أحفاد أبي نهب في مولدهم النهبوي

كانت اليمن كباقي البلاد يحتفل أهلها بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بحب وشوق ومبادرة وتفاعل ورغبة واجتهاد، لما وقر في قلوبهم من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ورثوا ذلك جيلا بعد جيل، بتلقائية ومصداقية واقتناع وإبداع في طرق الاحتفاء والاحتفال، دون ابتزاز أو إلزام أو سطو أو نهب…

حتى جاء أحفاد أبي نهب بمولدهم النهبوي فجعلوه موردا ومكسبا ومتجرا ومرتعا ومحكمة تفتيش ومكمن جباية ومسرح جريمة، ظاهر ذلك اخضرار وانوار وشعار وأشعار وباطنه اسوداد وظلمة وشنار ودمار ونهب وسلب، يخرجون كأنهم الجراد المنتشر، لا يذرون لا اخضر ولا يابس، يجوبون الشوارع والأزقة ويطرقون بابا ولا متجرا ولا مدرسة إلا أبواب أحفاد أبي نهب!! وكلما وجدوه في طريقهم، يحصدونه ويدكونه بإتاواتهم ومكوسهم بحجة الاحتفال بالمولد النبوي، يقصدون في ذلك شعبا قد حرموه من ضرورات الحياة، مما يسد رمقه، مما يعتبر من ابجديات الانسانية، وأساسات الحياة، حتى أنهك ولم يعد يلوي على شيء، يقفون أمامه بأسلحتهم وهنجعيتهم وعنصريتهم، يلزمونه ويفرضون عليه مما بقي في يده من فتات يبعد بينه وبين لحظة هلاكه، بدعوى الاحتفال بالمولد النبوي، وهو احتفال بالموسم النهبوي، تلك الذكرى الجميلة الشريفة التي أضحت على اليمنيين وبالا ومصيبة، وموسم سطو ونهب، او فترة حبس واعتقال، أو لحظة قتل وهلاك، حتى كرَّهوه في تلك المناسبة، وبشعوا أجواءها في نظر أجيال فتحت اعينها في هذا المشهد القاتم الذي يربط بين مولد الكرم والجود، مولد العطاء والرحمة، ربطوا تلك الذكرى بمشاهد من النهب والسلب والإرهاب، والقتل، حتى قال أحد مجرميهم: قتلنا ألفا ببركة المولد النبوي..!!

بل جعلوه محكمة تفتيش، فمن لم يشترك في مكس المولد النهبوي، ولم يعلق الزينة الفرعونية، ولم يطل حانوته أو واجهة بيته أو سيارته باللون الاخضر، فهو في عداد المنافقين الذين تستحل دماؤهم واموالهم، وقد قالها أحد خطباءهم بل سفهاءهم: من اخضرَّ ومد الأجر- مكس المولد النهبوي- فمن النفاق قد فر..

هكذا يعيش أهل اليمن واهل صنعاء مرارة المولد النهبوي، والمورد النبوي، لأنه صار عند أحفاد أبي نهب، موردا انتعاشيا وريعيا وثرائيا، يتكسب منه، ويغتنى من وراءه، وتكتنز به الخضراء والصفراء والزرقاء..

وقد يمر بعض المحبين المحتفلين بالمولد النبوي، بقنوات احفاد أبي نهب، وهي تظهر صنعاء مخضرة، فيسر ويبتهج لذلك الاحتفال المميز المخضر!! جاهلا بما وراء كواليسه من إجرام واضطهاد وعنصرية وقتل وسفك، وابتزاز لشعب لم يبق له من ضرورات الحياة إلا أنفاسه…

فأي حب لنبي العدل في ذكرى يستذكر فيها الظلم
وأي حب لنبي المساواة في ذكرى ترفع فيها اعلام العنصرية
وأي حب لنبي الرحمة في ذكرى يستذكر فيها الإرهاب والقتل والنهب والابتزاز..

فالظاهر اخضرار والباطن انتهاك واستغلال…
فالظاهر مولد نبوي والباطن مولد نهبوي
فالظاهر حب المصطفى والباطن حب الدرهم والدينار والقطيفة
فالظاهر مولد نبوي والباطن مورد كسبي..
فالظاهر آل بيت النبي والباطن أحفاد أبي نهب..

اي دين هذا يبيح هذه الجرائم والمظالم في ذكرى مولد نبيه ورسوله إلا دين أحفاد أبي نهب..أما دين الربيع النبوي فهو براء من كل ذلك..

اللهم أبرم لليمن أمر رشد، واصرف عنها أحفاد أبي نهب..

سفيان أبوزيد

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.