“المقدسي من تسكنه القدس”.. حملة لدعم تجار القدس القديمة المتضررين من سياسات الإغلاق الإسرائيلية

ضمن المبادرات الاجتماعية التي تحمل في ثناياها لغة التكافل، تتواصل في مدينة القدس المحتلة، حملة “المقدسي من تسكنه القدس”، والتي أطلقها نشطاء من المدينة المحتلة، لدعم ومساندة التجار في البلدة القديمة، الذين تضرروا ماديا بشكل كبير، جراء سياسات الإغلاق التي تفرضها عليهم حكومة الاحتلال، بحجة مكافحة فيروس “كورونا”.

ولأن الفلسطينيين في المدينة المحتلة، يعلمون جيدا، الأهداف السياسية الخطيرة، التي تريد حكومة الاحتلال تمريرها، من خلال فرض الإغلاق المتكرر والطويل على البلدة القديمة، وإغلاق محالها التجارية، وإبعاد السكان عنها، أطلقوا هذه الحملة الشعبية.

ولا تخفى على أحد أهداف حكومة الاحتلال، التي تسعى جاهدة لتكبيد التجار خسائر كبيرة، لا يقدرون على تكلفتها، ضمن المساعي الرامية لإجبارهم على ترك أعمالهم، والسيطرة على محالهم التاريخية، ضمن الخطط الرامية لتهويد القدس المحتلة.

تجار المدينة تكبدوا خسائر كبيرة بهدف دفعهم للرحيل وتهويد القدس

وتقوم الحملة التي بدأت صبحة الأحد، على دعوة العائلات المقدسية على حصر احتياجاتهم، والتوجه لأسواق البلدة القديمة لشرائها، بهدف مساعدة التجار بالتعافي السريع، بعد أن انهكهم الإغلاق المستمر والمشدد الذي فُرض عليهم.

وجاء انطلاق الحملة، مع بدء رفع الإغلاق الذي فرضته سلطات الاحتلال على البلدة القديمة منذ عدة أسابيع، بحجة مواجهة تفشي فيروس “كورونا”.

وأكد القائمون على الحملة، أن المطلوب هو استبدال التسوق من المحال التجارية القريبة من المنزل، بالمحال الواقعة داخل القدس العتيقة، باعتبار أن العائلات المقدسية استمرت بشراء حاجياتها طوال فترة الإغلاق من المصالح التجارية القريبة من منازلهم.

ومنذ أن وصل فيروس “كورونا” للمنطقة، تقوم سلطات الاحتلال بفرض إغلاقات طويلة على منطقة البلدة القديمة، وتجبر محالها على الإغلاق كما تحول دون وصول المواطنين إلى تلك المنطقة، فيما يؤكد المقدسيون، أن المحال الإسرائيلية الموجودة في الجزء الغربي من المدينة المحتلة، تسمح حكومة الاحتلال بفتحها، حيث لم يشعر ملاكها الإسرائيليون بالأزمة الاقتصادية، وهو ما يؤكد على النوايا المبيتة للاحتلال.

وقد أثرت الأزمة الاقتصادية التي خلقها الاحتلال، بمعاناة أكثر من 1000 محل تجاري في بلدة القدس القديمة، وبات ملاكها يشتكون من تراكم الديون ونُدرة البيع، الناتج عن الإغلاقات المتتالية التي فرضها الاحتلال على بلدة القدس القديمة.

ومن أجل دعم الحملة الشعبية هذه، شارك الكثير من المقدسيين في حملة التغريد على الوسم الخاص بها، كما تبنته مؤسسات مقدسية معروفة، ومنها الهيئة الإسلامية العليا، وكتب حساب “زهرة المدائن” على موقع “فيسبوك” معلقا على الحملة “بادرة الخيْر لأهل الخير في العاصمة المحتلّة، كعادتهم أهل المدينة المقدّسة المحتلة يُحاولون إسناد بعضهم البعض، خاصة تجار البلدة القديمة، الذين لا يتوقّف الاحتلال عن مضايقتهم وملاحقتهم بالضرائب، ناهيك عن محاولة تفريغ العتيقة من المتسوّقين المقدسيين، من خلال إجراءات المضايقة والتفتيش المستمرّة بغية السيطرة عليها بشكل كامل”.

ويشتكي تجار القدس القديمة، من تعرضهم لمخالفات مالية باهظة فرضتها عليهم شرطة الاحتلال، بحجة مخالفتهم إجراءات الإغلاق، فيما أغلقت تلك الشرطة أعينها عن التجار الإسرائيليين.

وقد رحب تجار القدس القديمة بالحملة، معلنين عن تخفيضات على بضائعهم بنسب وصلت لـ50٪ لمساعدة الأهالي على شراء احتياجاتهم كاملة، بتكلفة مناسبة للظرف الاقتصادي العام الذي تمر به المدينة المقدسة.

ويشار إلى أن هناك عدد كبير من المحال التجارية في القدس القديمة، اضطرت بسبب إجراءات الاحتلال التعسفية، إلى إغلاق أبوابها.

وكان مدير مركز معلومات وادي حلوة جواد صيام قال إن خسائر المقدسيين جراء الإغلاقات التي يفرضها الاحتلال تفوق الثمانية ملايين شيكل يوميا “الدولار الأمريكي يساوي 3.3 شيكل”، مشيرا إلى أن الاحتلال يهدف إلى خنق مدينة القدس وتهجير المقدسيين منها.

ويذكر أن أسواق العطارين واللحامين وباب القطانين وسوق الحصر والبازار وباب السلسلة والخواجات وباب خان الزيت، من أشهر أسواق القدس القديمة.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.