الإسلام و الحضارة الغربية
روح الإسلام التعاون و روح الغرب الصراع

ﻧﻮﺭﺩ ﺇﺟﻤﺎﻟﺎ ﻗﺴﻤﺎ ﻣﻦ ﺩﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ و الفرق بينهما.
ﻓﺎﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻔﻠﺴﻔﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺭﻛﻴﺰﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺎﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻫﻲ “ﺍﻟﻘﻮﺓ” ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ “ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ” ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ. ﻭﺗﺘﺨﺬ “ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ” ﺩﺳﺘﻮﺭﺍ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ. ﻭﺗﻠﺘﺰﻡ ﺑـ”ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ” ﻭ”ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ” ﺭﺍﺑﻄﺔً ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ. ﻭﻏﺎﻳﺘُﻬﺎ ﻫﻲ “ﻟﻬﻮ ﻋﺎﺑﺚ” ﻟﺈﺷﺒﺎﻉ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﺄﻫﻮﺍﺀ ﻭﻣﻴﻮﻝ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺰﻳﻴﺪ ﺟﻤﻮﺡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻬﻮﻯ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺷﺄﻥ “ﺍﻟﻘﻮﺓ” ﻫﻮ “ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ”. ﻭﺷﺄﻥ “ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ” ﻫﻮ “ﺍﻟﺘﺰﺍﺣﻢ”. ﺇﺫ ﻫﻲ ﻟﺎ ﺗﻔﻲ ﺑﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺗﻠﺒﻴﺔ ﺭﻏﺒﺎﺗِﻬﻢ. ﻭﺷﺄﻥ “ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ” ﻫﻮ “ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ” ﻭﺷﺄﻥ “ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ” ﻫﻮ “ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ” ﺣﻴﺚ ﺗﻜﺒﺮ ﺑﺎﺑﺘﻠﺎﻉ ﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﻭﺍﻟﺄﺳﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠَﺘﻬﺎ ﻋﺎﺟﺰﺓً -ﻣﻊ ﻣﺤﺎﺳﻨﻬﺎ- ﻋﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﺢَ ﺳﻮﻯ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺳﻌﺎﺩﺓً ﻇﺎﻫﺮﻳﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻟﻘَﺖ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﻘﺎﺀ ﻭﺗﻌﺎﺳﺔ ﻭﻗﻠﻖ.
ﺃﻣﺎ ﺣﻜﻤﺔُ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻬﻲ ﺗﻘﺒﻞ “ﺍﻟﺤﻖ” ﻧﻘﻄﺔَ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺎﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺪﻟﺎ ﻣﻦ “ﺍﻟﻘﻮﺓ”.. ﻭﺗﺠﻌﻞ “ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠّٰﻪ” ﻭ”ﻧﻴﻞ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ” ﻫﻮ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ، ﺑﺪﻟﺎ ﻣﻦ “ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ”.. ﻭﺗﺘﺨﺬ ﺩﺳﺘﻮﺭَ “ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ” ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺑﺪﻟﺎ ﻣﻦ ﺩﺳﺘﻮﺭ “ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ”.. ﻭﺗﻠﺘﺰﻡ ﺭﺍﺑﻄﺔ “ﺍﻟﺪﻳﻦ” ﻭﺍﻟﺼﻨﻒ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﻟﺮﺑﻂ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ، ﺑﺪﻟﺎ ﻣﻦ “ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ” ﻭ”ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ”.. ﻭﺗﺠﻌﻞ ﻏﺎﻳﺎﺗﻬﺎ
“ﺍﻟﺤﺪّ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺄﻣﺎﺭﺓ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﺄﻣﻮﺭ ﻭﺗﻄﻤﻴﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﺴَﻮﻕ ﺍﻟﺈﻧﺴﺎﻥ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤُﺜﻞ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﺠﻌﻞ ﺍﻟﺈﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﺣﻘﺎ”.
ﺇﻥّ ﺷﺄﻥَ “ﺍﻟﺤﻖ” ﻫﻮ “ﺍﻟﺎﺗﻔﺎﻕ”.. ﻭﺷﺄﻥ “ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ” ﻫﻮ “ﺍﻟﺘﺴﺎﻧﺪ”.. ﻭﺷﺄﻥ “ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ” ﻫﻮ “ﺇﻏﺎﺛﺔ ﻛﻞّ ﻟﻠﺂﺧﺮ”.. ﻭﺷﺄﻥ “ﺍﻟﺪﻳﻦ” ﻫﻮ “ﺍﻟﺄﺧﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﺗﻒ”.. ﻭﺷﺄﻥ “ﺇﻟﺠﺎﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻛﺒﺢ ﺟﻤﺎﺣﻬﺎ ﻭﺇﻃﻠﺎﻕ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺣﺜّﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ” ﻫﻮ “ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ”.
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻏُﻠﺒﺖ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔُ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ ﺃﻣﺎﻡَ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺳﻦَ ﻣﻦ ﺍﻟﺄﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻭﻟﺎﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ.
الكلمات – 468