ذي إندبندنت: تطعيم اللاجئين والنازحين ضرورة عالمية لحماية البشر من كورونا

لا توجد طريقة لمحاربة الفيروس بشكل فعال إلا من خلال وصول اللقاحات إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، ومن المرجح أن كسر وتيرة انتشار العدوى يتطلب تطعيم 70% على الأقل من سكان العالم، لكن هل هذا الأمر ممكن في ظل الظروف الحالية؟

في تقرير نشرته صحيفة “ذي إندبندنت” (The Independent) البريطانية، تقول الكاتبة بيل ترو إن هناك الكثير من المشاكل التي تواجه وصول لقاحات كوفيد-19 إلى أكبر عدد من الناس حول العالم، حيث أعلنت الحكومات إعطاء الأولوية لمواطنيها، وهذا أمر مفهوم، لكن ذلك يمثل معضلة حقيقية بالنسبة لأولئك الذين ليست لديهم دول تحميهم أو الذين ليست لديهم أي جنسية على الإطلاق.

خطوة أردنية رائدة

وحسب الكاتبة، فإن الأردن كان قدوة لجميع دول العالم هذا الأسبوع، حيث أصبح من أوائل الدول التي تقوم بإعطاء اللقاح للاجئين داخل حدودها.

ويستضيف الأردن حوالي 750 ألف لاجئ مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، و2.3 مليون لاجئ فلسطيني تحت رعاية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.

وتضيف الكاتبة أنه على الرغم من الضغوط الهائلة التي تواجهها البلاد فإن السلطات قررت ضمن خطتها للتطعيم ضد فيروس كورونا أنه يحق لأي شخص يعيش على الأراضي الأردنية -بمن في ذلك اللاجئون وطالبو اللجوء- الحصول على اللقاح مجانا.

تلقت ريا وزوجها زياد -وهما عراقيان فرا إلى الأردن عام 2006- لقاح فيروس كورونا يوم الخميس الماضي، وقد حصلا على الأولوية بسبب معاناة الزوج من أمراض مزمنة، مما وضعه في فئة الأشخاص المعرضين لمخاطر عالية.

وتقول ريا بارتياح “عندما أعود إلى المنزل يمكنني تقبيل أطفالي دون الحاجة إلى التعقيم، نريد فقط أن تعود الحياة إلى طبيعتها، اللقاح هو الطريقة المناسبة للقيام بذلك”.

اعلان
وترى الكاتبة أنه ينبغي على بلدان العالم -ولا سيما الدول الغنية- أن تسير على خطى الأردن من خلال إدماج اللاجئين والنازحين وعديمي الجنسية ضمن خططها الصحية الوطنية للتطعيم ضد فيروس كورونا، وأيضا أن تقدم الدعم المطلوب للبلدان المضيفة التي قد لا تملك الإمكانات الكافية لمساعدة النازحين الذين يعيشون داخل حدودها.

ويقول متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “لقد كان الأردن مثالا عظيما، وعلى الدول الأخرى أن تحذو حذوه، لكنها تحتاج أيضا إلى الدعم حتى تتمكن من القيام بذلك، ولتلبية الحاجة الملحة إلى عدم ترك أي شخص دون تطعيم”.

وحسب رأي الكاتبة، فإن مساعدة هذه الفئات ليست مسؤولية أخلاقية فحسب، بل ضرورة عالمية لحماية البشر في مختلف أنحاء العالم من هذا الوباء، وهو ما أكده مسؤولو الأمم المتحدة.

تشغيل الفيديو
التوزيع العادل للقاحات

وتؤكد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها تعمل حاليا على ضمان إدراج حوالي 80 مليون نازح في أكثر من 100 دولة ضمن خطط الحصول على اللقاحات وعلاجات كوفيد-19، من بينهم حوالي 29.6 مليون لاجئ.

وتؤكد الكاتبة أن هذه المهمة تبدو صعبة إلى حد كبير، حيث يعيش أكثر من 85% من اللاجئين في العالم في البلدان النامية التي تكافح حاليا حتى تدفع ثمن اللقاحات لتطعيم مواطنيها، فضلا عن الصعوبات اللوجستية الكبيرة التي تواجهها في عملية نقل اللقاحات، حيث تحتاج إلى التخزين والنقل في درجات برودة عالية.

وتقول الكاتبة إن الآلية الرئيسية للعمل على حل هذه المشكلة هي برنامج “كوفاكس” الذي تشرف عليه منظمة الصحة العالمية، والذي يهدف إلى مكافحة “احتكار اللقاحات”، وضمان وصولها بشكل سريع وعادل إلى جميع دول العالم.

والشهر الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية إن برنامج كوفاكس بحاجة إلى جمع 6.8 مليارات دولار إضافية هذا العام، لتأمين وصول اللقاحات إلى أكبر عدد من سكان العالم.

وفي ظل صعوبة تحقيق هذا الهدف من خلال المبالغ المرصودة حاليا دعت الوكالات الأممية -ومنها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين- جميع البلدان إلى التدخل وتقديم الدعم.

ومن بين 90 دولة تقوم حاليا بإعداد إستراتيجيات وخطط حكومية للتطعيم ضد فيروس كوفيد-19 تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن حوالي نصف هذه الدول فقط أدرجت اللاجئين ضمن خططها.

وفي هذا السياق، أعلنت المملكة المتحدة أن كل السكان -بمن في ذلك طالبو اللجوء واللاجئون- سيكونون جزءا من عملية التطعيم الحكومية التي بدأت بالفعل.

والعام الماضي، منحت بريطانيا مبلغ 26.5 مليون دولار تلبية لنداء المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتأمل المفوضية أن تقوم جميع الدول بخطوات مماثلة، وأن تقدم المزيد من الدعم المالي لتأمين توزيع اللقاحات على نطاق واسع.

كما أن هناك دعوات للدول الغنية للتبرع بنسبة مئوية من اللقاحات التي حصلت عليها لبناء مخزون طوارئ للفترة القادمة.

المصدر : إندبندنت

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".