واشنطن بوست: نيوزيلندا تعلم أمريكا كيفية التعامل مع جرائم القتل الجماعي

تحدثت صحيفة “واشنطن بوست” عن الرد النيوزيلندي على مجازر الجمعة التي نفذها متطرف أسترالي ضد مسلمين كانوا يصلون الجمعة في مدينة كرايستشيرتش وقالت إن هذا البلد الصغيرة علم أمريكا كيفية الرد على عمليات القتل الجماعي.
وجاء في افتتاحية الصحيفة “بعد أيام من تنفيذ مسلح هجوما مرعبا على مسجدين في كرايستشرتش، نيوزيلندا وقتل 50 شخصا، أعلنت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن عن فتح تحقيق لتحديد إن كانت وكالات الحكومة قادرة على منع المأساة” وقالت إن هدف التحقيق هو “النظر لكل ما كانت تعرفه المؤسسات أو كان عليها أو يجب عليها معرفته، عن الشخص أو الأشخاص بما في ذلك سهولة حصوله على الأسلحة”.

عمليات القتل الجماعي تعد أمرا نادرا في نيوزيلندا وكذا عمليات الانتحار بالسلاح. ولكن السهولة التي استطاع فيها مسلح كرايستشيرتش الحصول على السلاح، بما في ذلك السلاح الآلي كانت كافية لإقناع أرديرن بالحاجة للنظر وتشديد عمليات بيع السلاح.
وتعلق الصحيفة: كيف حدث هذا؟ وماذا وجب فعله بطريقة مختلفة؟ فالأسئلة بسيطة وواضحة. ومع ذلك هناك فرق مثير للدهشة ما الرد النيوزيلندي على عمليات القتل الجماعي ورد أمريكا و “بدلا من طرح أسئلة أو اللجوء لاتخاذ أفعال كما فعل الساسة في نيوزيلندا فعلينا القبول بقتل أعداد كبيرة كل عام على يد مسلحين مجانين والتعامل معه كأنه قدر محتوم”. وقال الرئيس باراك أوباما متحسرا في خطاب له بعد مقتل تسعة أشخاص في كلية مجتمع في أوريغان عام 2015 “روتين”. وكان هذا خطابه الـ 15 بعد عمليات قتل جماعي. وتضيف الصحيفة أن عمليات القتل الجماعي تعد أمرا نادرا في نيوزيلندا وكذا عمليات الانتحار بالسلاح. ولكن السهولة التي استطاع فيها مسلح كرايستشيرتش الحصول على السلاح، بما في ذلك السلاح الآلي كانت كافية لإقناع أرديرن بالحاجة للنظر وتشديد عمليات بيع السلاح. وأعلنت عن نيتها تشديد قوانين السلاح بعد ساعات من الهجوم المروع يوم الجمعة. وفي يوم الخميس، بعد ستة أيام قالت إنها منعت بيع السلاح شبه الأتوماتيكي والبنادق القتالية ومخازن الرصاص القوية.

وقالت إن القانون يتم العمل على صياغته ويؤمل تطبيقه في 11 نيسان (إبريل). وقالت “حان وقت العمل الآن”. ويجب أن يوافق البرلمان على القانون وسيجد معارضة إلا ان لوبي السلاح في نيوزيلندا أقل قوة من لوبي السلاح الأمريكي حيث تمسك “جمعية البنادق الوطنية” بخناق المشرعين ومنعت أي إصلاح حقيقي للقوانين حتى بعد مقتل الأطفال في المدارس. وعبرت الصحيفة عن إعجابها بالمسؤولين النيوزيلنديين الذين قالت إن موقفهم ملهم بعدما دعموا قوانين حمل السلاح. وقال نائب رئيسة الوزراء وينستون بيترز الذي عارض حزبه “حزب نيوزيلندا أولا” أي إصلاحات لقوانين السلاح: “الواقع هو أن عالمنا بعد الساعة الواحدة مساء في يوم 15 آذار (مارس) قد تغير ويجب ان تتغير قوانيننا”. وتقارن الصحيفة هذا الحال بما يجري في واشنطن التي يواجه فيها قانون أقره مجلس النواب حول عملية التدقيق على شراء السلاح عقبات من مجلس الشيوخ وفيتو من البيت الأبيض. ورغم أنه يحظى بدعم معظم الأمريكيين. “ومرة أخرى يبدو النظام الأمريكي عاجزا مقارنة مع الديمقراطيات الأخرى”.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *