من دروس الإسراء والمعراج تدفق الأمل

جاءت منحة الإسراء والمعراج بعد أن لاقت الدعوة أصعب مراحلها وأقسى أيامها..
ووصلت عداوة المناوئين لها الذروة في إلحاق الأذى بالنبي ﷺ وأصحابه، حتى إذا تجاوز الأمر قوة الاحتمال البشري؛ تدخَّل المدد الإلهي..
الرسالة الربانية هنا: إن بعد الليل فجرا..
وأشد أوقات الليل حلكة ما كان قبيل مطلع الفجر..
وحين تضيق بك المسالك فأبشر بانقشاع ليلٍ حالك..
وحين تغلق في وجهك الأبواب فاذكر أن أوسع الأبواب مفتوحٌ على الدوام..

أغلقت الأرض أبوابها في وجه دعوة الله، فكان الإسراء والمعراج فَتْحًا لأبواب السماء للترحيب برسوله وصفيه.
في ظل هذه الظروف القاسية تهب نسائم الفرج، ولا تتوقف الرسائل الربانية و البشائر الإلاهية عن سكب أنوار الأمل مع إشراقة كل شمس لتبدِّد أوهام اليائسين وتنقذ الحزانى والقانطين.

و كذلك الإسلام، فهو ينهي شقاء البشر. الإسلام ليس دين الحزن والشقاء ، ولا دين التعاسة والويلات والدموع. وكيف يكون كذلك وقد أنزل الله عز وجل على نبيه عليه الصلاة والسلام من أول ما نزل : ( طه . مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى . إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ) طه/1-3 .
فهل ترى دينا يعد السرور الذي تدخله على مسلم أحب الأعمال إلى الله ، يستحق أن يوصف بعد ذلك بأنه دين نكد العيش ودوام الأحزان !!
أليست هذه جناية على التصور الإسلامي لفلسفة الحياة !!
ومن يتجرأ على وسم الإسلام بهذا الوسم فليأتنا بآية واحدة ، أو حديث نبوي شريف واحد على الأقل ، يحث الناس على الحزن والقنوط ، ويحذر الناس من أسباب الفرح والسرور ، ويدفع النفوس المسلمة في أحوالها الجمعية والإفرادية إلى ثقافة الانعزال والانطواء على الذات في انتظار مصير الموت المحتوم.

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،