الفايننشال تايمز: بريطانيا تستيقظ على مرحلة جديدة من تاريخها

في مقال افتتاحي لها، قالت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية إن لندن تستيقظ اليوم على صفحة جديدة من تاريخها، وهي بحاجة الآن للبدء بالعمل بشكل جدي في مجالات عدة.

وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اليوم، وباتت دولة غير عضو في التكتل بعد 47 سنة. وخلال كل هذه الفترة، كانت العلاقات الخارجية لبريطانيا مرتبطة بعضويتها في التكتل، أما الآن فعليها العمل بشكل حقيقي لمواجهة الظروف الجديدة، بحسب الصحيفة.

السنوات الثلاث الماضية شهدت هزات كبيرة هي الأكثر اضطرابا في تاريخ البلاد

وبحسب الفايننشال تايمز، فعلى الحكومة البريطانية الآن أن تحاول رأب الصدع الذي أحدثته قضية الخروج من التكتل، فهناك كثيرون يرون أن بلادهم ما كان عليها أن تخرج من الاتحاد، فيما يرى آخرون أن الطريق باتت مفتوحة الآن لبريطانيا من أجل أن ترسم سياساتها لوحدها.

وتقول الصحيفة إن مهمة الحكومة الحالية تتمثل في رأب هذا الصدع، إضافة إلى ضرورة وضع الإطار الجديد الذي يحدد علاقات البلاد مع الاتحاد الأوروبي، بشكل يحمي وحدتها واقتصادها.

وقد يكون من الصعب على الحكومة أن تحقق ذلك بشكل سريع، لكن العمل عليه سيكون من أولويات الحكومة في الفترة المقبلة بحسب الصحيفة، خصوصا أن السنوات الثلاث الماضية شهدت انقسامات وهزات كبيرة هي الأكثر اضطرابا في تاريخ البلاد، بما في ذلك الغضب الذي شعر به سكان مناطق واسعة، قالوا إنهم كانوا مهمشين طوال الفترة الماضية.

ومهما يكن الحال بعد الخروج، فإن الاقتصاد البريطاني أصغر مما كان عليه الوضع مع الاتحاد، وبما أن الحكومة تتجه إلى رفض البقاء في الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة، فإن عليها العمل على “اتفاق تجارة” مع الاتحاد. ولهذا السبب تعتبر الصحيفة أن بوريس جونسون اختار الطريق الأصعب، لكنه يتسلح بدعم أغلبية مريحة في البرلمان.

وترى الفايننشال تايمز أن العقلانية تحتم على بريطانيا أن تظل قريبة بقدر الإمكان من الاتحاد بعد خروجها، وأن تحافظ على التعاون الأمني بين الطرفين، بما ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية. كما أن على دول الاتحاد أن تعترف بفوائد بقاء العلاقات قوية مع بريطانيا.

وتختم الصحيفة بالقول إن قضية الخروج حسمت بشكل كامل اليوم، لكن ما يزال على الحكومة الكثير لتفعله بهذا الشأن.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.