اخترنا لكم: وفاء لذكرى الدكتور صلاح سلطان

كتب خالد حمدي خاطرة تعبر عن الوفاء للدكتور صلاح سلطان (فك الله أسره) و واصفا شيمه الإنسانية.

منذ عشر سنوات دعيت إلى ندوة أشارك فيها فضيلة الأستاذ الدكتور صلاح سلطان العالم الأصولي الأسير فك الله أسره…وكنا في إحدى دول الخليج…
وطلبت من اللجنة المنظمة أن أتكلم أولا لأن عندي ارتباط عمل بعد قليل فوافقوا مشكورين…
وكم كان عسيرا على النفس أن أتكلم على منصة فيها الدكتور صلاح،والأصعب أن أتحدث قبله..
وشاء الله أن أقدم محاضرتي بين يديه سلسة مؤثرة، ومحاضرة الدكتور بالطبع كانت كذلك… مما حدا بمنظمي الندوة أن يعيدوها مرة ثانية في مكان آخر بذات المحاضرين..
وبينما نحن في جلسة الاستراحة في المرة الثانية انتحى بي الدكتور جانبا وكان لا يعرفني من قبل وقال لي:
هل أنهيت دراستك العليا من الماجستير والدكتوراه؟
فقلت له: لا
قال: ولم؟
قلت: تشغلني الدعوة والوظيفة..
قال: لا تكن سافل الهمة،وانطلق دارسا وأنا أعينك.
وانصرفت شاكرا له موقنا أنه حديث عابر في لقاء عابر..
وبعدها بأيام وجدته يتصل بي طالبا مقابلتي فأسرعت إليه،فوجدته يناولني خمسة آلاف ريال مقدما لدراسة الماجيستير…
تلكأت في أخذها فقال لي: خذها وانطلق فحاجة الأمة إلى العلماء أكثر من حاجتنا إلى المال….ثم كتب للجامعة رسالة تزكية حتى يغلق علي باب التراجع عما يدفعني إليه.
ثم علمت بعد ذلك أنها لم تكن أولى خباياه، ولا فريدة مزاياه.. إذ كنت أجد للرجل يد خير أينما تتبعت أثره.
حتى أننا كنا نصلي سويا صلاة العشاء يومافي أحد المساجد،وتحدث الناس أن رجلا من عوام المصريين قد انقلبت به سيارته ومعه زوجته وأولاده في حال صعبة،وأرسل في طلب الدعاء من الدكتور صلاح..
فدعا له الدكتور ودعونا معه…
ثم لما مشى الناس قال لي: هل تعرف المصاب؟
قلت: نعم..
قال: اذهب إليه وأعطه هذا المال…فحاجته للمال…لا تقل عن حاجته للدعاء للأهل والعيال!!
هذا هو الرائع صلاح سلطان الذي يقبع في ظلمات سجن وادي النطرون،يحرمون الأمة من هديه وعلمه…ويبقون لنا شيوخ الضلالة تجمعهم الموائد،وتنعدم منهم الفوائد.
بقي أن أقول لكم أن رئيس الجامعة(ولم يكن مصريا) لما قرأ تزكية الدكتور صلاح سلطان قبل التزكية ورد المال…وقال: رسالة الدكتور أغلى عندنا من المال…فأعطاني المنحة و أعاد للدكتور ماله مشفوعا بنيته الكريمة.
سلام الله عليك أيها العالم العامل…وانتقامه و غضبه على من حال بين الناس وبين مثلك.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.