هل قرأت كتاب تقنيات الحصول على المعلومات من المصادر المفتوحة؟

عثمان كباشي

نحاول في السطور التالية أن نتحدث عن كتاب جديد على درجة من الأهمية، إذ يتناول مبحثا مهما جدا مما يعرف بالعصر الرقمي، ألا هو “الحصول على المعلومات من المصادر المفتوحة”، وهي معلومات متاحة للجمهور العام دون قيد أو شرط، لكن الوصول إليها يتطلب معرفة وخبرة تعين في الوصول إلى دهاليزها ومنعرجاتها.

كتابنا
مؤلفه: مايكل بازل.
تاريخ نشره: يناير/كانون الثاني 2022.
عدد الصفحات: 516.
الطبعة: التاسعة.
وعنوانه الأصلي: Open Source Intelligence Techniques.
ويمكن تعريبه بـ”تقنيات استخبارات المصادر المفتوحة”، وإن شئت قلت “تقنيات الحصول على المعلومات من المصادر المفتوحة”.

مؤلف الكتاب هو مايكل بازل المعروف في دوائر المؤسسات الأميركية بقدرته على الوصول إلى المعلومات الشخصية لأي هدف عبر البحث في المصادر المفتوحة.

عمل بازل لمدة 18 عاما محققا حكوميا في مجال جرائم الكمبيوتر، وقضى معظم تلك السنوات في وحدة العمل المعنية بالجرائم الإلكترونية، وهي وحدة تابعة لمكتب التحقيقات الفدرالي المعروف اختصارا باسم “إف بي آي” (FBI).

وكان عمله يركز بشكل خاص على مجالات: استخبارات الجرائم المفتوحة، والجرائم الإلكترونية، وطرق إزالة البيانات الشخصية. وقد شارك المؤلف في العديد من التحقيقات الجنائية التي تتطلب معرفة بالتقنيات المتطورة، مثل: إغواء الأطفال عبر الإنترنت، وقضايا الاختطاف، والتهديدات الإرهابية، والاختراقات الحاسوبية عالية المستوى، وإستراتيجيات التحكم في الخصوصية. كما أسهم في تدريب الآلاف على استخدام تقنيات التحقيق وإستراتيجيات التحكم بالخصوصية، ولقيت كتبه في هذا المجال رواجا في الولايات المتحدة وأوروبا.

9 طبعات في عامين
يقول المؤلف إن الطبعات الثماني من هذا الكتاب بدأ تأليفها أواخر عام 2020، وإن هذه الطبعة التاسعة تحتوي على المعلومات الأساسية التي وردت بالطبعات السابقة، مضيفا أنه اعتاد أن ينشر طبعة جديدة في حال توفر محتوى جديد تبلغ نسبته 30% بيد أنه لم يلتزم بذلك في هذه الطبعة الجديدة، التي لا يتجاوز محتواها الجديد نسبة 20%.

ويستمر المؤلف في حديثه عن الكتاب، مشيرا إلى أن الحصول على المعلومات من المصادر المفتوحة مسألة مهمة للكثيرين، موضحا أن هذه الطبعة التاسعة تحتوي على مئات المصادر الخاصة بالمعلومات، إلى جانب البرامج المجانية التي تتيح الوصول إلى معلومات أي شخص.

ويشير إلى أنه أسهب عبر صفحات الكتاب في شرح وتوضيح تقنيات الحصول على المعلومات من المصادر المفتوحة. ويشدد على أن تحديد المعلومات المجانية على الإنترنت ليس الخطوة النهائية التي يسعى إلى الوصول إليها، إذ إن هناك العديد من الطرق التي تسهم في الحصول على المعلومات وتحليلها بشكل جيد. ويؤكد المؤلف ضرورة توثيق المعلومات المتحصل عليها من المصادر المفتوحة، وحفظها بشكل جيد، إذ إنه لا يمكن الاعتماد على المعلومات المبثوثة عبر الإنترنت بشكل دائم، فالمواقع التي نشرت فيها هذه المعلومات قد تغلق، كما أن المعلومات نفسها يمكن إزالتها من الموقع المذكور.

ويقول المؤلف إن هذا الكتاب عبارة عن دليل مرجعي لمساعدة الراغبين في إجراء عمليات بحث في المصادر المفتوحة بكفاءة وأكثر دقة، وبالتالي فهو ليس دليلا للمجرمين للحصول على المعلومات الشخصية، ولا يتطرق لأي طرق غير قانونية للحصول على المعلومات.

