الإيمان مصدر قوة اكتشفها في نفسك

اكتشف العلماء أن في دماغ الإنسان مادة مخدرة، إذا بلغ الألم حدا لا يطاق أفرز الدماغ نفسه هذه المادة، فعطلت الإحساس بالألم، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى، كما اكتشفوا أيضا أن هناك بوابات على مجرى الجهاز العصبي تمنع ورود الألم إلى الدماغ، وأن هذه البوابات تتحكم فيها العوامل النفسية. يحتاج الإنسان إلى قوة عظيمة تُحرِّكُهُ وتشدُّ من أزره إذا ما ضعُف او تعرض لنائبة من النوائب، بل هذه القوة هي التي تكون مصدر ذلك الإحساس فلو أن إنسانا كان يسعى في مرضاة الله، وهو سعيد بهذا السعي، فإن الإحساس بالألم سينعدم.

هناك حالات كثيرة وردت في التاريخ، كيف أن صحابيا تقطع يده اليمنى، فيمسك الراية باليسرى، فتقطع اليسرى فيمسكها بعضديه، فأين الألم؟ هذا ما كشفه العلماء حديثا، فقالوا: “إن ثمة بوابات للألم على مداخل طريق الآلام، وطريق السيالة العصبية التي هي من النهايات العصبية إلى النخاع الشوكي، إلى الجسم تحت السرير البصري، إلى أسرة الدماغ، هذا طريق الآلام، وإن هذه الطرق تغلق أحيانا، فتمنع إيصال الألم إلى الدماغ، وهذه البوابات تتحكم فيها العوامل النفسية، كالثقة بالله سبحانه وتعالى، والثقة بالفوز، وفوق هذا وذاك إن كان الألم لا يطاق أفرز الدماغ مادة مخدرة تعطل الإحساس بالألم”.

يعدّ الإيمان بالله تعالى القوة الحقيقية المطلقة التي يلجأ إليها المسلم في كافة الظروف، فالمسلم المؤمن بالله تعالى، يرى ان الله سبحانه هو السبب في كل ما يحدث له، وأنه ما دام إلى جانبه تعالى، فإنه لن يكون إلا في أفضل حال.

لذلك إذا كان إيمان الإنسان كبيرا، وكان هدفه نبيلا، وكان سعيه حثيثا إلى الله سبحانه، لا يعبأ بالآلام التي يسقط بسببها الرجال، فإن الإيمان قوة كبيرة.

أرسل خليفة المسلمين أبو بكر الصديق قائد جيشه خالد بن الوليد إلى معركة في فتوح المسلمين في العراق والشام، فطلب منه خالد المدد، فقد كان عدد الأعداء مئة وثلاثين ألفا، وكان المؤمنون نحوا من ثلاثين ألفا، فكان خالد ينتظر خمسين ألفا، أو ثلاثين ألفا إضافية، فإذا برجل واحد اسمه القعقاع بن عمرو، يأتي ومعه رسالة، فقال له خالد بن الوليد: أين المدد؟ قال: أنا المدد، قال: أنت؟ فتح الكتاب، فإذا فيه: (من أبي بكر الصديق إلى خالد بن الوليد، أحمد الله إليك، لا تعجب يا خالد أني أرسلت إليك واحدا، فوالله الذي لا إله إلا هو إن جيشا فيه القعقاع بن عمرو لن يهزم) .

وكان النصر في هذه المعركة الحاسمة على يد القعقاع بن عمرو، فإن الرجل الواحد يكون بالإيمان كألف، وإن ألف رجل دون إيمان كأف.

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *