أحوال تركية مايو-يونيو2021 :محور العراق

كانت الساحة السياسية بين تركيا والعراق هادئة إلى حد بعيد خلال الأسابيع الماضية، فلم يكن هناك زيارات أو اتصالات بين الطرفين. لكن صدر تصريح وحيد من الجانب العراقي، على لسان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أنه يتوجب على تركيا أن تضع أمام أنظارها سيادة العراق، مؤكدًا في الوقت ذاته رفضه أن تكون أراضي بلاده منطلقًا للقيام بأي عمل إرهابي تجاه أي دولة جارة.

وهذا التصريح معتاد سماعه بشكل أو بآخر من المسؤولين العراقيين، حيث يؤكدون دومًا على سيادة العراق على أراضيه، لكنهم في الوقت نفسه يتغاضون عن اتخاذ خطوات عملية تعرقل العمليات التركية ضد التنظيمات الإرهابية الانفصالية شمالي العراق؛ وذلك لأن العراق نفسه متضرر من وجود هذه التنظيمات، لأنها تمثل خطرًا على وحدة أراضيه.

لكن ربما كان اللافت طيلة الأسابيع الماضية هو التكتيكات العسكرية التي تتبعها القوات المسلحة التركية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. حيث نفذت المخابرات التركية العديد من عمليات الاغتيال لقادة التنظيم الانفصالي. من ذلك، إعلان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، تحييد القائد العسكري، سلمان بوزقير، المعروف بالاسم الحركي الدكتور حسين، الذي كان المسؤول العام لحزب العمال الكردستاني في مخيم مخمور للاجئين الأكراد في شمال العراق.

وكتب الرئيس التركي في حسابه على تويتر أن تركيا لن تسمح للتنظيم الانفصالي الغادر باستخدام مخمور كحاضنة للإرهاب، وأنها “ستواصل تجفيف منابع الإرهاب”. كذلك تمكنت الاستخبارات التركية من تحييد “حسن أدير” المسؤول عن مخيم مخمور بمنظمة “بي كا كا”، شمالي العراق، والمطلوب بالنشرة الحمراء لدى السلطات التركية والشرطة الدولية (إنتربول).

ووفق معلومات نشرتها وكالة الأناضول التركية الرسمية، فإن “أدير” كان ينفذ أنشطته بالتنسيق مع القيادي سلمان بوزقير، كما أنه كان لفترة من الزمن مسؤول المنظمة في السليمانية، وشغل أيضًا ما يسمى بمسؤول المنظمة في ألمانيا عام 2010، بحسب مصادر أمنية تركية. كذلك تمكن جهاز الاستخبارات التركي من تحييد أولاش دوغان، أحد عناصر منظمة “بي كا كا”، المطلوب دوليًا بالنشرة الحمراء، خلال عملية في مدينة السليمانية شمالي العراق.

وقبل القيادات التي اغتيلت مؤخرًا، حيدت القوات التركية “صوفي نور الدين” الزعيم الأول لتنظيم العمال الكردستاني في سوريا وذلك في عملية مشتركة جرت بالتنسيق ما بين الجيش والمخابرات التركية.

ومن الواضح أن الأسلوب التركي الأخير أضعف مقاتلي “العمال الكردستاني”، حيث نقل موقع العربي الجديد، عن ضابط في “اللواء 80” في قوات البشمركة أن “العمليات التركية الأخيرة شهدت تحولًا جديدًا من خلال ضرب الأهداف المتحركة لمسلحي حزب العمال، كالسيارات والدوريات الراجلة لعناصر الحزب في المناطق التي يسيطرون عليها، وهو ما أوقع خسائر غير قليلة في صفوف الحزب”.

كما نقل موقع “داركا مازي” الإخباري الكردي، عن مصادر لم يسمها، قولها إنّ “مسلحي حزب العمال الكردستاني تراجعوا نحو القرى المأهولة بالسكان وحول المدن، متهمًا مسلحي الحزب “باستخدام الأهالي دروعًا بشرية للاحتماء من القصف التركي بعدما اشتد في الفترة الأخيرة”.

ويبدو أن الظروف المناخية عامل مهم في تركيز أنقرة خلال الفترة الأخيرة على عمليات الاغتيال، حيث يرى مراقبون أن القوات التركية تستغل هذه الأيام التي ينعدم فيها الضباب، لتنفيذ أكبر قدر ممكن من الهجمات بالطائرات المسيرة، لأن الأمر يكون أكثر دقة في الظروف الجوية الحالية.

في السياق ذاته، ما زالت عمليتي مخلب “الصاعقة” و”البرق”، اللتان أعلن عنهما الجيش التركي في 23 أبريل/ نيسان الماضي، ضد “بي كا كا”، في مناطق “متينا” و”أفشين – باسيان”، مستمرتين. وقد أعلنت الدفاع التركية، أواخر شهر مايو/ أيار الماضي، عن حصيلة للعملتين، جاء فيها تحييد 142 إرهابيًا وتدمير 57 مغارة و110 مخابئ تابعة لمنظمة “بي كا كا”.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.