السودان: الجيش يطيح بالبشير ويعتقل مقربيه وخلاف بين قياداته حول رئاسة المرحلة-

الخرطوم: ذكرت مصادر سودانية، أن ضباطا من الجيش أبلغوا الرئيس عمر البشير بعزله من منصبه ووضعه تحت الإقامة الجبرية، فيما ينُنتظر أن يصدر الجيش بيانا هاما في وقت لاحق.

وأفادت وكالة الأناضول للأنباء، أن الاستخبارات العسكرية السودانية نفذت حملة اعتقالات طالت أكثر من 100 من قادة حزب المؤتمر الوطني.

وأوضحت أن الاستخبارات السودانية اعتقلت عبد الرحيم محمد حسين رئيس حزب المؤتمر الوطني المفوض ووزير الدفاع السابق والمقرب من البشير، وأحمد هارون، نائب رئيس الحزب، كما اعتقلت النائب الأول السابق علي عثمان محمد طه، ومساعد الرئيس عوض الجاز، ومساعد الرئيس الأسبق نافع علي نافع.

ضباط من الجيش السوداني أبلغوا الرئيس عمر البشير بعزله من منصبه ووضعه تحت الإقامة الجبرية

وأفاد شهود عيان، أن مدرعات عسكرية تابعة للجيش السوداني، حاصرت منزل أشقاء الرئيس عمر البشير، بضاحية كافوري بمدينة بحري شمال الخرطوم.

وأضاف الشهود أن محاصرة المنزل مرتبطة بشقيقه عبد الله، المتهم من قبل المعارضين بأنه رأس الفساد بالبلاد، والمتحكم في الصفقات المالية والحكومية ويملك عددا من الشركات في قطاعات البترول والصناعة والتجارة.

في الوقت ذاته، أغلقت السلطات السودانية مطار الخرطوم أمام حركة الطيران، بانتظار تلاوة بيان الجيش.

مدير المخابرات ليس ضمن قائمة المعتقلين

فيما أكدت مصادر مطلعة، خلو قائمة الاعتقالات من سم مدير الأمن والمخابرات السوداني صلاح قوش، ما يشير إلى دوره القوي والمحتمل طوال سنوات حكمه الماضية في التغيير الذي يجري اليوم.

وسبق أن اعتقل قوش لمشاركته في انقلاب نوفمبر 2013، الذي أعلنت عنه الرئاسة السودانية حينها.

من جهتها، تجرى قيادات الجيش السوداني، مشاورات مكثفة لتشكيل مجلس حكم انتقالي، في ظل محاولة السيطرة على الأوضاع بالكام إثر تسارع الأحداث في البلاد، وذلك عقب قرب الإعلان عن قرب صدور بيان عسكري.

وحسب مراقبين، فإن التوصل إلى اتفاق يحتاج لبعض الوقت، لاسيما أن هيئة أركان الجيش السوداني تتكون من رئيس الأركان ونوابه ورؤساء أركان القوات برية وبحرية وجوية، إضافة لعدد من قادة المناطق العسكرية وهم من أصحاب الرتب الرفيعة.

وأكدوا أنه لا يغيب عن المشهد قادة الحاميات العسكرية وقادة الاستخبارات والشرطة العسكرية والحرس الجمهوري. وذلك يقود لتأخير البيان.

السيطرة على مقر التلفزيون

ذكرت صحيفة “سودان تريبيون” أن ضباطا من الجيش السوداني يسيطرون حاليا على مبنى التلفزيون والإذاعة الرسمي، مع الإعلان عن بيان مهم بعد قليل.

وانتشرت عناصر من الجيش في محيط القيادة العامة لمنع المتظاهرين من الوصول للمقر .

وأشارت الصحيفة إلى أن الغموض يحيط بطبيعة هذا التحرك حيث تواترت أنباء عن انقلاب عسكري دون أن تعرف هوية منفذيه.

وبثت الإذاعة الرسمية مارشات عسكرية كما قطع التلفزيون الرسمي برنامجه وبث أغاني وطنية.

