سورة الكافرون

سورة الكافرون سورة المنطق والتناظر العقلي وليست سورة التهديد والترهيب والتخويف

لماذا لم يقل قل يا أيها المشركون، رغم أنهم دعوه إلى الشرك صراحة؟

وهل سورة الكافرون سورة براءة ومفاصلة أم سورة مناظرة واحتجاج وإقناع؟

يفهم هذا من عدة إشارات منها:
1- سبب نزول السورة
كما يذكر المفسرون ان كبار كفار قريش عرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم ان يعبد آلهتهم سنة ويعبدون إلهه سنة…
فالجو كان جو مناظرة وحوار هادئ…
2- النداء ب يا أيها الكافرون:
فانطلاقا من سبب النزول يظهر انهم دعوه الى شرك فكان الاولى ظاهرا أن يناديهم ب يا أيها المشركون ولكنه ناداهم ب يا أيها الكافرون لأنه اراد ان يفهمهم بأنهم لو عبدوا مع الله أحدا ولو للحظة واحدة فهم لم يعبدوا الله حقيقة بل هم منكرون وكافرون بعبادة الله عزوجل، لان المعنى الوحيد لعبادة الله هو توحيده وأي معنى غير هذا هو كفر…
3- التكرار الظاهري:
معناه ومفاده ان منهجكم هذا هو مناقض للمنهج الذي أدعو إليه ولن يتوافق معه في مفهوم العبادة لا الآن ولا مستقبلا.
4- استحالة الجمع بين المتناقضين:
كما انه يستحيل الجمع بين الحركة والسكون كذلك يستحيل الجمع بين مقترحكم والمنهج الذي ادعو إليه.
والحل ان تقتنعوا بمنهجي إن اردتم حقيقة ان تكونوا مسلمين وترتفع عنكم صفة الكفر.
5- لكم دينكم ولي ديني
اي إن لم تقتنعوا بهذا المفهوم فلكم منهجكم ولي منهجي ولكم جزاؤكم ولي جزائي ولكم عبادتكم ومعبودكم ولي معبودي…
ولا أرى ان هذه الآية منسوخة لان مدلولها هو عبارة عن قاعدة أصيلة وعن نتيجة لتسلسل منطقي محكم…
و أرى ان نداء السورة مخصوص في لفظه وذلك لمناسبته للمقترح الموضوع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم عام في معناه لأنه نداء عام لكل من هو مصر إمكانية الجمع بين هذين المتناقضين، في هذا المفهوم حصرا…

ستقول لي كيف كان حوارا هادئا وقد أمر أن يناديهم بصيغة البعيد يا أيها الكافرون؟
الجواب: هذا البعد هو بعد زماني ومعنوي وليس مكانيا فقط وفيه من التنبيه الذي يحسم هذه القضية لأن الجمع بين ذينك المتناقضين مستحيل الآن وغدا وفي الزمان وخارج الزمان وفي كل زمان ومكان…

فسورة الكافرون هي سورة التناظر المنطقي الهادئ وتصحيح المفهوم بالحجة المنطقية القوية…

سفيان أبوزيد

شاهد أيضاً

غزة تنزف….

غزة اليوم هي عضو الأمة الأشدّ نزيفا من بين كثير من الأعضاء التي لا تزال تنزف من جسد المسلمين، ومخايل الخطر تلوح في الأفق على المسجد الأقصى، الذي يخطط المجرمون لهدمه، أو تغيير هويته وتدنيسه، ولا يمنعهم من ذلك إلا الخوف من بقايا الوعي والإيمان في هذه الأمة أن تُسبب لهم ما ليس في الحسبان.