“باب الرحمة” يُعيد فلسطين إلى صدارة شبكات التواصل ووسائل الإعلام

أعادت أزمة “باب الرحمة” التي أشعلت التوتر في القدس المحتلة طوال الأيام الماضية، القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام على شبكات التواصل الاجتماعي وفي العديد من وسائل الإعلام، وانشغل العديد من النشطاء والمغردين العرب بالحديث عن الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى، فيما ربط بعضهم بين هذه الاعتداءات وبين موجة التطبيع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أزالت الأسبوع الماضي السلاسل والأقفال عن باب الرحمة، وهو أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك في البلدة القديمة للقدس المحتلة، وهو ما تصدى له الفلسطينيون بالقوة وأدى إلى حالة من التوتر في المدينة المقدسة.

وقال الشيخ واصف البكري، القائم بأعمال قاضي القضاة في القدس أن شرطة الاحتلال قامت بإزالة السلاسل والأقفال، مشيرا إلى تصدي الفلسطينيين لهذا الاعتداء، إضافة إلى اتصالات مكثفة أجرها ملك الأردن عبد الله الثاني، وهو ما أعاد التهدئة إلى المدينة المحتلة.

وحولت قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة “باب الرحمة” إلى ثكنة عسكرية، بفعل الانتشار الواسع في المنطقة، فيما رد المقدسيون بالاعتصام أمام الباب وأدوا الصلوات في المكان رفضا لإغلاقه بالسلاسل.

وباب الرحمة هو مبنى تاريخي وأحد أبواب الأقصى، وهو مغلق تاريخيا منذ عهد صلاح الدين الأيوبي وله حساسية خاصة.

وسرعان ما انشغلت شبكات التواصل الاجتماعي في مختلف أنحاء العالم العربي بالتوتر في المدينة المقدسة، وسلطوا الضوء على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف الحرم القدسي الشريف، وأطلق نشطاء عدداً من الوسوم التضامنية مع الفلسطينيين ومدينة القدس، من بينها “#الأقصى_في_خطر” و”#باب_الرحمة” و”#المسجد_الأقصى” و”#باب_الرحمة_إلنا”.

وغَرد الناشط الفلسطيني موسى عليان على “تويتر” بتصميم يصور أسوار المدينة العتيقة وعدداً من المرابطين الفلسطينيين وأرفقه بشعار “هبة الرحمة، عهد الأحرار”.

كما نشرت الناشطة فاطمة البكري فيديو لاقتحام مستوطنين إسرائيليين المسجد الأقصى، وقالت في تفاصيله: “صور مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون صلوات تلمودية في منطقة باب الرحمة في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى المبارك”.

وغرد الكاتب والصحافي ياسر الزعاترة على “تويتر”: “الاحتلال يعتدي على المسجد الأقصى، ويقصف غزة، ويداهم يوميا ويعتقل الأحرار، ومستوطنوه يعيثون فسادا في الخليل ونابلس وفي القدس أيضا، بينما تكتفي قيادة السلطة بالإدانة، مع استمرارها في نهج التعاون الأمني الذي طالبت مؤسساتها المهمة بوقفه. إنه التيه الذي تعيشه القضية مع هذه القيادة”.

ونشر الناشط الفلسطيني محمد الداية على “تويتر” فيديو لقمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين، وإغلاق باب الرحمة، وكتب معه قائلاً: “دعوات للمشاركة في النفير العام من أجل المسجد الأقصى المبارك والمشاركة في جمعة الدفاع عن باب الرحمة، في كافة ميادين فلسطين وعلى نقط التماس مع الاحتلال الصهيوني”.

وكتب الصحافي الفلسطيني عز الدين أحمد مغرداً: “قلة في العدد كثير بالفعل والأثر. هؤلاء يدافعون عن شرف أمة بأكملها ويرفضون واقعا يسعى الاحتلال لفرضه مدعوما بتخاذل وتواطؤ عربي. شبان القدس المحتلة أعادوا كسر أقفال باب الرحمة. لا فرق بين قفل يضعه الاحتلال وآخر يضعه مهادن”.

وكتب القيادي في حركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق: “إن استمرار الغطرسة الصهيونية ضد أبناء شعبنا ومقدساته وإجراءاتهم المستمرة في المسجد الأقصى وأخرها إغلاق باب الرحمة والاعتداء على المصلين فيه، لن يثني شعبنا للدفاع عن مقدساته وخاصة قبلة المسلمين الأولى، وندعو أبناء شعبنا والأمة العربية والإسلامية للقيام بدورهم دفاعاً عن مقدساتهم”.

أما الناشط السعودي أحمد بن راشد بن سعيد فغرد منتقدا وسائل الإعلام السعودية وموقفها مما يجري في القدس قائلا: “وسائط سعودية لم تُولِ اعتداءات القوات الصهيونية على المسجد الأقصى، ولا إغلاقها باب الرحمة، اهتماماً يُذكر. بعضها وصف ما يجري بـ”توتر”، وبعضها تجاهل الأحداث تماماً، مثل قناة العربية”.

وغرد الناشط الدكتور عبد الله معروف قائلاً: “الناس خلعوا البوابة بالكامل.. هذا هو الأصل في باب الرحمة.. والدور الآن على البوابات السفلية وفتح مصلى باب الرحمة بشكل كامل حسب بيان مجلس الأوقاف.. هذه إرادة شعبنا في القدس، وهذا الأصل داخل المسجد الأقصى.. هبة باب الرحمة مستمرة وستوقف مشروع الاحتلال بإذن الله تعالى”.

أما الناشط رضوان الأخرس فغرد يقول: “أعداد المرابطين عند باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك تتضاعف، تصديا لهجمة إسرائيلية تهويدية خطيرة تستهدف الأقصى”.

وكانت الفصائل الفلسطينية أصدرت بيانا عنونته بـ”المسجد الأقصى خط أحمر ولن نسمح باستمرار العدوان الصهيوني الممنهج بحق المدينة المقدسة” حيث طالبت فيه بالنفير العام في “هبة باب الرحمة” دفاعاً عن المقدسات، وإفشالاً للمخططات الصهيونية التي تسعى لتهويد المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً.

ودعت الفصائل أهالي قطاع غزة إلى ضرورة الاحتشاد الجماهيري الواسع والمشاركة بزخم وقوة في مسيرات العودة وكسر الحصار في جمعة “الوفاء لشهداء مجزرة الحرم الإبراهيمي” انتفاضاً ونصرة للمسجد الأقصى.

كما حذرت الفصائل في بيانها الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة جرائمه بحق المسجد الأقصى والمرابطين فيه، مشددة على أن فصائل المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الاعتداءات المتلاحقة، وأن “العدو يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الإجراءات الصهيونية الغاشمة وعليه تحمل تبعات ذلك”

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *