في عهد السيسي.. دار الإفتاء تدعو لطاعة الحاكم ونصرته والدعاء له

تحت عنوان “لو أن لي دعوة مستجابة”، نشر الحساب الرسمي لدار الإفتاء المصرية على موقع تويتر فيديو يدعو فيه لطاعة الحاكم ونصرته والدعاء له وعدم مخالفته، ليثير ردودا غاضبة وساخرة، كما أثار علامات استفهام ومقارنات حول دور المؤسسات الدينية في مصر في عهدي الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس المعزول محمد مرسي.

وجاء في الفيديو الذي أنتج بطريقة الرسوم المتحركة، أن “الشريعة الإسلامية ترى أن عمل الحاكم وولي الأمر في سياسة أمور البلاد والعباد من أعظم الأعمال التي يصلون بها إلى رضى الله تعالى، وأن مساندة الحاكم وولي الأمر في القيام بمهام عمله واجب شرعي وضرورة إنسانية، بها يتحقق استقرار الاجتماع الإنساني وبواسطتها تنضبط أمور الحياة وتحفظ العقائد وتقام شعائر الدين”.

واقتبس الفيديو عن الفضيل بن عياض قوله “لو أن لي دعوة مستجابة ما سيرتها إلا في الإمام.. فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد”، كما أورد آيات قرآنية وأحاديث نبوية تدعو لطاعة ولي الأمر.

وختم فيديو دار الإفتاء المصرية بأن “مساندة ولي الأمر والنصح له والصبر والمثابرة معه والدعاء له بالتوفيق والبعد عن مخالفته، من سمات المؤمنين الصالحين، وعلى ذلك يجمع العلماء، فنجاح الحاكم في عمله نصرة لدينه وقوة لوطنه ودعم لأبنائه في مستقبل مميز”.

وأثار الفيديو ردودا متباينة، لكن غلب على مجملها السخرية والتهكم من دور المؤسسات الدينية في الترويج للحاكم والدعوة لعدم مخالفته، في وقت تساءل فيه آخرون عن سبب ومناسبة وتوقيت مثل هذا الترويج لحاكم تتهمه منظمات دولية وحقوقية بانتهاكات لحقوق الإنسان.

وعلق أحد المغردين على الفيديو متسائلا “ماذا عن كلمة الحق في وجه سلطان جائر؟”، وتساءل آخر “كان مرسي أيضا حاكما فلماذا تم الانقلاب عليه؟”، وقالت أخرى “إن دار الإفتاء المصرية تحث البسطاء على مناصرة السيسي عبر خطاب ديني تضليلي استثمرت فيه الآيات والأحاديث في غير موضعها”.

واعتبر مغرد أن “دار الإفتاء المصرية لا تختلف كثيرا عن دور الإفتاء الأخرى التي يسخرها الطغاة لنفعهم وخدمتهم وخدمة مشروعهم، وكلها بلا استثناء غير مستقلة في اتخاذ أي قرار”.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها دار الإفتاء المصرية جدلا بمنشور أو تصريحات ذات بعد سياسي، فقد نشرت في فبراير/شباط الماضي فيديو رسوم متحركة تناول ظاهرة الإرهاب، وظهر فيه رجل ملتح يرتدي جلبابا أبيض، ويلف حول خصره حزاما ناسفا، وعلقت قائلة إن “التستر على الإرهابيين مشاركة في جرائم الإرهاب”، وهو ما اعتبره كثيرون إساءة للحية وتشويها لصورة المسلمين المتدينين.

كما نشرت أيضا فيديو آخر بعنوان “الواجب علينا تجاه جماعات الإرهاب”، اعتبره البعض تحريضا مباشرا على قتل من وصفتهم بجماعات الخوارج وتيارات الضلال.

شاهد أيضاً

أم على قلوب أقفالها؟

القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهو أفضل وأعظم ما تعبد به وبذلت فيه الأوقات والأعمار، إنه كتاب هداية وسعادة وحياة وشفاء وبركة ونور وبرهان وفرقان،