قَالَ رَسُولُ الله ﷺ
أيُّكم مالُ وارثِه أحبُّ إليه من مالِه .
قالوا : يا رسولَ اللهِ ، ما منَّا أحدٌ إلَّا مالُه أحبُّ إليه
قال : فإنَّ مالَه ما قدَّم ، ومالُ وارثِه ما أخَّر
الراوي : عبدالله بن مسعود
المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6442 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
شرح الحديث
يَحكي عبدُ الله بن مسعود رضي الله عنه
أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم سأل أصحابه:
(أيُّكم مال وارثه أحَبُّ إليه من ماله؟)
يعني: أيُّ واحدٍ منكم يُحبُّ مال وارثه الذي يتملَّكه من بعده
أكثرَ ممَّا يُحبُّ ماله الذي يملِكه في حياته؟
فأجابوه:
(ما منَّا أحد إلَّا ماله أحَبُّ إليه)
أي: ليس هناك إنسان إلَّا ويجِد نفْسه يحبُّ ماله
الذي يملِكه أكثرَ ممَّا يحبُّ مال غيره
لأنَّ ما يملِكه هو الوسيلة إلى تحقيق رغباته
قال صلَّى الله عليه وسلَّم:
(فإنَّ ماله ما قدَّم)
أي: هو ذلك المال الذي يَصرِفه في حياته على نفسه
وصالح أعماله، أو يُنفقه على نفْسه وعِياله
لأنَّه هو الذي ينفَعه في الدُّنيا والآخرة.
(ومال وارثه ما أخَّر)
أي: ما أخَّره من المال الذي يترُكه للوارث
ولا يتصدَّق منه حتى يموت.
في الحديث:
التَّرغيبُ في إنفاق المالِ في طرُقه المشروعة
من النَّفس والأهل والولد، والأعمال الصَّالحة
فإنَّ مالَ الإنسان ما يُنفقه في حياته، لا ما يترُكه بعد مماتِه.
وفيه:
تلطيفُ القول بإيصال الحِكمة إلى قلوب الخلق
فهو كما قال:
(إنَّ مالَ الإنسان ما قدَّمه، ومال وارثة ما خلَّفه)
وقد شرَد النَّاس عن ملاحظة هذا السِّرِّ
إلَّا من وفَّقه اللهُ تعالى.