الله خير حافظا…

بقلم د. ايمان حرابي

قال اخوة يوسف :{و انا له لحافظون} و قال لهم ابوهم :{فالله خير حافظا و هو ارحم الراحمين}

فضيعوا يوسف و حفظه الله.

لقد كان اختيار اخوة يوسف في إبعاده عن ابيه املا ان ينالو الحضوة عنده عند غياب يوسف.

لكن ابعاد يوسف عن ميدان حياتهم كان حماية له من مزيد كيد اخوته. كما انا العبرة في ذلك هي ان يشب يوسف في بيئة يكتسب فيها من الحكمة و الخبرة في الحياة. فكانت بمثابة إعداد له.

فالعبد الصادق مع ربه ينبغي ان يلتجأ اليه و يحتمي بحماه .فالله خير الحافظين و من هنا على العبد ان يعبد ربه حال الرخاء و الشدة.
فقول نبي الله يعقوب عليه السلام أن الله خير حافظا يرجع لإيمانه بقوة الخالق وحكمته وأنه ليس كمثله شيئا. ولو أراد الله سبحانه وتعالى شيئا، إنما يقول له كن فيكون. وقوله وهو أرحم الراحمين أي أن الله سيرحم كبر سني وضعفي. وفى الآية الكريمة معاني لابد من إيضاحها ومنها إسم من أسماء الله الحسنى الحفيظ وكما ورد في القرآن.
والمعنى المراد باسم الله الحفيظ أي من يحفظنا من المهالك ويردنا عن دروب الشر والهلاك ودعوة الله بهذا الإسم فيها شمولية كبيرة فدعوة من الله في حفظ العبد من ارتكاب الكبائر وحفظه من الانسياق وراء المعاصي وحفظ أولاده وحفظ ماله ومن أن يختلط بالحرام وحفظ صحته وبدنه فالإسم عظيم ويشمل الكثير، ومن المسلمات في الإيمان بأن الله خير حافظ لعباده مهما بلغ شأن العبد فالله هو الحافظ وإليه الأمر.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.