اردوغان

قبل تكوين أي رأي شخصي حول الرئيس رجب طيب أردوغان لابد من إدراك بعض الأمور، منها:

-النظام الذي يحكم من خلاله أردوغان، لا يُمكن وصفه بالنظام الإسلامي.

-الخيار السياسي الإصلاحي الذي من خلاله يعمل أردوغان، خيار خاضع لإكراهات النظام العالمي.

– لا يمكن إنكار المرجعية الإسلامية في الخطاب السياسي لحزب العدالة والتنمية، والعمل للإسلام من خلال التمكين له عبر العمل المؤسسي، واستعادة الهوية الاسلامية لتركيا عبر الإعلام والتعليم..

-العالمانية مفهوم ضبابي وغامض يُوظّفه المنتسبون إليه حسب مرجعيتهم التاريخية والجغرافية والأيديولوجية، وقد وظفه أردوغان بفطنة ودهاء سياسي، بل وأعاد تعريفه بما يتوافق مع مرجعيته الإسلامية.

– لابد من التمييز بين المرجعية الإسلامية للحزب، وبين كون الحزب يحكم وفق الشريعة الإسلامية، بإثبات المعنى الأول، ونفي المعنى الثاني.

– بعض ما يراه اليوم الناس مخالفات شرعية وقع فيها أردوغان لا يخرج عن ميكيافيلية سياسية معهودة عن أصحاب التوجهات السياسية الإسلامية، التي تنطلق من واقع سياسي عالمي مخادع وشرس.

– الغرب يعتبر أن المعركة الانتخابية اليوم قائمة بين الإسلام والغرب.

– أردوغان رجل التقدم المدني والاقتصادي والعسكري لتركيا، فقد حقق لها مكاسب هائلة، وتقدم بها على عدة أصعدة وبلغ بها إلى مصاف الدول المتقدمة، كل هذا مرتبط بالهوية الإسلامية حتى في الأسماء التي يتخذها لمنجزاته المدنية التقدمية تجدها أسماء لها دلالة ورمزية إسلامية.

– أردوغان رجل الاستقلال عن هيمنة الغرب على بلده، واسترداد العزة والكرامة والنهوض دون انبطاح وانهزام نفسي أمام المركزية الغربية..

– القراءة التاريخية الأليمة والدموية التي جرّتها العالمانية على الإسلام والمسلمين بتركيا، وفشل المحاولات الإسلامية السياسية قبل أردوغان أمام التوغل العسكري والعالماني في البلد، والقراءة الواقعية للواقع التركي اليوم يجعل من أردوغان رجل الإصلاح حسب الإمكان، ولا يخفى على من كان له شيء من العقل عِظم ما فيه من كان هذا شأنه.

الخلاصة: أردوغان ليس خليفة للمسلمين.. لكنه رجل الإصلاح، زعيم ذو مرجعية إسلامية، رجل من عظماء هذا العصر، لا يبغضه إلا مخالفوه الأيديولوجيون الذين يعلمون عين اليقين أن الماكسب التي قدمها أردوغان لوطنه لم تقدمها العالمانية المنهزمة أمام الغرب والتي ترتمي في أحضانه دائما، والتي شغلت نفسها بتغيير طرابيش الشعب أكثر من ملئ بطنه..

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".