الاحتفال برأس السنة الميلادية

بقلم: إ. حرابي و ه. ب. ذهبي

ملاحظة هامة: لا نتحدث عن التهنئة – لأنها أمر مختلف فيه بين العلماء- بل نتحدث عن الاحتفال لانه منهي عليه بالإجماع

اعتاد كثير من أبناء المسلمين تقليد النصارى في الاحتفال بيوم رأس السنة الميلادية، وكأنه عيد للمسلمين ايضا، بل و يحضر له على مدى أسابيع.

لكن السؤال المطروح: كيف ليس عيدا، ما هو الدليل، هل ورد في هذا الشأن أي حديث؟

مفهوم العيد: لكل يوم فيه جَمْع، واشتِقاقه من عاد يعود، كأنهم عادوا إليه؛ وقيل: اشتِقاقه من العادة؛ لأنهم اعتادوه، والجمع أعياد لزِم البَدَل، ولو لم يَلزَم لقيل: أعواد؛ كريح وأرواح؛ لأنه من عاد يعود، وعيَّد المسلمون: شهِدوا عيدهم؛ قال العَجَّاج يصِف الثور الوحشي:
واعتاد أرباضًا لها آريُّ
كما يعود العيدَ نصرانيُّ
فجعل العيد من عاد يعود.

قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما. فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر)” رواه مسلم. و قال ايضا:(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد).و بالتالي فهذا الاحتفال يعتبر تشبها وقد نُهينا عن ذلك.

لأن القاعدة الإسلامية هي انه لا أعياد إلا بتشريع. و للمسلمين عيدين : عيد الأضحى و عيد الفطر.
و الحديث الشريف فيه تنبيهٌ على أن الله هو الذي يشرع الاحتفال بالأعياد، فهو الذي يُبدِّل ويُحرِّم ويُحِل، وليس أمر الأعياد متروكًا للناس يحتفِلون بأي عيد حسَب اختياراتهم و خصوصا الدينية منها، لأن هذا هو حال الاحتفال برأس السنة دون الدخول في مدى مشروعيتها في المسيحية نفسها و هل فعلا ولد المسيح عليه السلام شتاءا؟

و مثلا بيع المرطبات التي تعتبر العنصر الاساسي في هدا العيد للاحتفال بسنة جديدة. نجد عملية البيع تعتبر وسيلة الى الاحتفال و التشجيع على الاحتفال و هنا تكون الوسائل لها حكم المقاصد و اذا تمت عملية البيع و كانت النية هي الاحتفال تكون عملية البيع من قبيل ما يستعان به على الاثم حيث قال تعالى: ” ولا تعاونوا على الاثم و العدوان و اتقوا الله ان الله شديد العقاب “.
ومن جملة ما حصل في هذا السياق ما انتشر في شبكة التواصل الاجتماعي، فايسبوك، و هي صورة واجهة إحدى المخبزات، وقد ألصق فوقها ورقة بيضاء كتب عليها إعلان: “المعذرة لا توجد حلويات لرأس السنة وشكرا”.
الكثير أعاد نشر الصورة مؤيدا لصنيع صاحب المخبزة (مخبزة ريحانة، أزرو أيت ملول)، الذي علق على الصورة بعدما نشرها في صفحة مخبزته على الفيسبوك بهذه العبارة “لا نحتفل بأعياد الميلاد النصرانية”؛ وفي المقابل اتهم البعض الآخر صاحب المخبزة بالتطرف والدعشنة، ووصل الأمر إلى أن صفحة موقع أعادت نشرها بهذا التعليق: “مول المخبزة داعشي”، وهو ما جر سيلا من التعليقات المتهمة والمسيئة لصاحب المخبزة.
صاحب المخبزة نشر بعد ذلك تدوينة مرفقة بصور تلك التعليقات المسيئة والمتهمة له بالدعشنة والتطرف، وتوعد من أساء إليه باللجوء إلى القضاء، مؤكدا أنه يثق في نزاهته.
وهذا نص التدوينة: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نظرا للهجمة الشرسة علي بعد إعلاني عن عدم توفر الحلوى في نهاية السنة.. ونظرا للإتهامات الخطيرة بوصفي داعشي.. والمساس بكرامتي و إهانتي من طرف بعض الأشخاص واتهامهم لي بأنني داعشي وهذه تهمة خطيرة تمس بأمن الدولة.. قررت متابعتهم قضائيا لرد اعتباري وأخذ حقي منهم..
أقول لكل من اتهمني بالداعشية أمامنا القضاء الذي أثق بنزاهته..
صاحب مخبزة ريحانة”.

قد نتساءل لماذا اتهم بالدعشنة؟ الجواب هو ان هناك تيار علماني داخل الدول العربية، همه الوحيد هو تفسخ المجتمع و محاولة امتهان الإذلال و إلصاق التهم. و كل من طبق سنة الحبيب المصطفى اتهم بالتطرف فهل الإسلام هو التطرف؟ حسب هذا التيار نعم. و عنذما نقول امتهان فحرفتهم هي تصيد العثرات و الشبهات. كل ذلك ارضاءا لأجندات لا يعلمها إلا الله. و صاحب المخبزة بفعله هذا هدم ما بناه هذا التيار و جرأ العديد على فعل مماثل لا يخشى فيه الا الله. فالإسلام لازال يحافظ على الأقليات و يحميها و لكن لايمكن ان يخلط بغيره فهويته ناصعة بيضاء ليلها كنهارها و من زاغ عنها فهو هالك. و السؤال الأخير هل سنرى يوما النصارى يذبحون اضحية العيد ام انهم يمنعون المسلمين من الأضحية الا بشروط تحرم الشعيرة بل و تبطلها في غالب الأحيان. لكل شخص ان يحتفل على شاكلته و على مذهبه، فقط حددوا هويتكم لنعرفكم.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *