اللحية والحجاب ولحم الحلال… استمارة في جامعة فرنسية للتبليغ عن المسلمين

في الوقت الذي يشتعل فيه النقاش في فرنسا حول ارتداء النساء المرافقات للتلاميذ الحجاب، والذي أحيته مطالبة السياسي الفرنسي في صفوف اليمين المتطرف جوليان أودول لسيدة فرنسية محجبة بالخروج من اجتماع للمجلس المحلي ‘‘لبرغون فرنش’’ معللاً ذلك بأنها في ‘‘مؤسسة ديمقراطية’’، كشفت صحيفة ‘‘ليبراسيون’’ الفرنسية عن إرسال مسؤول الأمن في إحدى الجامعات بضاحية باريس لرسالة عبر البريد الإلكتروني إلى الموظفين التابعين له، يُحوّل من خلالها بعض الممارسات العادية والبديهية جداً لأي مسلم، إلى مؤشر على حالة تطرف.

وطلب المسؤول الأمني في جامعة ‘‘سيرجي بونتواز’’ الباريسية من الموظفين التابعين له ‘‘الإبلاغ عن الأحداث التي قد تكون لها عواقب وخيمة’’، وذلك عبر ملء الاستمارة التي بعثها لهم في جدول بيانات Excel وإعادة إرسالها إليه عبر البريد الإلكتروني، للمساعدة على رصد من هم على ‘‘سكة الإرهاب’’.

وجاء محتوى هذه الاستمارة كالتالي:

أولاً: المظهر الخارجي: ارتداء الجلابة وترك اللحية مع حلق الشارب بالنسبة للرجال. وارتداء الحجاب والنقاب بالنسبة للمرأة. وهناك خانتان للجواب بـ: نعم أو لا.
ثانياً: تغيير بعض العادات والسلوك: التوقف عن شرب الكحول والتوقف بشكل فوري عن أكل لحوم الخنزير والاستهلاك الجديد للحوم الحلال… ثم تغيير السلوك تجاه النساء (التوقف عن السلام عليهن عبر القبلات، أو حمل خطاب حول دور المرأة)، بالإضافة إلى الصلاة داخل الحرم الجامعي بشكل منتظم.
ثالثاً: الدفاع عن قناعات جديدة: الاهتمام فجأة بالأخبار المحلية والدولية، والاهتمام بالدين، وتغيير الخطاب، ثم حمل خطاب تبشيري.
وأثار محتوى هذه الاستمارة علامات استفهام كثيرة لدى العديد من الفرنسيين، بمن في ذلك بعض الأساتذة في الجامعة المعنية، والتي قدّمت اعتذارا على تويتر، موضحة أن ‘‘الخطوة تهدف إلى تقديم المساعدة للأشخاص الذين هم عرضة لهذه الظواهر، ولا تهدف بأي حال من الأحوال إلى وضع نظام إنذار’’. ورأى رئيس الجامعة فرانسوا جيرمينيت لـ‘‘ليبراسيون’’ أن “الاستمارة التي أرسلها مسؤول الأمن في الجامعة ‘‘ليس لها أي معنى’’ ، لذلك تم سحب الوثيقة بالكامل”.

أما وزارة التعليم العالي فقد أكدت لـ‘‘ليبراسيون’’ أنه ليس لديها أي علاقة بهذه المبادرة، مشددة على أن الأمر “لا يتعلق بتطبيق توجهات الدولة’’. ومع ذلك فإن هذه الاستمارة مرتبطة بلائحة مؤشرات تحدث عنها وزير الداخلية كريستوف كاستانير مؤخرا بعد الهجوم على شرطيين في باريس، وأثار مثلاً موضوع إطلاق اللحية أو المواظبة على الصلاة بشكل مستديم.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.