الفكر و التفكير

تفريغ برنامج للدكتور عبد الكريم بكار 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدينا شيئان متقاربان هما الفكر و التفكير،

أما الفكر : فهو مايتحصل لدى الواحد منا من مفاهيم وأفكار وانطباعات وملاحظات وخبرة.

وهذا الفكر يتوزع على كل مجالات الحياة ، لدينا فكر إصلاحي، و فكر اجتماعي، و فكر صحي، وفكر رياضي.

ولما نقول الفكر الإسلامي إذاً تلك الحصيلة من الأفكار والمفاهيم والملاحظات والانطباعات والمقولات المؤطرة بإطار الشريعة الغراء، مقولات وملاحظات تنسجم مع روح الشريعة وتنسجم مع أحكامها وتنسجم مع مقاصدها.

أما التفكير: فهو مجموعة من العمليات الذهنية والشعورية التي تنقل وعينا من معلوم إلى مجهول. هناك شيئ معلوم لدينا نتوسل به لنصل إلى شيء مجهول فيتحول المجهول إلى معلوم.

مثلاً: رجل يريد أن يشتري سيارة، وعنده مبلغ من المال، وثمن السيارة مئة ألف، ولديه خمسة آلاف، كيف يستطيع شراء تلك السيارة بذلك الثمن ؟ هنا يفكر ويقول: “عندي قطعة أرض أبيعها، وأقترض من فلان كذا، وأوفر من دخلي لمدة خمسة أشهر. فإذا فعلت هذا توفرت لدي المئة ألف.”

هذه عمليات تفكير، ومن خلال هذه العمليات توصل هذا الرجل إلى ذلك الشيئ المجهول بالنسبة إليه، وهو توفير ثمن السيارة.

الحقيقة إخواني وأخواتي أن التفكير عملية شاقة، ولذلك نحن لا نلجأ إليها إلا عند الضرورة، بعض الناس يستهين بالفكر ، ويستهين بالتفكير، وهؤلاء الذين يستهينون بالتفكير، ويستهينون بالأفكار مثلهم مثل من يريد أن يمضي في صحراء شاسعة واسعة من غير خارطة، ومن غير دليل، ومن غير موجه، إن نتيجة ذلك هو الضياع، أن يضيع في الصحراء، وأن يموت جوعاً وعطشاً.

لدينا مشكلات تحتاج إلى حل، كيف يمكن حلها؟ من خلال التفكير.

لدينا خيارات:

كثير من الشباب الذين يتخرجون من الجامعة اليوم يتسائلون: هل اتجه إلى الوظيفة أم اتجه إلى عمل حر؟ وإذا اتجهت إلى الوظيفة هل اتجه إلى التدريس، أم اتجه إلى عمل إداري؟ هل أعمل عملاً حراً، أم أعمل مع والدي في مهنته؟

 

خيارات موجودة، وكلما تحضر الناس أكثر، كلما كثرت الخيارات أمامهم، واحتاجوا إِلى حسم هذه الخيارات، والصيرورة إلى الأفضل منها؟

لا يمكن أن نصل إلى شيء من هذا إلّا من خلال التفكير. والتفكير ينبغي أن يقوم على معلومات، فإذا لم يكن لدينا المعطيات و المعلومات الكافية فإن تفكيرنا لن يكون سديداً، ولن يكون قويماً، ولن يكون منتجاً، وربما نحصل من وراء هذا التفكير على ظنون، وعلى أخيلة، وعلى أوهام.

 

عماد التفكير هو معرفة جيدة لدى الإنسان، وأن يعمل ذهنه في هذه المعرفة، ويخضها خضاً ليصل في النهاية إلى منتج، هذا المنتج هو الفكرة التي اشتغل عقله من أجل الوصول إليها.

 

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.