نيويورك تايمز: ابن زايد يخشى زيارة أمريكا ويعتبر إسرائيل حليفا مهما ضد إيران والإخوان المسلمين

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعده ديفيد كيرباتريك تحت عنوان “أقوى حاكم عربي ليس (م ب س) بل (م ب ز)” مستخدما المختصر الذي يشار فيه بالإعلام الغربي لكل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

مسؤولة سابقة في الخارجية الأمريكية: واشنطن خلقت فرنكشتاين صغير من خلال تزويد الإمارات بأجهزة رقابة وتكنولوجيا متقدمة وقوات “كوماندوز” وأسلحة

وقال فيه إن بن زايد لديه أجندة داعية للحرب، ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتبعها، حيث انه حين كان في سن الـ 29 عاما، جاء إلى واشنطن لشراء الأسلحة بغرض حماية بلده من صواريخ هيلفاير وأباتشي ومقاتلات أف-16، كان في حينها قائدا لسلاح الجو الإماراتي، وذلك عام 1991 وبعد أشهر من اجتياح العراق للكويت.

وخشي الكونغرس من قائمة الأسلحة التي يريد شراءها، وإمكانية أن تزعزع استقرار المنطقة. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد حددته كشريك واعد، باعتباره الإبن المفضل لمؤسس دولة الإمارات. وتدرب في بريطانيا كطيار هيلوكوبتر وأقنع والده أن يحول 4 مليارات دولار إلى الخزينة الأمريكية لدعم حرب الخليج عام 1991. إلا أن ريتشارد كلارك، المساعد لوزير الدفاع في حينه طمأن المشرعين أن الأمير الشاب لن يصبح أبدا “عدوانيا”. وقال كلارك “لن تصبح الإمارات العربية المتحدة ولن تكون أبدا تهديدا للإستقرار والسلام في المنطقة”، مضيفا أن سيناريو كهذا من الصعب تخيله وأن “الإمارات هي قوة للسلام”.

ويعلق كيرباتريك “بعد ثلاثين عاما، أصبح الامير محمد 58 عاما وليا لعهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات ويمكن القول أنه أقوى حاكم في العالم العربي. وهو من أكثر الأصوات المؤثرة على السياسة الخارجية في واشنطن داعيا الولايات المتحدة لتبني نهج حربي للمنطقة”.

ويقول كيرباتريك إن الأمير محمد قد لا يكون معروفا للرأي العام الأمريكي، فبلده الصغير فيه سكان أقل من رود أيلاند ولكنه أثرى رجل في العالم ويسيطر على صندوق فيه 1.3 تريليون دولارا أكثر من أي بلد آخر. وبات تأثيره في واشنطن خرافيا ويعد جيشه من أقوى الجيوش في العالم العربي من خلال عمله مع الولايات المتحدة للقيام بعمليات رقابة تقنية وحربية بعيدا عن حدوده.

ويرى الكاتب أن بن زايد ظل حليفا رئيسيا للولايات المتحدة ويتبع ما تمليه عليه واشنطن ولكنه اليوم وحيدا، فقواته الخاصة في اليمن وليبيا والصومال وفي شمال سيناء المصرية، ويعمل لإجهاض التحولات الديمقراطية في الشرق الأوسط ويساعد على تنصيب حاكم ديكتاتوري يثق به في مصر ويدعم وصول تابع له في السعودية، كما انه ناقض في بعض الأحيان السياسة الأمريكية وزعزع استقرار الجيران واتهمته منظمات حقوق الإنسان بسجن المعارضين وخلق أزمة إنسانية باليمن ودعم أمير سعودي قتل رجله المعارض والكاتب جمال خاشقجي.

