الحج والأزمة الخليجية.. القطريون لا يستطيعون إليه سبيلًا

– السعودية ترفض وجود بعثة حج رسمية قطرية أسوة بباقي دول العالم

-الخطوط القطرية ممنوعة من دخول السعودية ولا رحلات مباشرة بين البلدين

-قطر تطالب بإزالة كافة “العراقيل” أمام من يرغب في الحج أو العمرة

-اتهامات متبادلة بين البلدين باستغلال سياسي لأزمة الحج

منذ اندلاع الأزمة الخليجية لا يستطيع القطريون الوصول إلى الأراضي المقدسة لآداء فريضة الحج للعام الثالث، وسط تبادل الاتهامات بين قطر والسعودية بالمسؤولية عن ذلك.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقتها بقطر في 5 يونيو/ حزيران 2017 ، ثم فرضت عليها “إجراءات عقابية”، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

وتبادلت السعودية وقطر، عضوتا مجلس التعاون الخليجي، الاتهامات باستخدام الحج والعمرة أداة في خلافاتهما السياسية.

وترفض السلطات السعودية بشكل قاطع وجود بعثة حج رسمية قطرية أسوة بباقي دول العالم، بحسب تصريحات رسمية قطرية.

كما تمنع الخطوط القطرية من دخول أجوائها والهبوط في مطاراتها، إضافة إلى حرمان القطريين من تداول عملتهم (الريال) داخل الأراضي السعودية.

وأعلنت السعودية، الأربعاء، اكتمال وصول حجاج الخارج، بعدد يصل إلى أكثر من 1.8 مليون، فضلا عن صدور 235 ألف تصريح لحجاج الداخل حتى الآن.

وتتوجه أنظار العالم الإسلامي خلال اليومين القادمين إلى مكة المكرمة، حيث تبدأ شعائر الفريضة الأعظم لدى المسلمين.

** حج غير مأمون

وتتمسك قطر على الصعيدين الرسمي والشعبي بعدم المشاركة في الحج في ظل الوضع الحالي، حيث لم تستثنِ السعودية الراغبين بالحج والعمرة في قطر من إجراءات الحصار.

وتقول لجنة حقوق الإنسان القطرية إن “القطريين والمقيمين لا يستطعون أداء فريضة الحج بسبب إغلاق الحدود أمام بعثات الحج والعمرة، ومنع الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين”.

كما تشكو كذلك من منع وجود بعثة قطرية للحج تتولى شؤون الحجاج وترعى مصالحهم.

** إجراءات غير كافية

من جانبها، عبرت السعودية عن ترحيبها بالقطريين الراغبين في أداء مناسك العمرة، وتقديم الخدمات والتسهيلات لهم وذلك في شهر مايو/أيار العام الحالي

وخصصت السعودية رابطًا إلكترونيًا لتسجيل بيانات المعتمرين القطريين، على أن يكون وصولهم إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بمدينة جدة، أو مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة.

غير أن وزارة الاوقاف القطرية طالبت السلطات السعودية بإزالة كافة “العراقيل” أمام من يرغب في زيارة المشاعر المقدسة من مواطنين أو مقيمين بقطر.

وأوضحت الوزارة أن “الرحلات الجوية المباشرة من الدوحة إلى جدة لا يزال غير مسموح بها لجميع خطوط الطيران، بالإضافة إلى استمرار إغلاق السعودية المنفذ البري الوحيد أمام ذوي الدخل المحدود أو الذين يتعذّر عليهم السفر جوّا ممن يريدون زيارة بيت الله الحرام”.

ولفتت الوزارة في السياق ذاته، إلى أنّ “السلطات السعودية لا تسمح لحملات العمرة والحجّ القطرية بالدخول وأخذ التصريحات اللازمة أسوة بحملات جميع الدول الأخرى”.

وأضافت أن “هذا يعني عدم قدرتها على تأمين سلامة وأمن وصحة المعتمرين والحجاج الأمر الذي يشكّل تحديا كبيرا، خاصةً في حالة النساء وكبار السن والمرضى”.

وحذّرت الوزارة القطرية من “التحريض الإعلامي الممنهج ضد القطريين وما قد يترتب على ذلك من مخاطر”.

** منع الحملات القطرية

وقال المتحدث باسم حملات الحج القطرية يوسف أحمد الكواري إن السلطات السعودية “لا تتجاوب” مع أي تواصل أو طلبات من قِبل حملات الحج القطرية، رغم زعمها أنها لا تمنع القطريين من الحج والعمرة”.

وأضاف، في تصريحات إعلامية، أن “السعودية هي نفسها التي تشترط على الحاج أن يتبع حملة رسمية تنظيمية من قِبل دولته”.

وأشار الكواري إلى أن لجنة شؤون الحج القطرية هي المسؤولة عن تنسيق رحلات الحج والعمرة والحصول على التأشيرات والموافقات المطلوبة والتصاريح وتيسير جميع خدمات الحجاج والمعتمرين، ودون كل ذلك يستحيل أداء الحج.

وأوضح الكواري أن المواطن القطري يتم استغلاله في موضوع الحج استغلالًا سياسيًا.

وتابع: “إذا استطاع أحد القطريين الذهاب للحج بصورة فردية، وتخطى كل ما ذكر من عقبات، فإن هذا يتم تصويره كدليل على أنها لا تمنع الحجاج، وهذا مخالف للحقيقة والواقع”.

** إجراءات حقوقية

وأعلنت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، قبل أشهر، أنها ستشرع قريبا في طرح مسألة منع القطريين والمقيمين من الحج والعمرة على طاولة اللجان والاجتماعات الدستورية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).

كما خاطبت اللجنة، رئيس مجلس حقوق الإنسان في دورته 13، كولي سيك، والمفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة ميشيل باشيليه، بشأن الأزمة.

وكذلك خاطبت المقرر الخاص المعنيّ بحرية الدين والمعتقد بالأمم المتحدة أحمد شهيد، والمبعوث الخاص لحرية الدين أو المعتقد خارج الاتحاد الأوروبي جان فيغل.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.