من المستهدف بهذا الكتاب؟
للإجابة على هذا السؤال يورد المؤلف قائمة طويلة يقول إن كل من فيها يمكن أن يستفيد من هذا الكتاب، وهم:

العاملون في الوكالات الحكومية المختلفة، وخاصة الجهات المناط بها تنفيذ القانون.
ضباط الشرطة الذين يمكن أن يستخدموا التقنيات الواردة بالكتاب، لكي تساعدهم في كثير من المسائل، مثل: تحديد أماكن الأطفال المختطفين، والتحري في قضايا تهريب البشر.
محللو الاستخبارات الذين يتيح لهم الكتاب إمكانية تطبيق التقنيات الواردة فيه على جزء كبير من عملهم اليومي، خاصة ما يتصل بالتعامل مع منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.
المحققون: وهؤلاء يمكن أن يستخدموا تقنيات استخبارات المصادر المفتوحة في إعادة التحري والتحقيق في العديد من الجرائم التي لم يتم التوصل لحلول بشأنها.
القطاع الخاص: ويلبي هذا الكتاب أيضا احتياجات القطاع الخاص، وخاصة الأقسام الأمنية بالمؤسسات الضخمة، حيث يمكن فرق هذه الأقسام من تحديد المعلومات الدقيقة وذات العلاقة بمؤسساتهم.
وقد ثبتت فعالية ونجاح تقنيات الوصول إلى معلومات المصادر المفتوحة لدى العاملين الذين يراقبون المخاطر والمهددات المحدقة بمؤسساتهم، من العنف الجسدي وحتى المنتجات المزيفة.

يقول المؤلف إنه يوصي بهذا الكتاب للجهات المعنية باختيار الأشخاص، خاصة أقسام الموارد البشرية، التي يمكنها أن تصطاد الموظفين المميزين، وتستبعد أولئك الذين قد يكونون خصما للمؤسسة، وكل ذلك من خلال تقنيات الحصول على المعلومات من المصادر المفتوحة، ويضيف أن المعلومات التي يمكن الحصول عليها عبر الإنترنت قد تقدم صورة واضحة عن الشخص أكثر من أي مقابلة توظيف.
ومن الذين يمكن أن يستفيدوا من هذا الكتاب الآباء والمعلمون، حيث يمكن أن يتخذوه دليلا للوصول إلى المحتوى الذي ينشره الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي، فمعظم الأطفال يعرفون عن الإنترنت ودهاليزها أكثر مما يعرفه البالغون. ويستخدم الأطفال هذه الميزة في إخفاء المحتوى الذي لا يرغبون في أن يراه الآباء والمعلمون، وهذا النوع من المحتوى يمكن أن يستخدم ضد هؤلاء الأطفال إذا وقع في أياد غير أمينة.
البالغون: وهؤلاء يمكن أن يساعدهم هذا الكتاب في تحديد المعلومات الشخصية المهمة التي يمكن أن تشكل تهديدا للأطفال.
المحققون الخاصون: يستهدف هذا الكتاب أيضا شريحة المحققين الخاصين، إذ يتيح لهم إمكانية الحصول على المعلومات حتى وإن لم يكن لديهم فهم عميق بكيفية عمل الحواسيب والإنترنت.
حتى أصحاب الأغراض الملتوية
يقول المؤلف إن ثمة أشخاصا سيستخدمون تقنيات الوصول إلى معلومات المصادر المفتوحة لأغراض ملتوية، مشيرا إلى أن بعض زملائه ناقشوه في هذه النقطة، ولكنه رد عليهم بأن من يريدون استخدام المصادر المفتوحة لأغراض غير شريفة سيفعلون ذلك بهذا الكتاب أو بغيره.

ويشدد المؤلف على أن هذا الكتاب جرى تأليفه ليكون دليلا مرجعيا، وبالتالي فليس بالضرورة أن تتم قراءته بالتتابع، وعليه فيمكن لكل قارئ أن يأخذ منه ما يريد وما هو مفيد له في مجاله.

ويختتم بأنه يحيل القراء في معظم فصول هذا الكتاب إلى ملفات يمكن تنزيلها من الإنترنت لمزيد من الاستيعاب لموضوعات الكتاب الخاصة بتقنيات الوصول إلى معلومات المصادر المفتوحة. وهذه الملفات موجودة في موقع المؤلف الخاص على الإنترنت ويمكن تنزيلها من خلال الرابط التالي: www.inteltechniques.com

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.