ابن تيمية ظلمه محبوه و انصفه الغرب

مقال مجمع من مصادر متعددة و لكن أراد أن يستفيد اكثر زيارة هذا الرابط:

كتب و مراجع عن ابن تيمية

عندما نتكلم عن ابن تيمية فنحن نتكلم عن العالم الفقيه العابد الناقد للفكر الأرسطي. المصلح المصنف،الذي ألف وعلم كثير من الطلاب والمحبين كما أنه أوجد كثيرا من الخصوم المعادين الناقمين مثل الصوفية والشيعة وعلى الأخص النصيرية منهم .

ظلمه محبوه في عصرنا كما ظلمه أعداؤه فتناولوا فتاويه بفهم مغبون؛ أُستبيحت به الدماء وفتح باسمه باب التكفير ، وما ذلك كله إلا نتاج قصور في معرفة علمه وبَلَادة في فهم منهجه حتى أتهم هو بأنه مرجعية للعنف والإرهاب .

-فمن أنصف بن تيمية حين خزله أتباعه وأنكر عليه خصومه ؟

أنصفه الغرب حين خزله الشرق ، بل واتخذوا من منهجه العلمي مذهبا وهو ما توصلت له الباحثة (أنكه فون كوجلجن) – الأستاذة بجامعة برن للعلوم الإسلاميَّة – بحثًا مطولاً عن ( Ibn Taymiyyas Kritik an der Aristotelischen Logik und sein Gegenentwurf) (نقد ابن تيمية للمنطق الأرسطي ومشروعه المضاد).

وترى الكاتبة عند هذه النقطة من البحث أنَّ بذور التَّفكير الغربي، الَّذي يرى أنَّ الأشياء المادّيَّة هي أصل الوجود، وأنَّ الأفكار تابعة لها – موجودة بوضوح في فكر ابن تيمية، وهو ما عُرِف فيما بعد في أوربَّا باسم (المذهب الاسمي).

– تدرس المستشرقة الألمانية «كوج جلن» نقد ابن تيمية السابق لعصره للمنطق الأرسطي، وتدرس هل ـ فعلًا ـ الحضارة الغربية تأثرت بهذا النقد الذي أنتج المنهج التجريبي الذي قامت عليه الحضارة الغربية؟

– ما بين المنهج التجريبي والمذهب الإسمي اللذين كانا بداية قيام الحضارة الغربية تولد الشاهد والدليل على إتخاذ بن تيمية للعقل كرائد للبحث عن الحقيقة وليس كما يدعي البعض أنه أهمل العقل واعتمد النقل والحرف فقط .

– قال الفيلسوف الألماني نيتشه: “قضيت سنينا من عمري وأنا أحاول أن أجد فجوةً واحدة في كتب ابن تيمية، لكن لم أجد.” وهذه شهادة منصفة من فيلسوف غربي كرس بن تيمية جزءا من حياته للرد على مدرسته الفلسفية حتى أسقط أركانها وشكك روادها وجعلها أطلالا باقية، وهذا ما أقره مؤسس الشيوعية كارل ماركس حيث قال : “ضرب ابن تيمية أباطيل الفلاسفة بالحق حتى أصبح أي فيلسوف يرتعد من سماع اسمه وعلى المسلمين أن يشكروا الله لأنه وهبهم بمثل هذا الرجل العظيم.”

– يقول المستشرق «جوهن هوفر» “بأن ابن تيمية شخصية عصرية، يقف في منطقة وسط بين بداية الإسلام، وحاضره، وأنه صاحب أضخم رد على الأديان في الإسلام” ، وأقول :عاش بن تيمية منافحا عن الإسلام وعقيدته بالفكر المنضبط والمنهج العلمي الفذ الذي أبهر الباحثين الغربيين ، فمن كان النقد والبحث والفكر طريقه فلن يكون العنف رفيقه ،وهذا ما ظهر جليا في واقع بن تيمية العملي مع أهل الديانات الأخرى في موقفه مع قازان ملك المغول في الشام عندما وقف بن تيمية مخاطبا له مستعينا بالله عليه حتى استمال قازان له وطلب منه الدعاء وأصدر أوامره بالإفراج عن أسرى المسلمين دون النصارى ، فقال بن تيمية ” أهل ذمتنا قبل أهل ملتنا ” ومن هنا تتضح أخلاق بن تيمية وفكره ومنهجه مع الآخر وإيمانه بالعيش الواحد لأهل الملة المختلفة في إطار من المواطنة الشاملة .

– ظل بن تيمية محاربا بالكلمة لكل بدعة خرقاء، أو فكر معوج يُبعد الناس عن صحيح الدين بدون تكفير أو تقتيل وقد قال ابن تيمية نفسه عن ذلك: «ولهذا يجب الاحتراز من تكفير المسلمين بالذنوب والخطايا، فإنها أول بدعة ظهرت في الإسلام، فكفّر أهلها المسلمين واستحلوا دماءهم وأموالهم»

وهذا ومثله ما ألهم المفكر والكاتب كريستوفر هيتشنز في كتابه (علماء خالدون)أن قال : “لا أبالغ إن قلت أن ابن تيمية هو أعظم عالم قدمته لنا الحضارة الإسلامية العريقة، إن لم يكن أعظم عالم في تاريخ البشرية جمعاء.” .

– لم يكن بن تيمية عند الغرب مرجعا للعنف والتكفير كما كان عند بعض النخب العلمية العربية المسلمة التي لم تعط للأمانة العلمية حقها، بل كان عند الغرب باحثا صاحب نظريات مبتكرة ومنهجيات بحثية استفاد بها الغرب بشهادة روادهم ورموزهم منهم

آلبرت آينشتاين: “إن كان هناك من اعتبره مثلا أعلى لي، فهو بلا شك ابن تيمية، فإن من يقرأ لهذا الرجل يجد أنه أوتي من الذكاء والفطنة ما لم يؤت به أحد.” .

أختم متوجها لكثير من الكتاب والباحثين والصحفيين أن أزيحوا الغمام عن عالم عربي مسلم عرف قدره الغرب واقتدى به واتخذ من علمه أساسا لنهضتهم العلمية الفلسفية والاجتماعية والسياسية ، كما أتوجه إليهم أن أنصفوا حضارتنا العربية الإسلامية بإعطاء بن تيمية حقه بحثا وتمحيصا فهو أحد بناة هذه الحضارة ومؤسسيها .

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *