العطاء بدون مقابل

د. خالد حمدي:
لما افتقر عبدالله بن جعفر -وكان أغنى الناس وأسخاهم بعطاء- فوجد نفسه لا يملك ما يعطيه وقد أنفق في الخير كل ماله، فاستوحش الحياة بغير عطاء، فرفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إني لا أطيق الحياة بغير عطاء فاقبضني إليك، فلم يلبث إلا أياما ثم مات!!
هكذا كان فهمهم للحياة…يعيش ليعطي وإلا فالحياة وعدمها سواء!!
وإني والله لأعرف أمثاله ممن كانوا يعشقون الخير للخير…
يحملون اسطوانة الغاز للضعفاء قبل أنفسهم…
ويوزعون اللحم على الفقير في جوف الليل وهم أحوج إليه..
ويزوجون اليتيمات، ويعففون الفقراء والفقيرات…
حتى عدا عليهم جهلاء القوم فلم يستريحوا حتى خلت الديار منهم!!
وستظل مصر تدفع ثمن غياب هذه المصابيح حتى تستوفيه!!
فلا يعرف قدر البدر إلا بفقده!!
ولا يعرف الشيء إلا بضده!!
وقد امتلأت البلاد بالأضداد…لما غاب الأطهار العباد!!
#خالد_حمدي
للنشر

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".