الوباء يهدد الاقتصاد العالمي بالانهيار… وشركة أمريكية تعد بلقاح في الخريف المقبل

ووكالات: تراجع الاقتصاد الأمريكي بنسبة 4.8٪، وهي أكبر نسبة هبوط منذ 10 سنوات، ما يبرر سعي الدول التي بدأت برفع تدابير الإغلاق إلى تحريك العجلة الاقتصادية، من دون أن ينفي ذلك خطر انتشار الوباء مجددا.

وأصاب وباء كوفيد-19 حتى الآن 3.1 ملايين شخص في العالم، وأودى بحياة أكثر من 225 ألف شخص رغم الإغلاق الذي فرض حول العالم، وفق حصيلة تستند الى معطيات رسمية.
وما يثير المزيد من القلق ظهور التهاب خطير مرتبط بالفيروس لدى الأطفال، إذ بدأ الأمر في بريطانيا الأسبوع الماضي، ثم سجلت فرنسا والولايات المتحدة، واسبانيا، وبلجيكا إصابات مماثلة.

بلدية نيويورك تهدد «المجتمع اليهودي» فيها باعتقال من يقومون بتجمعات

ولا تزال الولايات المتحدة البلد الأكثر تضرراً بالوباء مع تشخيص أكثر من مليون إصابة وتسجيل أكثر من 60 ألف وفاة، ما يتجاوز عدد العسكريين الأمريكيين الذين قضوا في حرب فيتنام.
وتتوالى المؤشرات الاقتصادية المتدهورة مؤكدة التأثير الهائل للوباء على اقتصاد العالم. فبعد عشرة أعوام من النمو المتواصل، أعلنت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، تراجع إجمالي ناتجها المحلي بنسبة 4.8 ٪ خلال الربع الأول من عام 2020، وفق تقديرات أولية لوزارة التجارة، علماً بأن أكثر من 26 مليون شخص باتوا عاطلين عن العمل في الأسابيع الخمسة الأخيرة. وهذا التراجع لإجمالي الناتج المحلي هو الاأبر منذ الربع الأخير من عام 2008 حين كانت الولايات المتحدة تعيش ذروة الأزمة المالية.
وفي السياق ذاته، توقعت الحكومة الألمانية أسوأ انكماش منذ 1970 مع تراجع لإجمالي الناتج المحلي بنسبة 6.3 ٪ هذا العام، وفق ما أعلن وزير الاقتصاد بيتر التماير، أمس الأربعاء. وأضاف: «سنشهد أسوأ انكماش في تاريخ الجمهورية الألمانية».
أما النقل الجوي العالمي فسجل في آذار/ مارس أقوى تراجع في تاريخه الحديث مع انحدار بنسبة 52.9 ٪ مقارنة بالعام الفائت، وفق ما أعلنت المنظمة الدولية للنقل الجوي «اياتا» الاربعاء.
وعلق المدير العام لاياتا ألكسندر دو جونياك في بيان أن «آذار/مارس كان شهراً كارثياً على الطيران. الطلب كان في مستوى عام 2006، لكن عدد الأساطيل والموظفين هو ضعف» ما كان عليه.
ونبهت منظمة العمل الدولية، أمس الأربعاء، الى أن 75 ٪ من العمّال غير المسجلين في مؤسسات أو الذين يعملون فيما يسمى بـ«الاقتصاد غير الرسمي»، ويقارب عددهم 1.6 مليار شخص في العالم، قد يخسرون مصدر رزقهم في الربع الثاني من هذا العام بسبب وباء كوفيد-19.
في هذا الوقت، باشر العديد من الدول الأوروبية إجراءات رفع العزل التدريجية رغم خطورة انتشار موجة ثانية من الوباء. وبعد النمسا، وألمانيا، والنرويج، والدنمارك، أعلنت بولندا الأربعاء إعادة فتح دور الحضانة والفنادق والمراكز التجارية.
وفي فرنسا، قال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الأربعاء إن «معاودة النشاط أمر لا مفر منه (…) علينا العودة الى العمل»، وذلك غداة تبني الجمعية الوطنية خطة لرفع العزل. و
في إسبانيا، تقضي خريطة الطريق التي أقرتها الحكومة برفع العزل اعتبارا من 9 أيار/مايو على «مراحل» تستمر حتى أواخر حزيران/يونيو.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن ألبرت بورلا، المدير التنفيذي لشركة «فايزر» الأمريكية لصناعة الأدوية، والتي تتخذ من نيويورك مقراً لها، قال إن الشركة ستكون مستعدة لطرح لقاح كورونا للاستخدام الطارئ في الخريف المقبل، على أن تصبح أكثر استعداداً لإنتاج واسع النطاق في نهاية العام.
وأضاف أن الشركة ستواصل إجراء المزيد من الاختبارات للتأكد من فعالية اللقاح وأمانه، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تظهر النتائج الأولى في مطلع أيارالمقبل.
أما في أمريكا، فبعد أن شارك عدد كبير من أبناء الجالية اليهودية في مدينة نيويورك في جنازة أقيمت في منطقة بروكلين، وجهت بلدية نيويورك الأمريكية، أمس الأربعاء، تحذيراً إليهم من انتهاك الإرشادات والتدابير المفروضة للحد من جائحة كورونا.
وقال رئيس البلدية بيل دي بلاسيو، عبر تويتر: «رسالتي إلى المجتمع اليهودي ولجميع المجتمعات ببساطة: انتهى وقت التحذيرات». وأضاف: «أوعزت إلى شرطة نيويورك بالمضي على الفور في استدعاء أو حتى إلقاء القبض على أولئك الذين يتجمعون في مجموعات كبيرة. إن الأمر يتعلق بوقف الجائحة وإنقاذ الأرواح».
ووصف دي بلاسيو، التجمع الثلاثاء خلال جنازة الحاخام حاييم ميرتز، الذي توفي بكورونا، بأنه «غير مقبول بتاتا». وأوضح: «ذهبت بنفسي للتأكد من تفريق الحشد، وما رأيته لن يتم التسامح معه طالما أننا نكافح الفيروس».
وأثارت تغريدة رئيس بلدية نيويورك انتقادات بين أوساط الجالية اليهودية، حسب صحيفة «هآرتس» العبرية.
ونقلت الصحيفة عن عضو مجلس المدينة حاييم ديوتش قوله تعليقا على تغريدة بلاسيو: «لا بد أن هذه مزحة. هل حدد رئيس بلدية نيويورك حقاً مجتمعاً عرقياً معيناً على أنه غير ملتزم بتدابير المدينة؟».
ولا تزال نيويورك في صدارة الولايات الأمريكية من حيث عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.