الشيخ محمد بشير الشلاح

ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺸﻴﺮ ﺍﻟﺸﻼﺡ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﻮﻟﺔ ﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ ﻟﺒﻨﺎﺀ
ﺃﺣﺪ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺩﻣﺸﻖ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﺒﺮﻣﺠﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﻳﺔ، ﻣﺮﻭﺭﺍ
ﻋﻠﻰ ﺩﻛﺎﻛﻴﻦ ﺗُﺠَّﺎﺭِﻫَﺎ ..
ﺟﻤﻊ ﻣﺎ ﻭﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺑَﺬْﻝُ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭِ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﺑﻴﻦ ﺳَﺨِﻲٍّ
ﻭﺷَﺤﻴﺢٍ .. ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻣﻌﻬﻮﺩٌ ﻏﻴﺮ ﻣُﺴﺘﻐﺮﺏ .
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﺍﻟﺸﺎﺫ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺳَﻠَّﻢَ ﻋﻠﻴﻪ، ﺭﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ
ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ..ﻇﺎﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺷﺮﺍﺀ ﺑﻀﺎﻋﺔ، ﺃﻭ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺻﻔﻘﺔ ..
ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻴﺲ ﻗﺼﺪﻩ ﺑﻴﻌﺎ ﻭﻻ ﺷﺮﺍﺀ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻃﺎﻟﺒﺎ
ﻟﻠﻤﺎﻝ، ﺳﺎﺋﻼ ﺍﻹﻋﺎﻧﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﺴﺠﺪٍ؛ ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺒﺮﻡُ ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻳﻖُ ..
ﻭﻣﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺑِﻠَّﺔً ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻼﺡ ﻣﺪ ﻛﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻪ ﻟﻠﺘﺎﺟﺮ .. ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺠﻮﺩ ﻋﻠﻴﻨﺎ ..؟. ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻠﻜﻪ
ﺍﻟﻐﺿﺐ ﺍﻟﻄﺎﻏﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺟﻤﻊ ﻧﺨﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﻭﺑﺼﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻠﺘﺎ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﺸﻼﺡ .. ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻪ : “ﺣُﺬْ ..ﻫﺬﻩ ﻟﻚ ” .
ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ : ﺧُﻮﺫْ .. ﻫَﺎﻱْ ﺇِﻟَﻚْ “.. .
ﺗﺼﻮﺭْ ﻟﻮ ﻛُﻨﺖ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻼﺡ ..ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .. ﺍﻟﻔﻘيه..ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ .. ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ
ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺍﺕ .. ﺇﻣﺎﻡٌ ﻓﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺑﻞ ﺟﻮﺍﻣﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ..ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ
ﺍﻷﻣﻮﻱ .. ﻭﻟﺴﺖَ ﺗﻄﻠﺐ ﻟﻨﻔﺴﻚ، ﺑﻞ ﺗﺒﺬﻝ ﻭﻗﺘﻚ ﺍﻟﻨﻔﻴﺲ ﻭﻣﻈﻬﺮﻙ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ
ﻭﻃﺎﻗﺘﻚ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ .. ﻭﻻ ﻧﺎﻗﺔ ﻟﻚ ﻭﻻ ﺟﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺗﺠﻤﻌﻪ، ﺑﻞ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺑﻴﺖ
ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .. ﻭﺍﻷﺩﻫﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﻠﻤﺴﺎﺟﺪ .. ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺭﻓﻘﺔ ﻣﻨﻮﻋﺔ؟ !
ﻧﻌﻢ ﻗﺪ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻚ ﻛﻞ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ .
ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻼﺡ ﺳﻠﻚ ﻣﻌﻪ ﺳﻠﻮﻛﺎ ﻋُﺠﺎﺑﺎ ..
أﺧﺬ ﻛﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻪ ﺍﻟﻤﻠﻄﺨﺘﻴﻦ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺒﺼﻘﺔ، ﻭﻣﺴﺢ ﺑﻬﻤﺎ ﻟﺤﻴﺘﻪ ..
ﺛﻢ ﻣﺪﻫﻤﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺬﻟﻚ ﺍلتاجر، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻌﺒﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ :
ﺗﻠﻚ ﻟﺒﺸﻴﺮ ﺍﻟﺸﻼﺡ .. ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ..
ﺗﺰﻋﺰﻉ ﻛﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ، ﻭﺗﻀﻌﻀﻌﺖ ﻣﻔﺎﺻﻠﻪ، ﻭﺟﻤﺪﺕ ﻋﺮﻭﻗﻪ، ﻭﺍﺻﻔﺮ
ﻟﻮﻧﻪ .. ﻓﻠﻢ ﻳَﻌْﻬَﺪْ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ
ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺓ ..
ﻓﺄﻫﻮﻯ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﻘﺒﻴﻞ ﻳﺪﻳﻪ، ﻭﻓﺘﺢ ﺧﺰﻧﺔ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻋﻠﻰ
ﻣﺼﺮﺍﻋﻴﻬﺎ ..ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻼﺡ : ﺇﻧﻲ ﻣﺘﺄﺳﻒ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ .. ﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ
.. ﺧُﺬْ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ ..

ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺸﻴﺮ ﺍﻟﺸَّﻠَّﺎﺡ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ،
ﻣﻦ ﺣﻔﺎﻅ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻦ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﺗﻮﻟﻰ
ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﻱ، ﻧﻴﺎﺑﻪ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﺣﻤﺪﻱ ﺟﻮﻳﺠﺎﺗﻲ، ﺛﻢ ﺇﻣﺎﻣﺔ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ .

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.