تأثير على ترامب

وأصبح تأثيره قويا في عهد ترامب الذي تبنى في غالب الأحيان آراءه بشأن قطر وليبيا والسعودية، مفضلا إياها على مواقف إدارته، ويقول الدبلوماسيون الذي عرفوا (م ب ز) عن قرب أنه مهووس بأمرين هما إيران والإخوان المسلمين، وتحرك ترامب ضدهما واتخذ في الأسبوع الماضي قرارا متجاوزا الكونغرس ببيع السلاح للسعودية والأردن، وبحسب نائب مستشار الأمن القومي في عهد باراك أوباما، بن رودس ” لدى (م ب ز) طريقة مبهرة في نقل مصالحه للأمريكيين وإظهارها على أنها نصيحة امنية تخص المنطقة”، كما انه عمل جاهدا لاختراق الطبقة المحيطة بترامب قبل انتخابه واستطاع تأمين لقاء سري مع جارد كوشنر أثناء الفترة الانتقالية وحاول التوسط في محادثات بين الأمريكيين والروس،الأمر الذي ورطه لاحقا في التحقيق الخاص بالتأثير الروسي على انتخابات عام 2016.

وينقل الكاتب عن شخصين مقربين من بن زايد انه لم يزر منذ عامين واشنطن التي كان يتردد عليها دائما، لخوفه من الإتهام أو التحقيق، كما ان سفارة الإمارات في واشنطن لم تعلق على ما ورد في المقال فيما قال الكثيرون من المدافعين عنه في واشنطن إنه من الحكمة قيامه بالتأثير على السياسة الخارجية الأمريكية كما تحاول حكومات أخرى عمل هذا، وذلك للتعويض عن التراجع الأمريكي من المنطقة. ويقول ناقدوه ان الأمير المجهول الذي تبنته الولايات المتحدة كحليف خانع يقوم الآن بإثارة اللهيب في منطقة متقلبة.

وتقول تامارا كوفمان ويتس، المسؤولة السابقة في الخارجية الأمريكية أن الولايات قامت “بخلق فرنكشتاين صغير ” من خلال تزويد الإمارات العربية المتحدة بأجهزة رقابة وتكنولوجيا متقدمة وقوات “كوماندو” وأسلحة.

صورة للأمير

ويقدم كيرباتريك صورة عن أمير تخرج من كلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا في سن الـ 18، لا يتأخر عن مقابلة زواره ويحرص على نظام صحي ولياقة. ووصفه المسؤولون الأمريكية بالدقيق والمتواضع. وفي أحاديثه يخبر زواره الأمريكيين كم يحب بلدهم وأنه أخذ حفيده إلى ديزني لاند. ويقابل المسؤولين الصغار ويستقبل البارزين في المطار ثم يركب مروحيته لكي يريهم بلده وناطحات السحاب فيها.

وتقول مارسيل وهبة، السفيرة السابقة في أبو ظبي “كان هناك عامل مثير في (م ب ز)”. ويشرف في العاصمة على دفعة محمومة للبناء تهدف لتحويل العاصمة لوول ستريت وبناء حرم لجامعة نيويورك ومتحف اللوفر. ويؤكد في لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين على ليبرالية بلده أكثر من جيرانه، مشيرا إلى أن ثلث المناصب الوزارية هي للنساء. وعلى خلاف السعودية، هناك كنائس للمسيحيين ومعابد للهندوس والسيخ. وللتأكيد على هذا خلق العام الماضي وزارة للتسامح واعتبر عام 2019 هو عام التسامح واستقبل بابا روما. ولكن عداءه لجماعة الإخوان المسلمين التي أنشئت قبل 90 عاما “شخصي”. فقد قام والده الشيخ زايد، بتكليف عز الدين إبراهيم، أحد أعضاء الإخوان لكي يكون استاذه الخاص، إلا أن محاولاته لتجنيده ارتدت سلبا. وأخبر الأمير دبلوماسيا أمريكيا في وثيقة سربها موقع ويكيليكس: “أنا عربي ومسلم وأصلي وفي بداية السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كنت واحدا منهم”، مضيفا “أعتقد أن هؤلاء لديهم أجندة”. ولديه خوف من الإسلام السياسي، ولهذ يقول إن العالم العربي ليس جاهزا للديمقراطية لأن الإنتخابات يفوز بها الإسلاميون.

