تزامنا مع موجة البرد.. القاهرة تجرد المعتقلين السياسيين من أمتعتهم الشخصية

محمد سيف الدين

“عايز هدوم (ملابس) شتوي ضروري وأنتم جايين الزنازين”.. هذه نص رسالة وصلت للمواطنة المصرية أم رامي من زوجها القابع في السجون منذ نحو ست سنوات تقريبا على خلفية قضية سياسية.

الرسالة التي لا تتخطى عدد كلماتها سبعا، كانت كفيلة أن تغرق الزوجة في بحر من الهموم، خاصة أن زيارة زوجها المحكوم عليه بالسجن المشدد بعشر سنوات، لم يحن موعدها بعد، وأمامها على الأقل أسبوع، حيث إن الزيارة كل أسبوعين.

ووسط دموع منهمرة، تتساءل الزوجة (التي رفضت ذكر اسمها) في حديث للجزيرة نت مستنكرة “أيعقل أن نكون على مشارف فصل الشتاء وتتعرض البلاد لموجة من البرد والطقس السيئ وتقوم إدارة السجن بتجريدهم من أمتعتهم الخاصة حتى الملابس”.

وخلال الأيام الماضية، قامت إدارة سجن طرة (جنوبي القاهرة) بحملة على الزنازين الخاصة بالمعتقلين السياسيين وجردتهم من أمتعتهم وخاصة الملابس، وتركت لكل واحد فقط طقمين داخليين وسترة السجن (الزي الرسمي) وبطانيتين.

ولم يقتصر الأمر على طرة، بل قامت إدارة سجن وادي النطرون بمحافظة البحيرة (شمالي البلاد) ومدعومة بقوات من الأمن باقتحام الزنازين واعتدت على المعتقلين بالضرب وجردتهم من كل متعلقاتهم الشخصية، بسبب احتجاجهم على رفض الضابط خروج شاب مريض إلى المستشفى بعد أن فقد وعيه لأكثر من ثلاث ساعات، وفق ما كشفت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات (مجتمع مدني).

كما سبق أن كشفت عائلة جهاد الحداد (المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين) أنه تعرض للتعذيب والإهمال الطبي داخل محبسه، مما تسبب في فقدانه القدرة على المشي بالكامل.

الأمر ذاته تكرر مع المحامي عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط الذي تعرض للموت البطيء بحسب ما نقل الإعلامي المصري المقيم في الخارج أسامة جاويش.

يأتي ذلك بالتزامن مع توجيه البرلمان الأوروبي انتقادات حادة للحكومة المصرية في تعاملها مع حقوق الإنسان، والتي رد عليها مجلس النواب (البرلمان) غاضبا معتبرا أنها تدخل بالشأن الداخلي.

وكنوع من الرد على بيان البرلمان الأوروبي، قام أعضاء لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب بزيارة تفقدية الأحد إلى منطقة سجون المنيا الجديدة بصعيد مصر.

وعلى هامش الزيارة، قال علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب “أعضاء اللجنة استمعوا لنزلاء السجن فرادي في ظل غياب القيادات الأمنية، ولم يقدم منهم أي شكوى بشأن سوء المعاملة، للأسف نظرة التخوين الخارجية ستظل كما هي”.

وفي وقت سابق أول أمس، اتهمت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية السلطات المصرية بممارسة تعذيب ممنهج للمعتقلين بالتجريد من الملابس والضرب والخنق والحرق بالسجائر، وقد أوردت قصصا عن بعض حالات التعذيب.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".