خبير قانوني: بذهابه إلى بلجيكا الإمام المغربي حسن إيكويسن امتثل لقرار مجلس الدولة

من وجهة نظر القانون الفرنسي إن كان الإمام حسن إيكويسن ذهب إلى بلجيكا فلا يمكن وصفه بالمجرم إذ إنه ليس متهما بارتكاب جريمة، وقرار مجلس الدولة بخروجه من البلاد قد تم الامتثال له.

هذا ما يراه أستاذ القانون العام بجامعة غرونوبل ألب سيرج سلامة مشيرا في مقابلة مع صحيفة ليبراسيون Liberation الفرنسية إلى أن حاكم هو دو فرانس Hauts-de-France ينتهك قاعدة افتراض البراءة بوصفه للإمام المغربي بالهارب من العدالة. وأضاف أن الأجنبي الذي يخضع لإجراء الترحيل يمكن أن ينفذه بشكل عفوي، وهذا منصوص عليه صراحة في قانون الخاص بالأجانب.

وأوضح سلامة أن بإمكان بلجيكا في إطار اتفاقيات شنغن أن تسلم هذا الإمام لفرنسا، لكنه لفت إلى أن مثل ذلك الإجراء ينطوي على تناقض صارخ: فكيف يمكنه أن يعود لفرنسا وهو يخضع لحكم بالإبعاد النهائي عن هذا البلد.

فالقضية -حسب أستاذ القانون العام- لا تدخل في سياق جنائي، وليست فيها أي ملاحقات قضائية، ولو كان هذا الإمام هاربًا بالفعل فسيكون تحت مذكرة توقيف أوروبية.

وفي نقاش بصحيفة لاكروا (La Croix) حول ملابسات قضية الإمام المغربي، تحدث جيل كلافرول بريفيه المندوب الوزاري السابق المعني بمكافحة العنصرية ومعاداة السامية، وهاويس سنيغر المحاضر في العلوم السياسية بجامعة ساينس بو المرموقة.

وتساءلا إن كانت الحكومة الفرنسية قد ذهبت أبعد مما ينبغي بهذه القضية، وحذر سنيغر من أن الحكومة في هذه الحالة “انتقلت من مجال النقد الحر والمشروع لخطاب الفرد وسلوكه العام إلى أحد أشكال شرطة الفكر”. ولا ينبغي، وفقا له، أن تتعامل الدولة مع النقد بشكل قمعي بناء على معايير متقلبة وغير مستقرة.

وانتقد سنيغر ما اعتبره الكيل بمكيالين في قضية هذا الإمام، فلكي يكون المنطق قوياً أخلاقياً ومتماسكاً سياسياً، يجب التعامل مع المواقف نفسها بنفس الطريقة.

وأبرز المحاضر بالعلوم السياسية أن الإمام إيكويسن اعترف بأنه ألقى خطابات تمييزية في الماضي، لكنه شدد على أن ذلك لم يكن هو الحال دائمًا وأنه -مؤخرًا- أصبح أكثر حذرا “فلماذا نحتفظ فقط بجزء من كلام المتحدث، مهما كان مستهجنًا ونترك جزءا؟”.
جدير بالذكر أن إيكويسن (58 عاما) يتمتع بشخصية جذابة ساعدته في إقناع عشرات الآلاف من الشباب بمنهجه، خاصة في العالم الافتراضي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يتابعونه على صفحته في فيسبوك وقناته في يوتيوب (150 ألف متابع).

المصدر : لاكروا + ليبراسيون

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".