وقال في لقاء مع مسؤول أمريكي عام 2007 “ترى نفس النتائج في كل العالم العربي” و”الشرق الأوسط ليس كاليفورنيا”. وبدأت بلاده تسمح للأمريكيين العمل من قواعدها العسكرية منذ عام 1991 ونشرت القوات الإماراتية في كوسوفو والصومال وأفغانستان وليبيا وضد تنظيم الدولة. واستعان بالقادة الأمريكيين لتدريب جيشه والجواسيس السابقين لإنشاء مخابراته، واشترى أسلحة قبل عام 2010 أكثر من بقية دولة مجلس التعاون الخليجي. ويصف بعض المسؤولين الأمريكيين الإمارات بـ “أسبرطة الصغيرة”.

وطور بناء على نصيحة القادة العسكريين الأمريكيين مثل وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس صناعة عسكرية محلية تنتج عربات مصفحة مثل “الوحش” والتي يقدمها لعملائه في مصر وليبيا.

وتخطط الإمارات لإنتاج قاذفة تحلق على بعد منخفض لأغراض مكافحة التمرد. وعادة ما يخبر الأمير محمد المسؤولين الأمريكيين أنه يتعامل مع إسرائيل كحليف ضد إيران والإخوان. ووثقت به إسرائيل بدرجة كافية وباعته أف-16 المحدثة ونظام تجسسي على الهواتف النقالة. لكل هذا أصبح الأمير حليفا مهما للولايات المتحدة، مطيعا وتستطيع الإعتماد عليه في المهام الخطيرة . ويقول السفير الأمريكي السابق في أبو ظبي، ريتشارد أولسون “كان من المعروف أنك لو اردت شيئا في الشرق الأوسط” فـ “سيقوم به الإماراتيون”.

الأمير أصبح مارقا

ويقول كيرباتريك إن العلاقة بين الأمير وباراك أوباما بعد انتخاب الأخير عام 2009 كانت ودية حيث كان الرئيس الأمريكي يتصل به أكثر من أي زعيم في المنطقة. ثم جاء الربيع العربي عام 2011، وبدا أوباما داعما لطموحات الديمقراطية لكنه تردد في سوريا، ثم كشف عن المحادثات السرية بين إدارة أوباما وإيران.

ويقول ستيفن هادلي، مستشار الأمن القومي لجورج دبليو بوش إن الإماراتيين: “شعروا بالتجاهل والخيانة من إدارة أوباما، واعتقد أن الأمير محمد تعامل معها كخيانة شخصية”.

وينقل عن المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله قوله إن الأمير محمد بعد الربيع العربي رأى أن الإمارات هي الدولة الوحيدة الواقفة على قدميها من 22 دولة “اقتصاد فاعل وجيش مستقر وأيديولوجية معتدلة” و “الإمارات هي جزء من منطقة خطيرة تزداد خطرا كل يوم- فوضى كاملة وحروب ومتطرفين” ومن هنا “فالدافع كان لو لم نلاحق الأشرار فسيأتون إلينا”. وقام الأمير باستئجار إريك برينس، مؤسس شركة بلاكووتر لإنشاء قوة من المرتزقة استعان فيها بعناصر من جنوب أفريقيا وكولومبيا، وسحق أي محاولة للنقد واعتقل 132 شخصا لأنهم نظموا عريضة تطالب بالإصلاحات ولاحق عددا من المتعاطفين مع الإخوان.

وأحيت الإمارات تأثيرها في واشنطن حيث أصبحت أكبر المنفقين على شركات العلاقات العامة، 21 مليون عام 2017 وتبرعت لمراكز الأبحاث وأسهمت بدعم المتضررين من الكوراث الطبيعية.

وحصل معهد الشرق الأوسط الذي يديره كلارك، على 20 مليون دولار في الفترة الأخيرة. وبعد تركه الحكومة أنشأ شركة استشارات وعميلها الرئيسي هي الإمارات. ولدى سفيرها يوسف العتيبة علاقات قوية في البيت الابيض والكابيتال هيل الذي ناقش أن إدارة أوباما تتخلى عن المنطقة للمتطرفين.

