كيف النجاة من هذه الابتلاءات؟

إن علاج المريض ليس بقتله، وليس ببتر أعضائه قبل محاولة تطبيبها..

إن ربكم الله جل في علاه قد خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ليُعلم أن أمره ليس على عَجَل . فاصبروا!

فلا يتم لأحد أمرٌ في دينه ولا في دنياه بدون الصبر، تريدون حلا سريعا؟! ستفعلون الحل الذي يمليه عليكم الشيطان “وأعوانه”! وتحسبون أنكم على شيء!

ثم لا يلبث شعوركم أن يتلاشى وأنتم ترون أهلكم وأحبابكم يتجرعون آلام تهوركم وعنادكم!
تريدون حل “الملك الخبير الحكيم” من فوق عرشه سبحانه !؟

فتأملوا! عاش نبيكم عليه الصلاة والسلام في كنف المشركين 13 سنة. وهو يُضرب ويُشتم (بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، سيد الأولين والآخرين) وأصحابه يُقتّلون أمام عينيه والأصنام تُعبد في بيت الله. اما المدينة فتعج بالظلم والقهر من الأقوياء على الضعفاء، والزنى، وشرب الخمر، والربا، والفقر………

وكان أسهل شيء عليه – وهو أشجع رجل خلقه الله على وجه الأرض – صلى الله عليه وسلم، أن يُرسل بضع أسودٍ من أصحابه إلى بيت أبي جهل ليلا، فيقلتوه! أو إلى بيت أبي لهب.. فيقتلوه ! أو يثوروا عليهم.. بدلا من أن يأكلوا ورق الشجر في سنين المقاطعة الثلاثة في شِعبِ أبي طالب.

ولكن الله العظيم سبحانه خلق الدنيا بقوانين، وهو يعلمنا إياها بسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم.
أن الثورة بهذه الطريقة، بلا قوة، ولا تنظيم، ولا راية واضحة، ولا ولي أمر. ستكون نتيجتها شيء واحد… فوضى.
وهذه الفوضى سيختلط فيها الحق والباطل (فلا يُعرف صوت أهل الحق من أهل الباطل). وستنتهك فيها الأعراض ويقتل النساء والأطفال وتذهب قوة هذه الثلة من المؤمنين.. على لا شيء.

أما الجهاد.. فقصته مختلفة تماما، فهو دولة مسلمة تحارب كفارا معتدين، أو كفارا يرفضون الانصياع لأمر الله والدولة المسلمة لديها قوة، وولي أمر وتعمل تحت راية واحدة.. لهدف معلوم واضح ” وهو أن تكون كلمة الله هي العليا “.

لا يريدون متاعا ولا دنيا ولا سلطة ولا نشوةً للنصر، بل إن أحدهم يُعطى من الدنيا ما أحل الله له.. فيرفضها.. ويقول : ما على هذا اتبعت رسول الله !وإن أحدهم يُؤتى بغنائم تغنيه وبنيه مئات السنين ! فيخرجها كاملة في سبيل الله. وإن أحدهم تُعرض عليه الإمارة.. فيأبى ! خوفا على دينه وقلبه. هؤلاء هم الذين يجاهدون “في سبيل الله”. هؤلاء الذين وعدهم الله بالنصر والأمن والتمكين و ليست المسألة دعاوى. أطلق لحيتك، وقصر ثوبك، وتكلم في الدين (بلا علم!) >> فتكون المؤمن التقي المؤيد من عند الله. لا والله إن الذين يظنون أنهم يخادعون الله، فإنه خادعهم. وهو يريهم في كل يوم، بل وفي كل لحظة… كيف أن النتائج تأتيهم على ما قام في قلوبهم. لا على ما يدعونه في جوارحهم.

ارجعوا إلى دينكم يا مسلمين واصبروا. فقد أفنى النبي عليه الصلاة والسلام سنين الصبر ال13 في مكة في إصلاح قلوب أصحابه، وفي ملئها بالعلم عن ربهم، والعلم عن حقيقة نفوسهم، والعلم عن تفاصيل الحياة الآخرة حتى تطهرت قلوبهم، فصاروا مؤمنين، أتقياء، أخفياء، متواضعين، توابين، لوامين لأنفسهم، مجاهدين لهواهم ونزعاتهم، محسنين إلى أهليهم ومن حولهم…..

فجاءتهم الشرائع بعد ذلك.. فقالوا بمنتهى البساطة {سمعنا وأطعنا} هذا هو الدين الذي لن تصلح الدنيا والآخرة إلا به. الدين الذي أتمه الله تعالى بموت نبيه عليه الصلاة والسلام وتركه لنا واضحا جليا لا يحتاج إلا إلى ” قلوب صادقة.. تريد الآخرة وليس الدنيا ” ” وبذل جهد في تعلمه وفهمه والعمل به ”

النصر لا يأتي بقوتكم… يا من تفترسون النصر افتراسا. النصر فعل الله. { وما النصر إلا من عند الله } يأتي به لمن حقق التقوى من عباده حقا ومن أصلح قلبه، واستسلم لدينه بتواضعٍ ويقين

اللهم ردنا إليك ردا جميلا

اللهم اهدنا لدينك الحق

وأصلح به قلوبنا

املأنا بالإيمان والتقوى

وسددنا ويسر لنا الهدى

واعف عنا

وارض عنا

وأخرجنا من هذه الدنيا فائزين.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *