أصحاب الهمم العالية

بقلم سعـيدة أوداد

إنه لكي تنجح يجب أن تكون رغبتك في النجاح تفوق خوفك من الفشل ، فالنجاح قمة لا يرتقي سلمها إلا أصحاب الهمم العالية، لأن هممهم تقودهم للمواصلة و إن تعثرت خطاهم ، فكل عثرة يُأخذ منها درس وتُرتب في قائمة التجارب ، نتائج هذه التجارب تُعد جرعات قوة ، بِها تزداد الهمة علواً فكلما كانت الجرعة أكبر كلما زادت الهمة ارتقاءً ..
إنه لإحياء الهمم و الرقي بها لبلوغ ونيل الغاية المنشودة، خطوات و مفاتيح ما أحوجنا إلى أن نتبناها و نسير على خطاها و نلتزم بها ..
وأول هذه الخطوات هي إيمانك بك وثقتك بنفسك ويقينك أنه بعون الله وتوفيقه لك ما من مستحيل سيواجهك.
صحيح أن البيئة التي تحيط بالإنسان لها دورٌ كبيرٌ في علوِّ همَّته أو سفولها وانحطاطها، فقد تكون سببًا في ترقية وسموِّ همَّته وتشجيعه على طلب المعالي والعظائم، وقد تكون سببًا في عكس ذلك ، كالبيئة بالنسبة للنبات فهي، إن كانت صالحة نما النبات وترعرع وإن كانت سيئة ضعف ومات ..
وللأسف الشديد نرى أن همم أغلب الشباب الطارقي منحطة بل هي ميتة، وكأنهم ولدوا والجزء المسؤول عن علو الهمة فيهم متجلط .. و نذكر لكم أخبار قوم لم يتهيبوا صعود الجبال بل ركلوا الدنيا وراء ظهورهم و جعلوا أهدافهم نصب أعينهم ليرتقوا و مثال ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه
“و في ذلك فليتنافس المتنافسون”
كان عمر رضي الله عنه يقول : كنت أتمنى أن أسبق أبا بكر فأمر النبي صلى الله عليه و سلم الناس بالصدقة و كان عند عمر مال حاضر من ذهب و فضة فقال في نفسه اليوم أسبق أبا بكر فأتى ماله فقسمه نصفين، ابقى نصف لعياله و جاء بالنصف الثاني للنبي عليه الصلاة و السلام ثم وضعه بين يديه. رفع النبي عليه الصلاة و السلام بصره إلى عمر و قال له : ماذا أبقيت لأهلك؟ قال : تركت لأهلي مثله.
ثم جلس عمر رضي الله عنه ينتظر أبا بكر، فإذا بأبي بكر جاء بصرة عظيمة وضعها بين يديه عليه الصلاة و السلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا أبا بكر ماذا تركت لأهلك؟ فقال : تركت لهم الله و رسوله.
فنظر إليه عمر و قال : و الله لا سابقت أبا بكر بعد اليوم.

فلا تجعل الآخرين مسؤولين ومتحكمين في همتك ومهما كان القبح حولك كن أنت الجمال، ومهما كان الضعف كن أنت القوة .
اجعل القوة الإيجابية في حياتك هي السائدة ، لا تستسلم للتفكير السلبي و اليأس ..
قد يرى البعض أن هذا الكلام مجرد شعارات جوفاء لا تمت للواقع بصلة، لكن عند التمعن في هذا العالم سنجد أن الكثير من تجارب النجاح هي وليدة مخاض سبقته تجارب كثيرة
انتهت بالفشل ، الذي لم يفلح في قتل عزيمة واصرار صاحب التجربة.
فالفشل هو ببساطة فرصة جديدة لكي تبدأ من جديد لكن هذه المرة بذكاء أكبر .

شاهد أيضاً

غزة تنزف….

غزة اليوم هي عضو الأمة الأشدّ نزيفا من بين كثير من الأعضاء التي لا تزال تنزف من جسد المسلمين، ومخايل الخطر تلوح في الأفق على المسجد الأقصى، الذي يخطط المجرمون لهدمه، أو تغيير هويته وتدنيسه، ولا يمنعهم من ذلك إلا الخوف من بقايا الوعي والإيمان في هذه الأمة أن تُسبب لهم ما ليس في الحسبان.