الاستثناء_المغربي

ذلك شأن مغربي، فلا تلوثوه بسيساويتكم..

وانا اتابع بعض ما قيل وكتب عن الانتخابات المغربية، صادفت هذا الحوار، في القناة الاولى الرسمية المصرية، مع مدير الأخبار في القناة الثانية الرسمية المغربية..

حاولت المذيعة الانطلاق من الجهل والعبث السيساوي المبثوث في قنواتهم، وعقول مذيعيهم، وإعلامهم، لتجعل مما وقع في المغرب، من انتخابات امتدادا لذلك الحقد والجهل والتخلف القاعي..وابتدات بمقدمة وحاولت من خلال اسئلتها تاكيد ذلك ولوكه والربط به…

إلا انها اصطدمت وصفعت وبهدلت بالاستثناء المغربي الفريد من نوعه:

تجلى هذا الاستثناء فيما يلي:

إغلاق الباب أمام الحقد السيساوي المتخلف: فما جرى في المغرب شأن داخلي ليس امتدادا ولا انتهاء، فلا تفسروه كما شئتهم ووقف مقاسهم السامج يا إعلام التخلف..
قال لها: ذاك شأن مغربي، يفسر ويشرح وفق الجو والقاموس والمنهج المغربي، فلا تقحموا أنفكم السيساوي..

التركيز على بعض المصطلحات المزعجة لهم مثل (صوت الشعب المقدس) (الديموقراطية) (صندوق الاقتراع) (برنامج انتخابي) (عدم تدخل السلطة) هذا المصطلحات المنقرضة في الحياة المصرية في ظل التغول السلطوي السيساوي، وهي كذلك مزعجة تشعرهم بالاختناق، وبالغثيان، وبالاشمئزاز، فلا صوت إلا صوت السيسي الذي يخاطب شعبه مستقبلا له بظهره، ولا حكم إلا حكم العسكر، ولا صندوق إلا صندوق الزنزانة، ولا برنامج إلا مزاج الدولة، ولا حركة ولا سكنة إلا بتدخل الدولة..
هنا نكد الاستاذ حميد على المذيعة ليلتها وبرنامجها بتكريره لتلك المصطلحات المزعجة والمنكدة لها ولقناتها..

لم يستجب الاستاذ حميد للولوغ في قضية الإخوان، وإناطة ما وقع في المغرب بها، كما ولغت هي أكثر من مرة وحاولت وحاولت، إلا أنها صفعت بعدم ذكره للكلمة فما البال الولوغ في الحديث عنها وربط الشأن المغربي بها، ونحن نعلم ما نعلمه عن توجه القناة الثانية، إلا أنه الاستثناء المغربي والحكمة المغربية في تفسير أحداثها، والتي تجلت في مداخلة الاستاذ حميد..

تجلى ذلك الاستثناء في الردود المؤدبة والراقية التي تحلى بها الاستاذ حميد، قائلا للمذيعة التي حاولت ان تجر منه شتما أو سبا او تشفيا في حزب العدالة والتنمية باعتبار امتداده الإخواني المزعوم، إلا أنها صفعت مرة أخرى بذلك الوعي المغربي، والحكمة المغربية، والترفع المغربي عن ذلك الحضيض العنصري الحقير والتسفل الأخلاقي الذي وصل إليه الإعلام المصري السيساوي، فقد اعطاها درسا عميقا مؤدبا راقيا إن كان لها قلب وفهم وعقل!!!

تجلى الاستثناء في اللكمات التي وجهها لها بطريقة ذكية مفادها: ان ما وقع في المغرب لا علاقة له باسطوانة الإخوان المشروخة عندكم، فكل مصائب الدنيا تعلقونها بها، وإنما هو امتداد لمسار انتخابي عرفها المغرب منذ 1963, ولم يتردد في ذكر بعض المطبات التي قد وضعتها السلطة خلال ذلك المسار، وما حصل هو محطة من محطات ذلك المسار، فحزب العدالة والتنمية (الإخواني في نظرك ايتها المذيعة!!!) لا نقول بأنه أسقط لمرجعيته الإسلامية وإنما اسقطه صوت الناخب، ولا نقول بأنه لم يقدم شيئا، او قدم كل شيء، وإنما هو حالة طبيعية، قد يتعرض لها اي حزب وقد أشار ونوه إلى ما تبع ذلك من استقالة لامانته العامة..
فلا حقد عندنا على تيار، ولا عنصرية، ولا إقصاء، وإنما الرافع والخافض هو الصندوق والصوت المواطن وكاد ان يقول لها: وليس لحس البيادة!!!

بعد أن حاولت المذيعة بشتى الطرق نفث سمومها السيساوية ، وجدت الصد والصفع وتلقين الدروس، وسماع الكوابيس المزعجة، وعدم الانجرار، سارعت إلى إنهاء الحوار، دون تردد!!!

هذا غيض من فيض ما قرأته من خلال هذا اللقاء..
لا أقول هذا باعتبار أن ما مر في المغرب وما حصل يعتبر سليما، أو أن المغرب يعيش ديموقراطية فريدة، أو لاخلي ساحة العدالة والتنمية من زلات وأخطاء، وإنما لفت انتباهي تلك الحكمة في الردود، والتاكيد على بعض المفاهيم، وعدم الانجرار الى بعض المستنقعات السيساوية..
وما ذكره الأستاذ حميد هو التوجه العام لاغلب المغاربة، بغض النظر عن أفكارهم وميولهم، وهو الذي ينبغي أن نحرص عليه، ليبقى ويستمر ذلك الاستثناء المغربي..

سفيان أبوزيد

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.