وفي الشرق الأوسط دعم الأمير الجيش في مصر للإطاحة بحكومة الإخوان وأرسل قوات إلى الصومال لمواجهة القرصنة والتطرف وأقام قواعد بحرية في خليج عدن. وفي ليبيا تحدى الأمير حظر السلاح المفروض عليها ودعم الجنرال خليفة حفتر، وقام الطيارون الإماراتيون بغارات على طرابلس وأقام قاعدة عسكرية في شرق ليبيا.

وتقول السفيرة وهبة إن الأمير كان يطلب في الماضي “ضوءا أخضر” من واشنطن أما الآن “فلم يعد يطلب إذنا”.

أما في السعودية التي تخاصمت معها الإمارات على الحدود لعقود، فقد عين عدو للأمير في منصب ولي العهد. ولهذا قرر الخوض في الشؤون الداخلية للسعودية التي تعد قوة كبيرة بالمنطقة وخاض حرب علاقات عامة ولوبي في واشنطن نيابة عن أمير غير معروف عمره 29 عاما وهو محمد بن سلمان.

ويقول مستشار أوباما، رودس “كانت رسالة (م ب ز): إن كنتم تثقون بي وتحبونني فستحبون هذا الرجل لأنه من المعدن”.

وفي عام 2015 قام الأميران بغزو اليمن ومن ثم حصار قطر عام 2017 للضغط عليها كي تتخلى عن الإخوان. وعادة ما توصف اليمن وقطر بأنها بقيادة السعودية لكن محمد بن زايد كان أول من حاول تسويقهما لواشنطن حسب رودس وغيره من المسؤولين السابقين.

ويقول الدبلوماسيين الأمريكيين أنه بحلول عام 2015 اقترح الأمير محمد أن بلاده والسعودية يمكنهما دفع الفلسطينيين للموافقة على خطة سلام، ولتحقيق هذا كان على محمد بن زايد الإنتظار حتى وصول الإدارة الجديدة. ويقول مسؤولون سابقون إن الأمير وأوباما ظلا صديقين رغم خلافاتهما. وعندما طلب مقابلة وداعية له، وافق أوباما على غداء مشترك في كانون الأول(ديسمبر)، ولكنه ألغاه بدون تفسير وسافر بدلا من ذلك إلى نيويورك لمقابلة رجال الإدارة الجديدة. ولترتيب اللقاء مع كوشنر وغيره اتصل الأمير بريتشارد غيرسون، مؤسس “فالكون إيدج كابيتال” والذي عمل مع الأمير لسنوات طويلة، وكانت الزيارة سرية إلا أن المخابرات اكتشفت وصوله، ولكن الأمير محمد كان يعمل على وقف سياسات الإدارة السابقة متحدثا مع الإدارة القادمة عن مخاطر إيران والسلام مع الفلسطينيين.

وكتب غيرسون بعد اللقاء: “لقد اعجبوا بك واقتنعوا أنك صديقهم الحقيقي وحليفهم الأقرب”. وكان الأمير يموضع نفسه كوسيط بين الروس والأمريكيين. وقام أحد إخوة الأمير بتقديم غيرسون لرجل أعمال روسي مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين. واتفق كيريل ديميترف مع غيرسون حول خطة مصالحة بين روسيا وأمريكا.

ولا يعرف السبب الذي دفع الأمير محمد لربط روسيا وأمريكا، ولكنه عمل على إبعاد روسيا عن إيران حسب مسؤولين أمريكيين. ولكن المحققين الأمريكيين يحققون في أشخاص عملوا نيابة عنه، منهم إسرائيلي متخصص في إعلام التواصل الإجتماعي والتلاعب به عمل مع الأمير محمد ورجل أعمال أمريكي- لبناني لعب دور الموفد له.

