التدخل الامريكي في سوريا لمصلحة من يصب الإنسحاب

دخلت الولايات المتحدة سورياسنة 2014 بدون إستراتيجية واضحة المعالم بشكل دقيق، ها هي الآن تخرج منها بشكل مفاجئ وبدون إعلان إستراتيجية للتعامل مع الفراغ الذي سيخلفه سحب ألفي جندي أمريكي موجودين في الشمال الشرقي من هذا البلد العربي، الغارق في صراع دموي معقد يتعدد فيه الفاعلون محليًّا ودوليًّا.
يلتقي تعامل الرئيس دونالد ترامب وسلفه باراك أوباما مع الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، بعدم الحماس والاتكاء على الحذر والرغبة في الخروج بأي طريقة ممكنة من هذا الصراع الشائك، لكن الفرق بين الرئيسين، أن أوباما يتعامل مع الملف انطلاقًا من توصيات الخارجية والاستخبارات، أما ترامب فقد فضل أن يغرد خارج سرب الجميع، ضاربًا عرض الحائط بتوصيات الوزارتين وخارجًا عن الإجماع أو شبه الإجماع في الكونغرس، على أن وقت الانسحاب لم يحن وقته بعد. قرار الرئيس دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا “كارثي” حسب رأي رئيس لجنة القوات العسكرية في مجلس الشيوخ، الجمهوري ليندسي غراهام المعروف بدعمه القوي لترامب. هذا القرار اعتبره المرشح الجمهوري السابق للرئاسة والسيناتور عن ولاية فلوريدا “خطأ جسيما” قد يصب في مصلحة “داعش”.

يأتي قرار الانسحاب المفاجئ متناقضًا بشكلٍ صريح، ليس فقط مع توصيات وزارتي الدفاع والخارجية اللتين حاولتا مرارًا ثني الرئيس عن هذه الخطوة، بل يتناقض مع تصريحات مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي شدد، في سبتمبر/أيلول الماضي، على أن الوجود العسكري الأمريكي في سورياسيستمر طالما أن هناك قوات إيرانية في البلاد. ونبّه إلى أن ذلك يشمل الميليشيات التي تحارب بالوكالة عن الجمهورية الإسلامية. وقبل أسبوعين فقط، قال مبعوث أمريكا إلى التحالف الدولي ضد “داعش” إن هزيمة التنظيم المتشدد هي جزء من حملة طويلة الأمد، أي أن الوجود العسكري الأمريكي ليس مبرره الوحيد هو القضاء على “داعش.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *