دُفن في مصر “سرا”.. صلوات الغائب تتوالى بالعالم على محمد مرسي

محمد مرسي يتوهج في صلوات الغائب بالعالم غيتي
بينما دفن محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، “سرا”، فجر الثلاثاء، فإن الآلاف في كل مكان بالعالم أعادوا له الاعتبار بأداء صلاة الغائب على روحه.
وفي وقت سابق الثلاثاء، كشف عبد المنعم عبد المقصود، محامي أول رئيس مدني منتخب في مصر، عن دفن جثمان مرسي في الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي، بأحد مقابر شرقي العاصمة القاهرة، بعد أقل من 24 ساعة على وفاته، بحضور أسرته ووجود أمني.

وأمس الإثنين، أعلن التلفزيون المصري عن وفاة مرسي (السجين منذ الإطاحة به من الرئاسة عام 2013)، إثر تعرضه لنوبة إغماء أثناء محاكمته، في قضية “التخابر مع حماس”.

وبعد ساعات من دفنه سرا بمصر، دون حضور لأنصاره، مع الوجود الأمني، شارك الآلاف في صلوات الغائب على روحه لاسيما في تركيا، والمسجد الأقصى، وباكستان، وقطر، وسط دعوات لإقامتها في لبنان، والأردن.

صلوات الغائب بالعالم على مرسي:
تركيا
دعت رئاسة الشؤون الدينية، الإثنين، في بيان لها، إلى أداء صلاة الغائب في المساجد التركية.
شارك الآلاف من العرب والأتراك، الثلاثاء، في صلاة الغائب على روح مرسي، بمسجد الفاتح، وعدة مساجد أخرى بمدينة إسطنبول.
شهدت مساجد عديدة في مختلف المدن التركية إقامة صلاة الغائب والدعوة بالترحم على الرئيس الراحل، وسط مشاركة الآلاف.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، مشاركته في صلاة الغائب على روح مرسي، والتي ستقام بمسجد الفائح بإسطنبول، عقب صلاة العصر.
قال أردوغان، في “تغريدة” الثلاثاء، “أمس، تلقيت نبأ وفاة محمد مرسي، واليوم سيُصلى على روحه غيابيا في مسجد الفاتح بإسطنبول عقب صلاة العصر، وإنني سأشارك في الصلاة على روح أخي الشهيد مرسي”.
في انقرة أُقيمت ظهر الثلاثاء، في مسجد “حاجي بيرم” بالعاصمة التركية أنقرة، صلاة الغائب على روح الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، المتوفى خلال جلسة محاكمته.
شارك في الصلاة، رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، ورئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، إضافةً لوزير العدل التركي عبد الحميد غل، والمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن.
شارك فيها عضو المجلس الاستشاري الأعلى في الرئاسة التركية بولنت أرينتش، ووالي أنقرة “واصف شاهين”، وأعضاء من البرلمان التركي.
في كلمته بعد الصلاة، قال شنطوب، إن “الله كتب على مرسي حياة ووفاة شريفتين”، مذكرا بأنه أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر.
أضاف أنه رئيس شرعي عُزل من منصبه عن طريق الانقلاب، وأن “من جاءوا للسلطة بهذه الوسيلة، تتم تنحيتهم عن طريق انقلاب أكبر”.
أردف: “يوجد الكثير من الظلم في العالم الإسلامي، طبعا بعض الأشياء تكون مقدرة من الله، لكن الأكيد أن الظلم يعود على صاحبه مهما طال الزمن”.
من جانبه، أفاد قالن، بأن “مرسي تحول إلى رمز لمعجزة الشعب المصري في المكافحة من أجل الحرية والديمقراطية وسيادة القانون”.
لفت إلى أن “ارتكاب جرائم القتل في حق المصريين، واضطرار فئة كبيرة منهم إلى الهجرة، لن يسهم في إعادة الاعتبار التاريخي، وتحقيق التنمية والتقدم في البلاد”.
أكد على ضرورة محاسبة مرتكبي الانقلاب في مصر، “المدعومين من الديمقراطيات الغربية”.
بدوره، شبه أرباش، وفاة مرسي وكفاحه من أجل الديمقراطية، بكفاح أنبياء الله، والصحابة ضد الظالمين، داعيا له بالرحمة والمغفرة.