ويحقق آخرون في نشاطات متبرع للجمهوريين عمل وشركته الأمنية مع الأمير. وحقق المحقق الخاص مع رجل الأعمال الإماراتي المقيم في لوس أنجليس، رشيد مالك، المقرب من الأمير وشقيقه مدير المخابرات والمقرب أيضا من صديق ترامب، توم باراك. وهناك تحقيق في إمكانية استخدام الإمارات تقنيات تجسس الكترونية للتجسس على عملاء أمريكيين سابقين ومواطنين أمريكيين. ولم تتضرر علاقة الأمير مع ترامب، رغم كل هذا. فبعد عامين ونصف من لقائه مع كوشنر، حصل محمد بن زايد على كل ما يريد.

النتيجة

ويختم كيرباتريك مقالته بالقول إن الأمير يعقد كل شتاء صالونا يحاول فيه إظهار تأثيره العالمي يدعو إليه الممولين والمسؤولين السابقين إلى أبو ظبي. وتضم القائمة، رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي، وكوندوليزا رايس مستشارة بوش للأمن القومي السابقة لبوش وهادلي واقتصاديين مثل المصري محمد العريان وديفيد روبنشتاين وتوماس كابلان وعالم الكمبيوتر الصيني كاي- فو لي وكذا الروسي ديمتريف.

وفي المحصلة لم يؤد تدخل الأمير في مرحلة ما بعد الربيع العربي لاستقرار المنطقة، فقد عاد مساعد له أرسله لمصر لكي يساعد على إنعاش الإقتصاد المصري محبطا. ولا يزال الجيش المصري يعتمد على دولارات الإمارات وحلفائها في الخليج. ولم يتم إخماد التمرد في سيناء رغم الدعم الإماراتي والغارات الإسرائيلية.

وفشل حصار قطر في تغيير سياساتها أما حفتر فعالق في مأزق دموي. وفي الصومال حول الأمير جهوده إلى بونت لاند وصومالي لاند بعد اتهامات الرشوة. واستبدلت جيبوتي الإماراتيين بعد اتهامهم بالإهمال بالصينيين.

يرى بروس ريدل من معهد بروكينغز “يعتقد أنه ميكافيللي ولكنه يتصرف مثل موسيليني”.

ويرى بروس ريدل من معهد بروكينغز “يعتقد أنه ميكافيللي ولكنه يتصرف مثل موسيليني”.

وفي السعودية أحرجت الإمارات بعد توصل المخابرات الأمريكية لتورط حليفها بمقتل خاشقجي، فيما تحول التدخل العسكري في اليمن إلى مستنقع. ويقول النائب الديمقراطي رو خانا “الإمارات العربية هي لطخة على ضمير العالم. والطريقة التي تحكم فيها الإمارات اليوم تنتهك كل أعراف العالم المتحضر”.

ورغم كل هذا لم يتغير موقف الإدارة من الأمير محمد، فخطة السلام التي دعا إليها هي جوهر ما سيقدمه كوشنر فيما خرج ترامب من الإتفاقية النووية مع إيران ويفكر بتصنيف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية ووقف مع محمد بن سلمان بعد مقتل خاشقجي ودعم حفتر في ليبيا.

في الشهر الماضي قدم ماتيس محاضرة في أبو ظبي تحت رعاية الأمير محمد. وكشف ماتيس عندما انضم للإدارة أنه تلقى سنويا 242.000 دولار وأسهما كعضو في شركة التعهدات الدفاعية “جنرال دايناميكس” وعمل كمستشار بدون مقابل للأمير. وقال في المحاضرة: “هذا عام التسامح، كم هي عدد الدول التي تشهد عاما للتسامح؟” مجيبا “لا أعرف، أنتم نموذج”.

شاهد أيضاً

غزة تنزف….

غزة اليوم هي عضو الأمة الأشدّ نزيفا من بين كثير من الأعضاء التي لا تزال تنزف من جسد المسلمين، ومخايل الخطر تلوح في الأفق على المسجد الأقصى، الذي يخطط المجرمون لهدمه، أو تغيير هويته وتدنيسه، ولا يمنعهم من ذلك إلا الخوف من بقايا الوعي والإيمان في هذه الأمة أن تُسبب لهم ما ليس في الحسبان.