الحياة في سبيل الله أعظم من الموت في سبيل الل

لأول مرة أستمع إلى معنى أن الحياة في سبيل الله أعظم من الموت في سبيل الله من شيخنا القرضاوي حفظه الله منذ سنوات بعيدة..
يوم أن كان يحاضرنا عن ذات المعنى قائلا:
لو سألت من في القاعة عمن يريد الموت في سبيل الله الآن لرفع جل من في القاعة أياديهم…
لكنني لو سألتكم:
من منكم يريد أن يهب حياته لله داعيا إليه في أدغال إفريقيا، أو في أحراش آسيا،أو في منافي الأرض أيا كانت دون أن يطلب أجرا إلا من الله حتى يلقى الله،ما رفع أحد يده إلا قليلا..
يومها طأطأت رأسي،ولملمت نفسي، فقد كنت داخل نفسي ممن إذا سألهم ربما يتلكؤون أو يمتنعون عن رفع أيديهم،لأن ميدان القول غير ميدان العمل..
ثم ذكر شيخنا أمثلة من مبشري النصارى الذين تركوا مباهج النرويج والسويد،وعاشوا في مجاهل ومعاطش ومجاوع إفريقيا من أجل رضا ربهم عنهم،ونشر دينهم الباطل في الآفاق.
بينما كثير من أهل الدعوة -إلا من رحم الله- يشارط في الأجر، ويختار المكان، قبل أن يضع رجله في الغرز..
وبعضهم إذا عرضت عليه مهمة دعوية أو إنسانية لا توفر له وقتا يشبع فيه من النوم عينه،ويملأ فيه من المال جيبه يعتذر على الفور،ثم إذا طلبت منه محاضرة قيمة عن جعفر المضحي بعمره لله أو مصعب الذي ترك رغد العيش في سبيل الله إذا بهذا الداعية يبكيك من سرد سيرهم،ويمتعك من لذيذ حكاياتهم!!
أيها الدعاة… ليس هناك خيار ثالث…إما أن تموت في سبيل ما آمنت،أو تهب حياتك للدعوة لما آمنت…
وإلا ففي الرباط على حروف لوحة المفاتيح متسع، وفي مقاعد الكاذبين أماكن..
رحم الله أويسا عندما قال:
قولة الحق لم تدع لي صاحبا، وحق الله لم يبق لي مالا!!
ولله در غيره الذي قال:
ما لي سوى نفس تعز على الشرى*** قد بعتها لله والله اشترى.
ساعة أن يكثر بيننا من يحيون في سبيل الله… سيقل حتما في بلادنا من يموتون حرقا وقصفا في سبيل الله.
اللهم حياة في سبيلك… وموتا في سبيلك.
#خالد_حمدي

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.