مساجد بلجيكا تصلي الغائب على مرسي:
شهدت مختلف المدن البلجيكية، إقامة صلاة الغائب على الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، المتوفى خلال جلسة محاكمته.
أضاف مراسل الأناضول، أن مساجد وقف الديانة التركية في بلجيكا أقامت ظهر اليوم الثلاثاء، صلاة الغائب على مرسي.
أشار مراسل الأناضول، إلى أن المئات من مسلمي بلجيكا توافدوا على مساجد وقف الديانة للمشاركة في صلاة الغائب على أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر.
المسجد الأقصى:
أقام عشرات الفلسطينيين صلاة الغائب، الإثنين، في المسجد الأقصى بمدينة القدس، على روح مرسي.
فيما منع الأمن الفلسطيني، إقامة بيت عزاء للرئيس المصري السابق محمد مرسي، بالضفة الغربية، وفق مصدرين أمني ومحلي.
نقلت وكالة “معا” الإخبارية (مستقلة مقربة من السلطة الفلسطينية) عن مصدر أمني فلسطيني مسؤول، لم تسمه، قوله إن “السلطة قررت منع فتح بيوت عزاء في الضفة للرئيس مرسي”.
قال المصدر، إن “الأوضاع التي تمر بها القضية الفلسطينية في هذه الأيام، حساسة ولن نسمح بتحويل البوصلة ضد الأهداف الوطنية، والانجرار وراء خلافات جانبية”.

مئات التونسيين يؤدون صلاة الغائب على مرسي
أدى مئات التونسيين، الثلاثاء، في شارع بالعاصمة، صلاة الغائب على الرئيس المصري السابق محمد مرسي، بعد منع الأمن إقامتها بساحة قرب مقر الحكومة بالعاصمة. كما نفذوا وقفة احتجاجية، تخللتها شعارات مساندة للثورة المصرية.
منعت قوات الأمن التونسي المصلين الذين تجمعوا في ساحة القصبة قرب مقر الحكومة، بناء على دعوات متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من دخول الساحة لأداء الصلاة.
بمنعهم، لم يجد المصلون بدا من إقامة صلاة الغائب في الشارع المحاذي للساحة.
قبل أداء الصلاة، رفع مئات المصلين شارة رابعة، نسبة إلى ميدان رابعة العدوية بالعاصمة المصرية القاهرة، والذي استخدمه مؤيدو مرسي ضد الانقلاب عليه.
رفع المحتجون أيضا صور مرسي والعلم المصري، مرددين شعارات من قبيل: “يسقط يسقط حكم العسكر.. مصر دولة موش (ليست) معسكر).. و”يا مرسي يا شهيد على دربك لن نحيد”، و”أوفياء أوفياء لدماء الشهداء”.
في تصريح للأناضول، قال الحبيب الجملي، الباحث التونسي في علم الاجتماع، وأحد المشاركين في صلاة الغائب: “نشارك في هذه التظاهرة لنقول إن الثورة المصرية لن تموت، وإن مرسي مات من أجل الحرية والديمقراطية”.
أضاف الجملي أن “الدعوة لأداء صلاة الغائب تمت بشكل عفوي، ولا نفهم لماذا تم منعها من قبل الأمن”.
حتى الساعة (17.26 ت. غ)، لم يصدر أي تعقيب من الداخلية التونسية بخصوص منع أداء صلاة الغائب على روح مرسي في ساحة القصبة.

السودان:
أدى الآلاف بالعاصمة السودانية الخرطوم، الثلاثاء، صلاة الغائب على الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر.
أمَّ المصلين، عقب صلاة المغرب، بمسجد “السيدة سنوهوري”، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي، إبراهيم السنوسي.
قال السنوسي “إن مرسي مات شهيدا وسيبقى رمزا حيا للديمقراطية ولعنة على من قتلوه”.
أضاف أن “مرسي لم تغريه السلطة مثلما أغرت الطغاة المستبدين”.
تابع “يظنون أن موت محمد مرسي سيصيب الإخوان بالإحباط، وهم لا يعرفون قيمة الشهادة وما تفعله في نفوس المؤمنين”.
شارك في الصلاة، عدد من رموز التيار الإسلامي والقيادات السياسية على رأسهم رئيس “تيار النصرة والشريعة”، محمد علي الجزولي.
الحركة الإسلامية بالأردن تقيم صلاة الغائب وتفتح بيت عزاء لمرسي
أقامت الحركة الإسلامية في الأردن، الثلاثاء، صلاة الغائب وفتحت بيت عزاء على روح محمد مرسي (67 عاما)، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر.
جرى ذلك في ساحة قريبة من مقر الأمانة العامة لحزب “جبهة العمل الإسلامي” (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين)، بعد أن أبلغتهم السلطات بمنع أداء الصلاة أمام السفارة المصرية.
القيادي الإسلامي، حمزة منصور، أمّ المصلين، وسط مشاركة واسعة من قيادات إخوانية وأعضاء الكتلة البرلمانية للتحالف الوطني للإصلاح وغيرهم.
فتحت الحركة بيت عزاء، تخللته كلمات عديدة إرتجالية ركزت على أبرز مواقف مرسي، الذي تولى الرئاسة في يونيو/ حزيران 2012، وأُطيح به في يوليو/ تموز من العام التالي، وظل سجينا حتى وفاته.
شن متحدثون، أبرزهم البرلماني المخضرم، نقيب المحامين الأسبق، صالح العرموطي، هجوما على الأنظمة العربية، لأنها لم تعلق على وفاة “الشهيد مرسي”.

