الفوائد الكثيرة لكلمة “آسف”.. تعلم أصول المسامحة بين الزوجين

المسامحة خيار لا شعور، وأن يعتدي أحد الزوجين على الآخر أو أن يخطئ في حقه، لن يوقف الحياة المشتركة بينهما إلا إذا قرر أحدهما ذلك. لهذا تأتي أهمية المسامحة ودورها في استمرار العلاقة الزوجية، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة أن يكون الشخص الذي تسامحه يستحق ذلك، ولن يظن أنه تم التغاضي عما قام به من إساءة.

الفوائد الصحية

تقول المرشدة النفسية إليزابيث سكوت في مقال بعنوان “الفوائد الكثيرة للمسامحة” على موقع “فيري ويل مايند” إن التمسك بالآلام القديمة وخيبات الأمل والمضايقات الصغيرة والغضب، يعد مضيعة لوقتك وطاقتك. كما أن الاحتفاظ بكل هذا الأذى -الحقيقي أو المتخيل- لفترة طويلة، يجعله يتحول إلى شيء أكبر في النهاية كالكراهية والشعور بالمرارة الشديدة.

كذلك، يدفعك عدم التسامح إلى الإجهاد النفسي والعصبي والحياتي، مما يؤدي لا محالة إلى خسائر جسدية وعقلية، ويؤثر على أساس ومتانة العلاقة الزوجية. والأفضل من ذلك كله أن تشارك مشاعرك وتتخلص من الأذى النفسي من خلال طرحه على مائدة التحاور والبحث عن حلول.

يشير خبراء الصحة في جامعة جونز هوبكنز إلى أن فعل التسامح يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأزمة قلبية، وخفض مستويات الكولسترول، وتحسين النوم، وتقليل الألم، وخفض ضغط الدم، وخفض مستويات القلق والاكتئاب والتوتر، وهذا ما أكدت عليه الدراسة التي أجريت عام 2017.

يدفعك عدم التسامح إلى الإجهاد النفسي والعصبي والحياتي (غيتي)

يدفعك عدم التسامح إلى الإجهاد النفسي والعصبي والحياتي (غيتي)

كيف تسامح؟

تقول الكاتبة المتخصصة في العلاقات الزوجية شيري ستريتوف في مقال لها على موقع “فيري ويل مايند”، إن تسامحك يستلزم عددا من الخطوات تشرحها فيما يلي:

– كن متقبلا لفكرة التسامح، واتخذ قرارا واعيا بمسامحة شريك حياتك.

– عندما تومض صور المواقف المؤذية في عقلك، فكر في أمر آخر يشعرك بالهدوء ويبعدك عن الخوض في تلك الأفكار.

– امتنع عن تذكير زوجك بهذا الخطأ في وقت لاحق، ولا تستخدمه حجة متكررة للوم والعتاب.

– عليك أن تقبل أنه قد لا تعرف أبدا سبب التعدي أو السلوك الخطأ الذي ارتكب في حقك.

– لا تسع للانتقام لأن ذلك سيزيد من ألمك، ولن يجعلك تشعر بتحسن على أي حال.

– تذكر أن التسامح لا يعني أنك تتغاضى عن السلوك المؤذي.

– كن صبورا مع نفسك، فالقدرة على مسامحة زوجك تستغرق بعض الوقتن ولا تحاول القيام بالأمر حينما لا تكون مستعدا.

كيف تطلب السماح؟

تقول ستريتوف إنه إذا كنت أنت من تسبب في الأذى، يمكنك طلب الصفح في محاولة لإعادة بناء الثقة في علاقتك الزوجية. ولكن عليك أولا أن تظهر الندم الحقيقي على الألم الذي تسببت فيه، واعترف بأنك أذيت مشاعر زوجتك، فجميعنا نشعر بالأذى عندما يفعل الشخص الذي نحبه شيئا خاطئا، لذا ضع هذا الأمر في اعتبارك.

وكن على استعداد للالتزام بعدم إيذاء زوجتك مرة أخرى بتكرار نفس السلوك المؤذي. كما يجب عليك تقبل عواقب الفعل الذي سبب الأذى، والقيام بالتعديلات الضرورية المطلوبة لاستمرار الزواج.

لا يمكن الحفاظ على العلاقة الزوجية لفترة طويلة دون المسامحة (غيتي)

لا يمكن الحفاظ على العلاقة الزوجية لفترة طويلة دون المسامحة (غيتي)

الاعتذار اللفظي والمعنوي

عند الاعتذار، انتبه إلى أنه لا ينبغي القيام بالأمور التالية:

– لا تستخدم كلمة “لكن” مطلقان ولا تستخدم الأعذار، ولا تقل “آسف” دون أن تعنيها.

– عندما تخبر زوجتك أنك آسف، فهذا لا يجعل كل شيء على ما يرام.. هذا يعني ببساطة أنك تقر بأن شيئا ما غير صحيح، وعليك أن تتبعه بجهد للقيام بعمل أفضل في المرة القادمة.

وعليك أيضا أن تسامح نفسك في بعض الأحيان، بعد إدراك شدة الألم الذي سببته لعزيز عليك.. قد يكون من الصعب أن تسامح نفسك، لكن ذلك سيجعلك أكثر ثقة، حيث يمكنك العمل على أن تصبح زوجا أفضل.

حل مؤقت

وفقا للطبيبة النفسية كارين شوارتز على الموقع ذاته، فإن الجميع يرتكبون أخطاء، ولدينا جميعا لحظات غاضبة وسيئة، ومعظمنا يقول أشياء لا يقصدها بين الحين والآخر، لذا على الجميع أن يصفح ويسامح كي تستمر الحياة، لأنه لا يمكن الحفاظ على علاقة صحية -ولا سيما الزواج- لفترة طويلة من الزمن بدون المسامحة.

نعتبر هذا كله صحيحا تماما إذا كان الزوج الذي تسبب في الأذى يحاول جاهدا أن يحصل على هذا التسامح من زوجته، ولكن تكمن الصعوبة إذا كان زوجك غير نادم.

ووفقا لشوارتز فإنه إذا كان زوجك يسيء معاملتك أو يكذب عليك، أو لا يبذل أي جهد حقيقي لتغيير سلوكه على الرغم من جهودك في مسامحته، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة تقييم علاقتك الزوجية بجدية.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.