قطريون منزعجون من تسييس السعودية للحج

أبدى مسؤولون قطريون شاركوا في طاولة مستديرة عقدها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان حول تداعيات أزمة الحصار ومنع المواطنين القطريين والمقيمين من الحج والعمرة؛ انزعاجهم من التسييس الواضح للدين من قبل السلطات السعودية، واستخدامها غير العادل لركن أساسي من أركان الشريعة الإسلامية في التضييق على المواطن والمقيم بدولة قطر، ومنعهم من أداء شعائرهم الدينية، ووضع العراقيل أمامهم.

ووجه المشاركون في الطاولة رسالة للمجتمع الدولي بضرورة بيان معاناة الحجاج القطريين والمقيمين بسبب منعهم من أداء فريضة الحج للعام الثالث على التوالي، وعرض ذلك بصورة واضحة أمام الرأي العام العالمي.

كما وجهوا رسالة عاجلة للمجتمعين في الاجتماع الوزاري لتعزيز الحريات الدينية بواشنطن، وطالبوا فيها بالدعوة لاحترام الحريات والمعتقدات الدينية والدفاع عنها.

رئيس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان الدكتور إبراهيم صالح النعيمي (الجزيرة)
رئيس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان الدكتور إبراهيم صالح النعيمي (الجزيرة)
وأكد رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان الدكتور إبراهيم صالح النعيمي خلال الجلسة أهمية انعقاد الطاولة لتزامنها مع الاجتماع الوزاري لتعزيز الحريات الدينية بواشنطن.

ويجد ذلك فرصة مع اقتراب موسم الحج لبيان استمرار العراقيل التي تضعها السلطات السعودية أمام المواطنين القطريين والمقيمين لأداء مناسك الفريضة.

وأوضحت الدكتورة عائشة المناعي نائبة رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان مدى أهمية الحج لدى المسلمين، وضرورة أن يتمكن كل مسلم من أن يؤدي الحج والعمرة بكل حرية واطمئنان.

مضيفة أن الأماكن المقدسة ليست مِلكًا للدولة السعودية وحدها، بل لكل المسلمين الحق في الوصول إليها وإقامة شعائرهم فيها.

انتهاكات
وتناول مدير إدارة الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية السفير محمد السبيعي الانتهاكات التي تعرض لها الحجاج القطريون في بداية الحصار من السلطات السعودية، وعدم تعامل السلطات القطرية بالطريقة نفسها مع المقيمين من دول الحصار على أرضها.

وأوضح السبيعي عدم جدوى محاولة السعودية إظهار أنها لا تقوم بانتهاكات، وأنها تسعى إلى تيسير الحج والعمرة للمواطنين القطريين والمقيمين، مؤكدا أن هذه المحاولة لم تعد تجدي نفعا مع المجتمع الدولي الذي يرى بكل وضوح هذه الانتهاكات والعراقيل.

وقال إن كل ممارسات السلطات السعودية أصبحت تعطي دلالة واضحة على تسييس الحج.

الدكتورة عائشة المناعي نائبة رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان (الجزيرة)
الدكتورة عائشة المناعي نائبة رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان (الجزيرة)
وتحدث رئيس قسم التسجيل والمتابعة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إبراهيم محمد النعمة عن معاناة القطريين للسنة الثالثة نتيجة منعهم من أداء فريضة الحج.

وقال إنه رغم محاولات العديد من شركات الحج والعمرة تخطي ذلك المنع إلا أنها فشلت لتعنت السلطات السعودية، وإن المحاولات الشخصية للتسجيل للحج أصبحت لا تفلح بسبب حجب المواقع الإلكترونية الخاصة بالحج عن دولة قطر.

وقال المتحدث الرسمي باسم حملات الحج القطرية يوسف أحمد الكواري إن السلطات السعودية لا تتجاوب مع أي تواصل أو طلبات من قِبل حملات الحج القطرية، مع أنها هي التي تدعي أنها لا تمنع القطريين من أداء الحج والعمرة، منوها إلى أن هذه السلطات هي نفسها التي تشترط على الحاج أن يتبع حملة رسمية تنظيمية من قِبل دولته.

محاولات
وأضاف الكواري “أن لجنة شؤون الحج القطرية هي المسؤولة عن تنسيق رحلات الحج والعمرة والحصول على التأشيرات والموافقات المطلوبة والتصاريح وتيسير جميع خدمات الحجاج والمعتمرين، ودون كل ذلك يستحيل أداء الحج”.

وأشار إلى محاولة حملات الحج القطرية إيجاد سبل لتخطي هذه العقبات، وإيجاد حلول لها، وذلك بأن يقدم الأشخاص طلباتهم للحج والعمرة من خلال حملات حج لدول أخرى، وتحديدا حملات الحج الكويتية.

لكنه لفت إلى أن ما حدث هو إعادة الحجاج مرة أخرى لمجرد أن معهم إقامة قطرية، كما حدث مع أسر مقيمة، مبينا أن هناك أكثر من حالة موثقة تم إجبارها على العودة دون أداء مناسك الحج.

وأوضح الكواري أن المواطن القطري يتم استغلاله في موضوع الحج استغلالا سياسيا، وقال “إن استطاع أحد القطريين الذهاب للحج بصورة فردية، وتخطى كل ما ذكر من عقبات، فإن هذا يتم تصويره على أنه دليل على أنها لا تمنع الحجاج، وهذا مخالف للحقيقة والواقع”.

المستشار القانوني باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عبد الله الكعبي (الجزيرة)
المستشار القانوني باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عبد الله الكعبي (الجزيرة)
وأشار المستشار القانوني باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عبد الله الكعبي إلى أن بيانات السلطات السعودية التي تدعي أن السلطات القطرية هي التي تمنع مواطنيها من أداء الحج والعمرة؛ لم تعد تضلل المجتمع الدولي المعني بحرية الدين والمعتقد وحقوق الإنسان.

شكاوى
وقال الكعبي إن الكثير من الشكاوى تم تقديمها للجنة، التي تقدمت بدورها بشكوى رسمية إلى مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وإلى المقرر الخاص المعني بحرية الدين والمعتقد، وطالبته بإرسال بعثة للبحث عن المعوقات التي تتم ممارساتها في الواقع من قبل السلطات السعودية.

وأضاف أنه بناء على كل ذلك تم إصدار تقرير قدمته دولة قطر أمام محكمة العدل الدولية بالإضافة إلى الشكاوى المقدمة أمام البرلمان الأوروبي في الأمر نفسه، وقال إن اللجنة قدمت ملفا كاملا عن هذه الانتهاكات.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.