جزيل العطاء لمن وفى

“وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ”، النور: 83.

يقول العلامة الراحل، الشيخ محمد متولي الشعراوي في خاطرته حول الآية السابقة، إن الحساب يقتضي محاسِب ومحاسَب ومُحاسب عليه، “بغير حساب”، ممن.. لمن.. فيم؟، فهو يرزقك لا على قدر سعيك، بل أكثر من ذلك، فهو لا يمسك لك حسابًا.

“يرزق بغير حساب”، لأنه حين يرزق، لا توجد سلطة أعلى تسأله لماذا أعطيت هذا أكثر من غيره؟ لا يوجد كادر يحكمه، ولا قانون، بل هي طلاقة قدرة، يعطي الكافر حتى تتعجب، وتقول: لماذا يعطي الكافر، ولا يعطي المؤمن “أما تحاسبه يبقى قول له أنت بتديله ليه”؟، لا دخل لك في الحساب.

يعطي على الحسنة سبعمائة ضعف.. بغير حساب، ساعة تأخذ معدودًا، إن أخذته من معدود، تحاسب نفسك، أخذت مائة من ألف ينقص أم ماذا؟.. تحاسب نفسك، لكن الله يأخذ معدودًا من غير معدود.

ساعة تقرأ “بغير حساب”، قل إن كان الحساب واقعًا من غير الله على الله، لا أحد سيحاسبه، وإن كان الحساب واقعًا من الله على الغير، لن يأتني على قدر عملي، بل سيزيد، لن يحاسب نفسه، “مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ”، تلك العملية “يرزق بغير حساب” تجعل كل واحد يلزم أدبه إن رأى غير رزق أكثر منه، لأنه لا يعلم حكمة الله فيها، إلا أن له فيها حكمة.

يقول القرطبي : فبين الفرق بين حال الدنيا وحال الآخرة بأن هذه تنفد وتحول، وما عند الله من مواهب فضله ونعيم جنته ثابت لا يزول لمن وفي بالعهد وثبت على العقد. ولقد أحسن من قال : المال ينفد حله وحرامه ** يوما وتبقى في غد آثامه ليس التقي بمتق لإلهه ** حتى يطيب شرابه وطعامه آخر : هب الدنيا تساق إليك عفوا ** أليس مصير ذاك إلى انتقال وما دنياك إلا مثل فيء ** أظلك ثم آذن بالزوال.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *