استهداف متصاعد للصحافيين المصريين في عهد السيسي

انعكست الأوضاع التي تعيشها الصحافة في مصر في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على علاقة نقابة الصحافيين المصريين بالمؤسسات الحكومية، والأندية الرياضية، وشركات الإنتاج السينمائي والدرامي، بعد أن فقد الصحافي في مصر مكانته وبات عرضه للاعتداء من قبل المسؤولين وقيادات في المجال الرياضي والفني والنقابي.
مراقبون يرون أن معدلات الاعتداء على الصحافيين زادت، بعد واقعة اقتحام قوات الأمن لمقر النقابة، عام 2016 لإلقاء القبض على صحافيين معتصمين ضد التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، وإحالة نقيب الصحافيين وقتها يحيى قلاش واثنين من أعضاء مجلس النقابة للتحقيق في النيابة العامة بتهمة إيواء مطلوبين، في سابقة هي الأولى من نوعها، اعتبرها البعض تعبيرا عن الطريقة التي ينوى نظام السيسي التعامل فيها مع الإعلاميين والصحافيين خلال فترة حكمه.
الواقعة مثلت شرارة بداية الاعتداء على الصحافيين، فبات الاستهداف يطال مصورا التقط صورة لم تحظ بإعجاب لاعب، أو صحافيا طرح سؤال في مؤتمر، اعتبره المسؤول محاولة لإحراجه.
وآخر هذه الوقائع، شهدتها مباراة ناديي الزمالك ووادي دجلة أمس الأول الخميس، في الدوري المصري، بعد منع إدارة نادي الزمالك المصورين الصحافيين من دخول الاستاد.

في شبه الدولة

عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين، نشر على صفحته الرسمية على «فيسبوك»، صورة لعدد من المصورين الصحافيين، خلال منعهم من حضور مباراة الزمالك، وعلق عليها:» في شبه الدولة: منع الزملاء المصورين من حضور مباراة الزمالك ووادي دجلة. كل التضامن مع الزملاء. ومجلس النقابة سيتخذ الرد المناسب على هذه الجريمة».
كذلك، قال محمد سعد عبد الحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحافيين، إن «منع الزملاء المصورين من تغطية مباراة الزمالك ووادي دجلة في الجولة التاسعة والعشرين من عمر الدوري الممتاز، مسؤولية اتحاد الكرة، وليس نادي الزمالك».
وأوضح أن «قرار الاتحاد بمنع المصورين عن أداء عملهم، فيه ارتكاب لجرم يعاقب عليه القانون، وفقًا للمادة 12 من قانون تنظيم الصحافة والإعلام، التي تنص على أن (للصحافي أو للإعلامي في سبيل تأدية عمله الحق في حضور المؤتمرات والجلسات والاجتماعات العامة، وإجراء اللقاءات مع المواطنين، والتصوير في الأماكن غير المحظور تصويرها، وذلك كله بعد الحصول على التصاريح اللازمة في الأحوال التي تتطلب ذلك)».
وأشار إلى أن «مجلس النقابة سيتخذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة المسؤولين عن منع المصورين الصحافيين، خاصة أن جميعهم يحملون تصاريح تصوير المباريات من اتحاد الكرة المصري، باعتباره الجهة المسؤولة عن تنظيم المباريات».
وبين أن «ما فعله الاتحاد يمثل إساءة للدولة المصرية، وهي على أعتاب تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية، وربما نتفاجأ بمنع الصحافيين من تغطية المباريات».
وأضاف: «يبقى الخاسر الأكبر في ذلك هو المواطن المصري الذي يتملك اتحاد الكرة، والكرة المصرية».
وسبق ذلك بأيام، اعتداء عدد من البلطجية بصحبة أحمد السبكي المنتج الفني، على صحافيين في موقع» صدى البلد»، بزعم أن الشركة المالكة للموقع وقناة تحمل الاسم نفسه، أذاعت مسلسلا من إنتاجه دون الرجوع إليه.
الواقعة دفعت مجلس نقابة الصحافيين لإصدار بيان، أدان فيه ما تعرض له الزملاء المعتدى عليهم في موقع «صدى البلد»، وأعلن تضامنه المطلق معهم.
وقرر المجلس إلزام كل الإصدارات والمواقع الصحافية المصرية بعدم نشر اسم وصور المنتج الفني الذي قاد الاعتداء على موقع «صدى البلد» وعلى الزملاء العاملين به، إلا في حالة ملاحقته أو اتهامه قضائياً.

إجراءات نقابية

وأكد المجلس، في بيان له، أنه «سيتم اتخاذ الإجراءات النقابية المنصوص عليها في قانون النقابة ولائحتها ضد أي عضو في الجمعية العمومية ينتهك هذا القرار».
ودعا «الزملاء في نقابة الإعلاميين للانضمام للقرار السابق بمنع نشر اسم وصور المنتج الفني قائد الاعتداء في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة المصرية، تضامناً مع نقابة الصحافيين والموقع والزملاء المعتدى عليهم».
كما قرر «دعوة الزملاء رئيس وأعضاء مجلس الاتحاد العام لنقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية، ونقبائها وأعضاء مجالسها إلى إدانة واقعة الاعتداء ومن قاده وقاموا به، واتخاذ إجراءات التأديب النقابية واجبة التطبيق في هذه الحالة المؤسفة، حفاظا على الصورة الإيجابية والمحترمة للزملاء أعضاء هذه النقابات العاملين في مجالات الفنون التابعة لها».
وشدد على أن «النقابة ستواصل وقفتها القانونية والنقابية الى جانب الزملاء المعتدى عليهم، في كافة مراحل التحقيق والتقاضي القادمة، بواسطة النقيب وأعضاء مجلس النقابة والإدارة القانونية بها، حتى يرد لهم اعتبارهم ويوقع الجزاء القانوني على من ارتكبوا هذا الاعتداء المشين».
وتعود بداية وقائع التعدي على الصحافيين أثناء ممارسة عملهم، إلى 17 ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، بعدما قام أمن نقابة الصيادلة في عهد النقيب المعزول محيي عبيد بالاعتداء على عدد من الصحافيين، أثناء ممارسة عملهم، بتغطية انتخابات النقابة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وهم: محمد الجرنوسي وعاطف بدر وإسراء سليمان وآية دعبس، حيث اعتدى الأمن المُكلف بحماية النقابة على عدد من الزملاء الصحافيين في مقر النقابة، وقام باحتجازهم والتحفظ على هواتفهم المحمولة، واحتجاز أكثر من 15 زميلا داخل النقابة أثناء ممارستهم لعملهم في تغطية انتخابات النقابة، وعقب الواقعة تم التحقيق مع النقيب السابق وتم عزله من منصبه، كما تم حبسه 3 سنوات بتهم التعدي على صيدلي، وتم حبس أفراد من أمن النقابة، على ذمة تهمة التعدي على الصحافيين.
كما شهد الشهر الماضي، تقديم صحافيين مذكرة رسمية للنقابة، احتجاجًا على منع المحافظ لهم من تغطية أخبار المحافظة ودخول الديوان العام للمحافظة.

شاهد أيضاً

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب وصواريخ المقاومة تدك غلاف غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل رقيب احتياط في معارك شمال قطاع غزة، وفي حين تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ومنها إطلاق صواريخ على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، تستعد قوات الاحتلال لشن عمليات في بيت لاهيا شمالي القطاع.