتخاذ بعض الدول عددا من الإجراءات ضد مصر”.

أما المتحدث باسم مجلس النواب المصري صلاح حسب الله فقال “سنصدر تشريعا، وستكون العقوبة ضد كل من يستغل أزمات هذا الشعب تصل إلى الحبس أو السجن الوجوبي”.

وفي تصريحات تلفزيونية، استنكر حسب الله تداول بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي شائعات عن وجود حالات لإصابات بكورونا في مصر لم تعلن عنها الحكومة، مضيفا “مش هنسمح لأي حد إن هو يلعب على فيسبوك أو ينشر إشاعة على غير الحقيقة”.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.