و الله عليم بذات الصدور

قال تعالى: ( وليبتلي الله ما في صدوركم، وليمحص ما في قلوبكم ) ..

فليس كالمحنة محك يكشف ما في الصدور ، ويصهر ما في القلوب، فينفي عنها الزيف والرياء، ويكشفها على حقيقتها بلا طلاء..

فهو الابتلاء والاختيار لما في الصدور، ليظهر على حقيقته، وهو التطهير والتصفية للقلوب، فلا يبقى فيها دخل ولا زيف. وهو التصحيح والتجلية للتصور فلا يبقى فيه غبش ولا خلل.

( والله عليم بذات الصدور )…

وذات الصدور هي الأسرار الخفية الملازمة للصدور ، المختبئة فيها، المصاحبة لها، التي لا تبارحها ولا تتكشف في النور!
ويعلم خفايا الصدور ومكنوناتها ونواياها وما يعلق بها، وقد علم سبحانه نوايا أهل النار، وعلم أنهم لو رجعوا إلى الدنيا لَعادوا لما كانوا عليه، فهذه تجربة لن تتكرر؛ لذلك أنهى الله معهم هذا الموقف، وحكم بعدم رجوعهم.

( والله عليم بذات الصدور )…
هذه. ولكنه – سبحانه – يريد أن يكشفها للناس، ويكشفها لأصحابها أنفسهم، فقد لا يعلمونها من أنفسهم، حتى تنفضها الأحداث وتكشفها لهم !

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.