المقدسيون يفتحون باب “الرحمة” بعد إغلاق 16 عاما.. ومواجهات في الضفة رفضا للاستيطان

على وقع دعوات “النفير والغضب” التي أطلقتها عدة جهات فلسطينية، لحماية المسجد الأقصى من هجمات الاحتلال الإسرائيلي، الذي شرع منذ عدة أيام بتنفيذ مخطط للاستلاء على “باب الرحمة” أحد بوابات المسجد الأقصى، اندلعت مواجهات شعبية حامية الوطيس، في مناطق التماس والاحتكاك والاستيطان، حين نزل المواطنون بحشود كبيرة، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات، فيما استبقت قوات الاحتلال تلك الفعاليات، ونفذت حملة اعتقالات واسعة في مدينة القدس، طالت نحو 60 مواطنا.

وظل التوتر يخيم على أجواء مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، لليوم الرابع على التولي، على أثر استمرار سلطات الاحتلال في مخططها الرامي للاستيلاء على “باب الرحمة” حيث يوجد هناك مصلى، من أجل تحويله إلى “كنيس يهودي”.

زحفت جماهير حاشدة في مدينة القدس والضفة والأراضي المحتلة عام 48 إلى المسجد الأقصى، تلبية لدعوات الغضب، وتمكن المصلون من الدخول إلى مصلى الرحمة في المسجد الأقصى، المغلق منذ العام 2003.

وزحفت جماهير حاشدة في مدينة القدس والضفة والأراضي المحتلة عام 48 إلى المسجد الأقصى، تلبية لدعوات الغضب، وتمكن المصلون من الدخول إلى مصلى الرحمة في المسجد الأقصى، المغلق منذ العام 2003، وذلك في أعقاب قيامهم بإزالة السلاسل الحديدية عن بواباته، ورفع الأعلام الفلسطينية، وسط هتافات غاضبة رددوها في وجه جنود الاحتلال.

وأدى المصلون صلاة الجمعة داخل المصلى المغلق، فيما امتلأت ساحات المسجد الأقصى بالمصلين، الذين توافدوا منذ ساعات الصباح، رفضا لمخططات الاحتلال، حيث خصص خطباء الجمعة خطبهم للحديث عن مكانة المسجد الأقصى ومدينة القدس.

وجاء ذلك رغم تحويل سلطات الاحتلال مدينة القدس وبلدتها القديمة ومحيطها ومحيط المسجد الأقصى الى ثكنة عسكرية، بعدما نشرت أعداد كبيرة من جنودها وقواتها الخاصة، وأقامت الكثير من الحواجز العسكرية، وفي مسعى منها لمنع تصاعد الفعاليات الشعبية المنددة بالمخططات في مدينة القدس، اعتقلت قوات الاحتلال نحو 60 مواطنا من المدينة المقدسة، من بينهم نشطاء بارزين من حركة فتح، وقالت مصادر من المدينة، أن قوات الاحتلال، سلمت آخرين بلاغات استدعاء، للحضور لمراكز المخابرات.

الاعتقالات تركزت في مناطق سلوان والعيسوية وجبل المكبر والبلدة القديمة ووادي الجوز ومخيم شعفاط ورأس العامود، وذلك بعد أن أطلق في المدينة دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو المواطنين للتوجه الى المسجد الأقصى.

وذكرت المصادر أن الاعتقالات تركزت في مناطق سلوان والعيسوية وجبل المكبر والبلدة القديمة ووادي الجوز ومخيم شعفاط ورأس العامود، وذلك بعد أن أطلق في المدينة دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو المواطنين للتوجه الى المسجد الأقصى، والمشاركة في صلاة الجمعة، رفضا لمخططات الاحتلال في منطقة “باب الرحمة”.

من جهتها قالت حركة فتح، إن القدس والأقصى “خط أحمر، وأن كيان الاحتلال يتحمل مسؤولية أفعاله الإجرامية، وأصافت في بيان لها “أرواحنا تهون رخيصة فداء للأقصى والقدس”.

وأكد نائب رئيس الحركة محمود العالول، اعتزاز فتح بالإنجاز الذي حققته المقاومة الشعبية في القدس، بإجبارها سلطات الاحتلال على الرضوخ لإرادة المقدسيين وفتح باب الرحمة، مؤكدا على أن قرار الحركة ومنظمة التحرير هو “مواصلة معركة الدفاع عن القدس”، وقال “لن نتراجع قيد أنملة حتى نتمكن من إنجاز أهدافنا الوطنية وتجسيد حقوقنا الثابتة بدحر الاحتلال والاستيطان وتحقيق الاستقلال الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.

فيما دعت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي بأن يدرك “رسالة الجماهير الهادرة المدافعة عن قدسها ومقدساتها”، وقالت في بيان لها “الأقصى خط أحمر لا يمكن للاحتلال تعديه أو تنفيذ مخططاته بتغيير واقعه والسيطرة عليه”، وطالبت الأمة العربية والإسلامية بـ “الوقوف في وجه موجة التطبيع الرسمي مع الاحتلال، الذي يعتدي على مقدساتها ويسعى إلى تبديد جهودها وتشتيت صفها”، ودعتها كذلك لتوفير الإسناد والدعم اللازمين للقدس.

إلى ذلك فقد شهدت عدة مناطق تابعة لمدية رام الله وسط الضفة الغربية، تظاهرات شعبية حاشدة رفضا للاستيطان الإسرائيلي ومخططات الاحتلال، وفي بلدة المغير التابعة لمدينة رام الله، شارك السكان عقب أداء صلاة الجمعة في المسيرة حاشدة منددة بالاستيطان، خاصة في ظل الكشف عن مخططات جديدة تعمل على اقتطاع أجزاء جديدة من البلدة، وهاجمت قوات الاحتلال المتظاهرين السلميين بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز والصوت، مما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجراج.

كما شارك أهالي بلدة بعلين في المسيرة الأسبوعية التي تنظيم رفضا للاستيطان، والتي انطلقت مباشرة عقب أداء صلاة الظهر، صوب منطقة الجدار الفاصل، حيث أسفر اعتداء الاحتلال على المشاركين عن إصابة عدد منهم بحالات اختناق.

يشار إلى أن الكثير من البلدات التابعة لمدينة رام الله، تتعرض لهجمات استيطانية كبيرة، من بينها أيضا قرية المغير المهددة أراضيها بالمصادرة لصالح مشروع استيطاني جديد، كما تتعرض تلك البلدات وأخرى في مناطق متفرقة بالضفة إلى هجمات من قبل مجموعات من المستوطنين المتطرفين، الذين يعملون على اتلاف ممتلكات السكان من خلال قطع الأشجار المثمرة، أو تخريب عرباتهم وخط شعارات عنصرية معادية للعرب.

كما نظم أهالي بلدة كفر قدوم قضاء مدينة قلقيلية شمال الضفة، تظاهرتهم الأسبوعية المنددة بإغلاق الشارع الرئيس من قبل سلطات الاحتلال منذ 15 عاما، ورفضا لخطط الاستيطان، وجابت المسيرة الشعيبية الأسبوعية شوارع البلدة، ووصلت إلى أحد مناطق التماس، حيث قابلها جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وشارك أهالي مدينة الخليل في تظاهرة حاشدة عمت شوارع المدينة، إحياء للذكرى الـ 25، لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف، حيث اندلعت مواجهات شعبية خلال التظاهرة مع قوات الاحتلال، أسفرت عن وقوع عدة إصابات بينهم طفل.

وكانت القوى الفلسطينية وفعاليات شعبية في مدينة القدس ورجال دين دعوا لأن يكون اليوم الجمعة يوما لـ “النفير”، وتصعيد الغضب الشعبي رفضا لمخططات الاحتلال في القس والمسجد الأقصى، وطالبت “لجنة أبناء القدس” السكان للخروج في كافة الشوارع والميادين الرئيسية “نصرة للمسجد الأقصى”، كما توعدت فصائل المقاومة الاحتلال، وأكدت أن المسجد الأقصى يعد “خط أحمر”، لا يجوز المساس أو التعرض له.

من جهتها أكدت قيادة الفصائل الفلسطينية على صرورة أن تكون أيام الجمع لـ “التصعيد الميداني” في كافة مناطق الاحتكاك والتماس مع الاحتلال، وأكدت رفضها لسياسات الاحتلال “الاجرامية والعدوانية”، ضد القدس، وقال إن ذلك يتطلب “التخلص الفوري من كل الاتفاقات مع الاحتلال تنفيذا لقرارات المجلس الوطني والمركزي”.

واستبقت قوات الاحتلال فعاليات اليوم الجمعة، وشنت حملة مداهمة وتفتيش، نجم عنها اعتقال عدد من المواطنين، وتخريب محتويات منازلهم وممتلكاتهم، وفتشت تلك القوات عدة منازل في مدينة الخليل، وعاثت في منازل المواطنين خرابا، كما نصبت حواجز عسكرية على مداخل المدينة.

كما اعتقلت قوات الاحتلال شابا من مخيم جنين، وحطمت محتويات منزله ومنزلي شقيقين أسيرين، بعد أن داهمت المخيم، حث اندلعت مواجهات شعبية مع السكان.

وتصدى سكان بلدة تعمر شرق مدينة بيت لحم اليوم الجمعة، لاعتداءات جديدة نفذها عدد من المستوطنين، وقال مدير هيئة الجدار والاستيطان حسن بريجية، إن أهالي البلدة تصدوا للمستوطنين الذين اعتدوا على أراضي المواطنين، وقاموا بزراعة منطقة بجانب مستوطنة “نوكديم”.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *