القلب السليم

‌‏﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾
القلب السليم أن يعلم أن الله حق، وأن الساعة قائمة، وأن الله يبعث من في القبور. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير) يريد – والله أعلم – أنها مثلها في أنها خالية من ذنب، سليمة من كل عيب، لا خبرة لهم بأمور الدنيا؛ كما “”روى أنس بن مالك”” قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أكثر أهل الجنة البله) وهو حديث صحيح. أي البله عن معاصي الله. قال الأزهري : الأبله هنا هو الذي طبع على الخير وهو غافل عن الشر لا يعرفه. وقال القتبي : البله هم الذين غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس.
ولو تأملنا قول الله تعالى في سورة الحج: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) فليس العمى الضار عمى الأبصار إنما عمى القلوب باتباع الأهواء والانجرار إلى ما فيه هلاك الفرد وفساد حاله. وكما قال ابن عباس رضي الله عنه بعدما حُرِمَ نعمة البَصر ولكنه لم يُحرَم من نورِ القلب:

إنْ يأخُذِ الله مـن عينيَّ نُورَهُـما
ففِي لِسانِي وقلبي مِنْهُما نـورُ

قلبي ذَكيٌّ وعَقلي غَيْرُ ذي دَخَلٍ
وفي فمي صارمٌ كالسَّيفِ مأثورُ

سُئل النبي ﷺ : أي النَّاس أفضل؟ فقال ﷺ : “كل مخموم القلب، صدوق اللِّسان” فقال الصحابة :
صدوق اللِّسان نعرفه ، فما مَخْموم القلب ؟فقال ﷺ : “هو النَّقيُّ التَّقيُّ، لا إثم عليه، ولا بَغْي ولا غلٌّ ولا حسد”.صححه الألباني.
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *