أخطأ القراصنة فماتت المريضة.. أول حادثة قتل بسبب هجوم إلكتروني

توفيت امرأة في دوسلدورف في أحد المستشفيات الألمانية بعد تعطل نظام الحاسوب بسبب برنامج للقرصنة بواسطة الفدية، وهو برنامج خبيث يقيد الوصول إلى نظام الحاسوب الذي يصيبه. ويعكس هذا الهجوم الإلكتروني مدى هشاشة القطاع الصحي في مواجهة هذه الهجمات.

وقال الكاتب أنوش سيدتاغيا في تقرير نشرته صحيفة لوتون (le temps) السويسرية، إنه لم يحدث أن سُجلت حالات وفاة نتيجة هجوم إلكتروني. ولكن في الأسبوع الماضي، تسبب هجوم سيبراني في وفاة مريضة في مستشفى بدوسلدورف نتيجة عدم تلقيها للعلاج.

وأعلنت السلطات الألمانية يوم الخميس عن العواقب المأساوية للهجوم السيبراني “الإلكتروني” الذي استهدف الشبكة الإلكترونية للمستشفى الجامعي في دوسلدورف ليصيب أنظمته بالشلل الجزئي منذ 9 سبتمبر/أيلول.

وبرنامج الفدية المعروف باسم “رانسوم وير” هو برنامج ضار يستهدف نقاط الضعف في برامج معينة للسماح للمهاجمين بالتحكم عن بُعد في أنظمة الحاسوب. ومقابل إعادة الوصول إلى الملفات المحملة على أجهزة الحاسوب، عادة ما يطلب المخترق فدية تصل إلى عشرات أو حتى مئات الآلاف من الفرنكات.

مسافة 32 كيلومترا
في المجمل، أصيب حوالي 30 خادما حاسوبيا في المستشفى الألماني بالشلل، مما أعاق بشكل كبير أنشطته. وكانت المرأة التي توفيت قد توجهت يوم الجمعة الماضي إلى غرفة الطوارئ لمشكلة تهدد الحياة لم تحددها السلطات، لكن لم يتمكن المستشفى من توفير العناية اللازمة لها، ولإنقاذ حياتها أرسِلت في سيارة إسعاف إلى مستشفى آخر في فوبرتال يقع على بعد 32 كيلومترا.

وأشار الكاتب إلى أن السلطات القضائية في ولاية “شمال الراين وِستفاليا” فتحت تحقيقا ضد مرتكبي الهجوم بتهمة القتل غير العمد. وفي الحقيقة، يعتبر اكتشاف هوية منفذي الهجوم معقدًا للغاية، ولا سيما أنه في الغالبية العظمى من الحالات، لا يمكن تحديد المسؤولين عن شلل النظام بواسطة برامج الفدية.

في حالة الهجوم السيبراني الذي استهدف مستشفى دوسلدورف، أخطأ القراصنة، عندما تركوا رسالة على خادم المستشفى يطلبون فيها من علماء الحاسوب في جامعة “هاينريش هاينه” (Heinrich Heine Universit) الاتصال بهم. صحيح أن المستشفى تابع للجامعة إلا أنه ليس جزءا من شبكتها الإلكترونية.

وأصدر مستشفى دوسلدورف يوم الجمعة الماضي بيانا أكد فيه أن مهندسيه قد اتبعوا بدقة التوصيات الفدرالية الرسمية وقاموا بتحديث أنظمة الحاسوب الخاصة بهم في الأشهر الأخيرة. وعلى صعيد العمليات، لم تنته الفوضى التي سببها الهجوم رغم تمكن المستشفى والشركات المتخصصة المشاركة من إحراز مزيد من التقدم في استعادة نظام الحاسوب.

اعلان

وفي تصريح أدلى به يوم الجمعة، أفاد المدير الطبي للمستشفى فرانك شنايدر، “نأمل أن نتمكن من استئناف خدمات الطوارئ خلال الأسبوع المقبل”.

وتكشف هذه المأساة مدى هشاشة أنظمة المستشفيات في مواجهة برامج الفدية الضارة، وخلال الأسابيع الأخيرة كانت المؤسسات في تايلند والولايات المتحدة هدفًا لمثل هذه الهجمات.

وقد عرفت سويسرا هجوما مماثلا عام 2019 اضطر مستشفى ويتزيكون في كانتون زيورخ إلى فصل العديد من الأجهزة الطبية عن النظام المركزي بعد هجوم الفدية، دون أن تكون لذلك عواقب على علاج المرضى.

وأورد الكاتب أن تنوع الآلات وأجهزة الحاسوب في المستشفيات يجعلها هدفا سهلا للمخترقين، ولا سيما أن بعض هذه الأجهزة قديمة إلى جانب عدم تحديث أنظمة التشغيل الخاصة بها بشكل دوري. وبشكل عام، ينبغي أن يدفع الحادث الذي عاشته ألمانيا المستشفيات إلى مضاعفة يقظتها.

المصدر : مواقع إلكترونية

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".