نيويورك تايمز: منع سعوديين من دخول أمريكا محاولة لإخماد ثورة الكونغرس ضد الرياض

قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قام يوم الإثنين بالإعلان عن منع سعوديين منهم مساعد لولي العهد محمد بن سلمان، من دخول الولايات المتحدة وسط انتقادات لإدارة دونالد ترامب المتهمة بمحاولة تجاوز قضية جمال خاشقجي، الصحافي السعودي الذي قتل العام الماضي بطريقة بشعة.

وضمت القائمة سعود القحطاني، مستشار ولي العهد الذي عمل كمسؤول للإعلام في الديوان الملكي وقام بالإشراف على عملية قتل الصحافي.

وكانت واحدة من عدة عمليات اختطاف وترويع للمعارضين السعوديين قام بها ما قالت المخابرات الأمريكية إنه “فريق التدخل”، والذي أنشأه القحطاني لإسكات المعارضين أو التخلص منهم أثناء صعود محمد بن سلمان السريع إلى السلطة.

وقالت الصحيفة إن ولي العهد نفسه غائب عن القائمة التي أعلن عنها بومبيو، رغم ما توصلت إليه وكالة الإستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) أن الذي أعطى الأوامر للعملية جاءت منه بالإضافة للعمليات الأخرى التي نفذها فريق التدخل.

وقبل عام من اغتيال خاشقجي اعترضت المخابرات الأمريكية اتصالا للأمير قال فيه إن الصحافي خاشقجي الذي كان مقيما في أمريكا ويعمل في صحيفة “واشنطن بوست”، إن لم يعد طوعا إلى السعودية فيجب أن يعود “برصاصة”.

“التقييم الأمني الأمريكي يعطي بومبيو حرية وضع اسم ولي العهد على القائمة. ولو فعل لكان خطوة غير عادية تتخذ ضد زعيم دولة حليفة للولايات المتحدة.”

وتقول الصحيفة إن التقييم الأمني الأمريكي يعطي بومبيو حرية وضع اسم ولي العهد على القائمة. ولو فعل لكان خطوة غير عادية تتخذ ضد زعيم دولة حليفة للولايات المتحدة. مع أن بومبيو بدا مذعنا بشأن التحقيق وقال في عدد من المرات إنه يريد منح السعوديين الوقت لإكمال التحقيق.

إلا أن التحرك لتسمية سعوديين ومنعهم وأبناء عائلاتهم من دخول الولايات المتحدة، تبدو محاولة من البيت الأبيض لإخماد الثورة في الكونغرس التي أبداها الحزبان ضد السعودية. ولا يعرف إن كانت العقوبة غير الخطيرة كافية لإسكات الكونغرس.

وسيواجه ترامب وبومبيو اتهامات بأنهما يحاولان تجاهل نتيجة (سي آي إيه) في محاولة منهما لتجاوز قضية القتل. ووصف ترامب تقرير المخابرات الأمريكية بأنه “مجرد شعور” ولا يتوفر أي دليل قاطع عن تورط محمد بن سلمان. وليس من الواضح إن كانت محاولة وضع القضية تحت البساط كافية لإقناع الكونغرس الذي تحرك نحو منع الولايات المتحدة تقديم الدعم العسكري للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، فيما تتفاوض الولايات المتحدة منذ عامين مع الرياض لتزويدها بمفاعلات نووية للأغراض السلمية.

وتحتاج الإدارة للحصول على موافقة من الكونغرس وتثير مخاوف من إمكانية استخدام السعودية المفاعلات النووية لإنتاج القنبلة النووية. وكان محمد بن سلمان واضحا أنه في حالة حصول إيران على السلاح النووي فستتبعها السعودية حالا. وتعتبر واشنطن السعودية شريكا لها في محاربة إيران، ومن هنا جاء توقيت الإعلان للتقليل من الأخبار المحرجة عن ولي العهد. وجاءت القائمة التي نشرت ليلة الإثنين في وقت واجهت فيه إدارة ترامب مشاكل في وزارة الأمن القومي التي استقالت وزيرتها وقرار ترامب وبومبيو تصنيف الحرس الثوري الإيراني كيانا إرهابيا. وظهر بومبيو في مؤتمر صحافي في الوزارة عندما أعلن عن قرار الحرس الثوري ولكنه لم يلمح إلى الإعلان عن القائمة السعودية. وقال دبلوماسي على معرفة بالشؤون السعودية إن قرار التحرك اتخذ وقتا طويلا. وتقول الصحيفة إن السعوديين لم يتحدثوا عن مكان وجود القحطاني الذي كان ينفذ أوامر ولي العهد وواحد من مهندسي عملية توطيد سلطة الأمير، ولا توجد أية أدلة عن التحقيق معه ومحاكمته، وهناك تقارير قالت إنه لا يزال يعمل مع ولي العهد.

وتضم القائمة عددا من أعضاء الفريق الذي أرسل إلى قنصلية السعودية في إسطنبول من أجل إجبار خاشقجي على العودة إلى الرياض، وتضم قائد الفريق ماهر المطرب، ضابط المخابرات الذي كان يعرف خاشقجي أثناء عملهما في سفارة السعودية بلندن، وعادة ما رافق ولي العهد في جولاته الخارجية، وورد اسم ثائر غالب الحربي، أحد عناصر الحرس الملكي، المفضل عند ولي العهد لدوره في مواجهة هجوم على قصور الأمير، ويواجه مع المطرب محاكمة في جريمة قتل خاشقجي، وكذا صلاح الطبيقي الذي قالت صحيفة “واشنطن بوست” إنه مسؤول دائرة الطب الشرعي في وزارة الداخلية والذي حقن خاشقجي بمخدر قوي أثناء المواجهة في داخل القنصلية، ومات على إثرها، بسبب المخدر أو الربو الذي كان يعاني منه الصحافي أو الإختناق، وتم تقطيع جثته ولم يكشف أبدا عن مكانها، وجاءت معظم الأدلة من تركيا التي كانت تراقب القنصلية وزرعت أجهزة تنصت فيها مما أدى لتسجيل عملية القتل.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".