سوريون يؤدون صلاة الغائب في إدلب وحلب:
أقيمت في محافظتي إدلب وحلب شمالي سوريا، الثلاثاء، صلاة الغائب على روح محمد مرسي (67 عاما)، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر.
الصلاة أقيمت في مخيم عائشة للأيتام بإدلب، تابع لوقف الديانة التركي، وشارك فيها العاملون في المخيم، وتلاها حلقة دعاء لمرسي وللشعب المصري.
في مدينة عفرين أدى أكثر من 250 سوريًا صلاة الغائب على روح مرسي، في دار الإفتاء بجامع أبو بكر.
باكستان:
أدى آلاف الباكستانيين، الثلاثاء، صلاة الغائب على روح مرسي، بمشاركة عدد من السياسيين والزعماء الدينيين والنشطاء والمدنيين في الصلاة التي نظمتها “الجماعة الإسلامية”، الحزب الإسلامي الأبرز في البلاد.
أقيمت الصلاة في عدد من مدن باكستان، وعلى رأسها العاصمة إسلام أباد، والعاصمة التجارية كراتشي، وكذلك في لاهور، وبيشاور، وكويتا، ومولتان، وفيصل أباد، وحيدر أباد، وباهاوالبور وغورجانوالا، وماردان، وسوات، ومدن أخرى.
أمّ زعيم “الجماعة الإسلامية”، سراج الحق، صلاة الغائب في مدينة بيشاور (شمال غرب).
في تصريح أدلى به للصحفيين بعد الصلاة، قال سراج الحق، إن “مرسي شهيد، وسوف يذكره التاريخ للأبد”.

لبنان:
دعت الجماعة الإسلامية في لبنان، الثلاثاء، إلى إقامة صلاة الغائب على روح الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي عقب صلاة الجمعة المقبلة، في كافة مساجد البلاد.
الأردن:
قال حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني، الثلاثاء، إن السلطات أبلغته بمنع إقامة صلاة الغائب على مرسي أمام سفارة بلاده بالعاصمة عمان، غير أنها لم تر مانعا في إقامة الصلاة أمام الأمانة العامة للحزب، دون توضيح الأسباب التي دفعت السلطات الأردنية لاتخاذ هذا القرار.
قطر:
أدت حشود من القطريين والأجانب المقيمين صلاة الغائب على روح مرسي، أقيمت في مسجد محمد بن عبد الوهاب، أكبر مساجد البلاد في العاصمة الدوحة.
وأقيمت صلاة الغائب مرة أخرى، عقب صلاة العشاء في نفس المسجد مساء الثلاثاء.

وباستثناء تعازي رسمية محدودة أبرزها من تركيا وقطر وماليزيا والأمم المتحدة، لم يصدر عن المستوى الرسمي مصريا وعربيا ودوليا ردود فعل على وفاة مرسي، الذي تولى رئاسة مصر لمدة عام (2012- 2013).

فيما صدرت تعازي واسعة على المستوى الشعبي والحزبي والمنظمات غير الحكومية في وفاته، ترافقت مع تنديدات تركزت في معظمها على أوضاع حقوق الإنسان في مصر، وطالبت بإجراء تحقيق نزيه في ملابسات الوفاة، وإطلاق سراح كل المعتقلين.

وبينما اتهمت منظمتا “العفو” و”هيومن رايتس واتش” الحقوقيتان الدوليتان الحكومة المصرية بعدم توفير الرعاية الصحية الكافية لمرسي ما أدى لوفاته، رفضت القاهرة هذه الاتهامات وقالت إنها “لا تستند إلى أي دليل”، و”قائمة على أكاذيب ودوافع سياسية”.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.