وأضافت الصحيفة أن قوات من الدعم السريع انتشرت بكثافة في شوارع العاصمة السودانية الرئيسية كما شوهدت هذه القوات تحيط بأماكن قريبة من تجمع اعتصام آلاف السودانيين المطالبين برحيل الرئيس عمر البشير، كما انسحبت القوات الشرطية.

وأعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسميّة السودانيّة الخميس أنّ القوّات المسلّحة السودانيّة ستُصدر “بياناً هامّاً بعد قليل”، ولم تُقدّم وسائل الإعلام الرسميّة السودانيّة مزيداً من التّفاصيل.

الجيش السوداني سيطر على مقر التلفزيون في انتظار إعلان بيان هام

وجاء إعلان الهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون في وقت يعتصم آلاف المتظاهرين أمام مقرّ الجيش في الخرطوم لليوم السادس على التوالي للمطالبة بتنحّي البشير.

وقال شهود عيان إنهم شاهدوا العديد من الآليات العسكرية وعلى متنها جنود تدخل مقر الجيش في ساعات مبكرة صباح الخميس.

ويضم مقر الجيش المقر الرسمي للبشير ووزارة الدفاع.

في غضون ذلك، داهمت مجموعة من الجنود السودانيين مركز الحركة الإسلامية المرتبطة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة عمر البشير، في الخرطوم، بحسب ما أفاد شهود عيان.

سماع دوي إطلاق نار داخل قيادة الجيش

وقال شهود عيان إنهم سمعوا أصوات أعيرة نارية واضحة، داخل مقر قيادة الجيش السوداني في الخرطوم.

وأضاف الشهود، أن إطلاق النار الذي سمع الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش، مصدره الجهة البعيدة عن مكان حشود المعتصمين من مقر قيادة الجيش.

وتابعوا أن صوت إطلاق النار توقف بعد دقائق محدودة، ولم يعرف هل كانت صادرة عن اشتباكات أم للتعبير عن الفرح باستلام الجيش للسلطة.

الاعتصام أمام مقر الجيش

وفي السياق، دعا تجمع المهنيين وتحالفات المعارضة، الخميس، كل المواطنين التوجه لمكان الاعتصام أمام مقر الجيش السوداني، عقب إعلان الجيش عن بيان هام.

وقال: “نناشد كل المواطنين بالعاصمة ومدن البلاد بالتوجه لأماكن الاعتصامات أمام القيادة العامة للجيش السودان، وحاميات الجيش بمدن الولايات (18 ولاية)”.

وشدد البيان على المعتصمين بالبقاء في ميدان الاعتصام وعدم التحرك حتى إعلان بيان أخر من التجمع.

ويقود تجمع المهنيين وتحالفات المعارضة منذ 19 ديسمبر/ كانون أول، للمطالبة بتنحي البشير وإسقاط النظام.

ويعتصم السودانيين أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني منذ يوم السبت الماضي رغم محاولات الأمن تفريقهم باستخدام الرصاص والغاز المسيل للدموع.

تجمع المهنيين وتحالفات المعارضة، دعوا كل المواطنين للتوجه إلى مكان الاعتصام أمام مقر الجيش السوداني

ووصل عدد الضحايا منذ بدء الاعتصام السبت الماضي 22 قتيلا، حتى الثلاثاء، وفق “لجنة أطباء السودان” المعارضة، دون وجود إحصائية رسمية بهذا الخصوص حتى عصر الأربعاء.

ودخلت احتجاجات السودان شهرها الرابع، وبدأت منددة بالغلاء، وتطورت لاحقًا لتتحول إلى المطالبة بتنحي البشير، وأسفرت عن سقوط 50 قتيلا وفي آخر احصائية حكومية، فيما تتحدث المعارضة والمنظمات عن تجاوز الـ70 قتيلا.

شاهد أيضاً

أم على قلوب أقفالها؟

القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهو أفضل وأعظم ما تعبد به وبذلت فيه الأوقات والأعمار، إنه كتاب هداية وسعادة وحياة وشفاء وبركة ونور وبرهان وفرقان،